2022-05-31 11:05:53
صباح الخير..
لا أفهم كثرة الجلد الموجه للعراقيين بسبب "بنات الحسن"، وربطها بكلّ تردٍّ يمر به المجتمع، حيث صار ذلك سبباً لذكر أي سوء، أي بمعنى: كذا حدث في العراق والناس مشغولة ببنات الحسن الخ..
عدا مرقد عليّ بن أبي طالب (ع) لستُ من هواة الزيارات الدينية، وأعرفُ تماماً الجدل التاريخي الذي يميل إلى أن بنات الحسن المتناثرات في بابل وضواحيها، هي مراقد غير صحيحة، لكن المطلع على أي موسوعة تخصّ هذا الموضوع، وليكن مثلاً "موسوعة المراقد المقدسة" للخليلي مثلاً، يكتشف أن هذا النسق موجود، ويتعاطى معه الفقراء في كل زمن، لاعتقاد خاص بهم، لا يؤذي أحداً، وكان موجوداً في كل فترات صعود العراق وهبوطه.
لا يمنع المرقد الديني التطوّر، هي حاجة بشرية، إن كان يخصّ بنات الحسن أو الكعبة نفسها، وكذلك الحال مع التكيات السنية، والكنائس المسيحية، ودور العبادة الخاصة بالصابئة وغيرهم.
ثمّة وجدان لناس كثيرين يحيا في هذه المراقد، دعوهم لِما يؤمنون به ويرتاحون ما داموا لا يضرّون أحداً، فليس هناك قانون يقول: إن على مَن يزور هذه المراقد أن لا يفعل شيئاً في حياته.
أمس، توقفت حافلة ريال مدريد في كاتدرائية، بركةً وامتناناً للفوز، لن نجد مَن يجلدهم مقابل ذلك.
نحن مستعدون لفرم كلّ مَن يربط التردّي بأية كنيسة عراقية، أو مندى، لكننا نسحبُ السوط ونجلد إن قام رجل بسيط أو امرأة مسكينة بربط احتياجهم بمرقد لا يعترف به كثيرون، الوجدان عادةً غير معنيّ بالقاعدة التاريخية.
ثمة حديث، بالغالب يقولون عنه أنه حديث مكذوب، يروى عن الرسول "لو اعتقد أحدكم بحجرٍ لنفعه"، وبعيداً عن صحته فإنه يشير بشكل دقيق إلى البلاسيبو الذي يمارسه المريض والمحتاج مع ما يؤمن به.
ليكن تطور المجتمع مرتبطاً بالأفراد العظام الذين يجلدون ذواتهم ولا يزورون شريفة بنت الحسن، فإن كان زائروها لا يفهمون شيئاً، بحسب الأفراد العظام، فإنهم أيضاً لم يجلبوا نوبل في الفيزياء للعراق!
هوّنوا على عجائزكم ومساكينكم، طمأنينة هذه المراقد تعني لهم الكثير.
350 views08:05