Get Mystery Box with random crypto!

أَيُّهَا الْأَحْبَابُ.. مَنْ أَرَادَ إِرْجَاعَ نَفْسِهِ إِلَى | التفاؤل بالكتاب والسنة (منصور بيما)

أَيُّهَا الْأَحْبَابُ.. مَنْ أَرَادَ إِرْجَاعَ نَفْسِهِ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي رَمَضَانَ مِنْ الْإِقْبَالِ عَلَى الْطَّاعَات.. وَتَنْمِيَتَهَا بِالإِيمَانِ وَالْعَمِلِ الْصَّالِحِ.. فَعَلَيْهِ بِتَجْدِيدِ إِيمَانِهِ وَزِيَادَتِه..
فَتَجْدِيدُ الْإِيمَانِ، وَتَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ تَتَزَكَّى بِهِ الْقُلُوبُ..
وَتَجْدِيدُ الْإِيمَانِ وَزِيَادَتُهُ يَكُونُ بِالْطَّاعَاتِ كَمَا قَالَ تَعَالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)}..
وَمِنْ طُرُقِ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ.. الْمُحَافَظَةُ عَلَى صَلَاةِ الْفَرِيضّةِ وَأدَائِهَا فِي أَوقَاتِهَا بِخُشُوعٍ.. مَعَ الْإِتْيَانِ بِنَوَافِلِ الصَّلَوَاتِ كَالسُّنَنِ الرَّوَاتِبِ، وَقَدْرٍ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَالْتِزَامِ الْوِتْر.. وَغَيْرِهَا مِنَ نَوَافِلِ الْصَّلَاةِ..
فَإِنَّ الصَّلَاةَ صِلَةٌ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ، وَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا زَكَا بِهَا قَلْبُهُ؛ لِدَوَامِ صِلَتِهِ بِاللهِ تَعَالَى.. وَقَدِ اقْتَرَنَ ذِكْرُ التَّزْكِيَةِ بِالصَّلَاةِ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.. فَكُلَّمَا كَانَ الْعَبْدُ أَكْثَرَ صَلَاةً؛ كَانَ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُ..
وَمِنْ طُرُقِ تَزْكِيَةِ النَّفْسِ.. الصَّوْمُ.. لِأَنَّهُ يُضَيِّقُ مَجَارِيَ الدَّمِ عَلَى الشَّيْطَانِ، وَيَقْمَعُ شَهْوَةَ صَاحِبِهِ.. وَلِذَا أَمْسَكَ كَثِيرٌ مِنَ الصَّائِمِينَ فِي رَمَضَانَ عَنْ شَهَوَاتِهِمْ لمَّا شُغِلُوا بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ، وَلَازَمُوا المَسَاجِدَ وَالمَصَاحِفَ، وَوَجَدُوا أَثَرَ ذَلِكَ عَلَى قُلُوبِهِمْ..
وَلِذَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُوَاصِلَ الصِّيَامَ بَعْدَ رَمَضَانَ.. بَدْءًا بِسِتِّ شَوَّالَ.. وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ..
وَمَنْ فَاتَهُ صِيَام السِتِّ فِي بِدَايَاتِ شَهْرِ شَوَالِ.. فَمَا زَالَ فِي الْشَّهْرِ بَقِيَّةٍ فَلا يُفَرِّطَ فِيهِ..
وَإِذَا فَاتَ الْمُسْلِم صِيَام السِتِّ.. فَعِنْدَهُ مَا تَيَسَّرَ مِنْ صَوْمِ الْتَّطَوُّعِ الْكَثِيرِ.. مِمَّا يُبْقِيهِ عَلَى صِلَةٍ بِالصِّيَامِ، وَتَمْتَدُّ تَزْكِيَتُهُ لِقَلْبِهِ بَعْدَ رَمَضَانَ.. وَاللهُ أعلَمْ..