2022-05-28 10:12:48
(١١٣)
#جمع_القرآن (١٥)
منهج في كتابة القرآن الكريم في عهد
عثمان بن عفان رضي الله عنهما:
صنعوا منهجاً في كتابة هذا القرآن الكريم هذا المنهج اتسم بالدقة المتناهية حتى يستوعبوا في كتابتهم لكلام الله - سبحانه وتعالى- كل ما ثبت في العرضة الأخيرة من أحرف في هذا القرآن الكريم، وذلك أنهم كانوا يكتبون الآية كتابة يصلح أن يُقرأ بها على أي حرف من الأحرف التي وردت عليها- ما دامت تحتمل ذلك- وهذا كان بلا شك من دون نقل وبطريقة يمكنهم بها أن يقرؤوه بأي حرف من الحروف الواردة في لغة العرب مثل من قوله:
#ملك"، #ملك" وردت ثلاث مرات:
﴿
مَلِكِ النَّاسِ﴾
[الناس: 2]،
﴿
مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4]،
﴿
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾[آل عمران: 26].
وكتبت في المواطن الثلاثة بصورة واحدة «#ميم #لام #كاف » .
لكنها في سورة "
الفاتحة"لما كانت وردت قراءتها "
بملك" و"
مالك" كتبوا فيها #ملك ومن أراد أن يقرأها بالحرف الآخر جعل ألفاً صغيرة فوق الميم ليقرأها #مالك،
أما ﴿
قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ فإنما قرأت هكذا عند جميع القراء.
وكذلك ﴿
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ﴾ فكانت طريقتهم -رضي الله تعالى عنهم- أن الكلمة توضع بشكل يصلح أن تقرأ فيه على كل ما ورد فيها من الأحرف السبعة التي كانت في العرضة الأخيرة، فإن كان لا يمكن ذلك فإنهم -رضي الله تعالى عنهم- يكتبونها في مصحف من المصاحف التي نسخوها بحرف وفي المصحف الآخر بحرف آخر ودعونا نمثل على هذا بأمثلة يتضح بها المقال فمثلا في قول الله تعالى:
﴿
نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا﴾[البقرة: 259]،
كتبت طبعاً من دون نقط ومن دون ضبط لأن هذا لم يكن موجوداً عندهم بحيث تصلح لأن تكون ننشرها وتصلح أن تكون ننشزها يعني تنطق
#بالراء و #بالزاي
وكذلك أيضاً:
#فتبينوا - #فتثبتوا
كتبت من دون أن يكون هناك نقط يصلح أن تقرأ هكذا بأنها وردت على ذلك في الأحرف السبعة ووردت على ذلك أيضاً على القراءة الثانية في الأحرف السبعة فتبينوا فتثبتوا ﴿
إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ﴾[الحجرات: 6]،
في القراءة الأخرى
#فتثبتوا
فقد كتبت بطريقة تصلح لهذا وتصلح لذاك.
وكذلك قول الله - سبحانه وتعالى-
#ملك
#وننشزها
#وننشرها
أما إذا لم تكن لا يمكن كتابتها في موطن واحد بطريقة تصلح للحرفين فإنها تكتب في أحد النسخ التي كتبها *عثمان رضي الله عَنه* [بحرف] وفي المصحف الثاني [بحرف آخر] ليكون بذلك *عثمان رضي الله عنه قد استوعب العرضة الأخيرة بجميع ما ورد فيها مثل:
قول الله - سبحانه وتعالى- ﴿
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ﴾ [البقرة: 132]، فإنها كتبت في بعض المصاحف #ووصى وكتبت في بعضها #وأوصى يعني: زيدت #ألف بعد "
الواو الأولى"
وكذلك في قوله ﴿
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ﴾
[آل عمران: 133]، كتبت في بعض المصاحف:
#وسارعوا
وفي بعضها كتبت:
#سارعوا
من دون *
واو* لأنها وردت هكذا ووردت هكذا.
وكذلك قوله تعالى:
﴿
وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَ﴾ [الشمس: 15]،
في آخر سورة الشمس ﴿
فلا يخاف عقبه﴾
كتبت في مصحف هكذا وفي مصحف هكذا_
دروس علوم القرآن (١٤٢٥)
《محمد الخضيري》
قناة التليجرام:
t.me/alkhaderi
2.6K views07:12