أيُّهَا الْأَحِبَّةُ الْكِرَامُ.. إِنَّ تَعْظِيمَ اللهِ جَلَّ | التفاؤل بالكتاب والسنة (منصور بيما)
أيُّهَا الْأَحِبَّةُ الْكِرَامُ.. إِنَّ تَعْظِيمَ اللهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ وَدَوَامُ مُرَاقَبَتِهِ.. مِنْ أَعَظَمِ وَسَائِلَ تَزْكِيَةِ الْنَّفْسِ..
فَالمُعَظِّمُ لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ لَنْ يَنْكُثَ عَهْدَهُ، وَلَنْ يُخْلِفَ وَعْدَهُ، وَسَيَتَعَاهَدُ قَلْبَهُ، وَيُزَكِّي نَفْسَهُ..
وَالمُرَاقِبُ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَنْ يَعُودَ لِلْمَعَاصِي بَعْدَ ذَهَابِ رَمَضَانَ لِأَنَّهُ يَعَلَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى يَرَاهُ.. وَهَذِهِ هِيَ مَرْتَبَةُ الإِحْسَانِ.. (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ).. وَلِأَنَّهُ يَعْلَمُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى مُطَّلِعٌ عَلَى عَمَلِهِ.. قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}..
وَبِهَذَا يُعْلَمُ أَنَّ عِمَارَةَ الْقَلْبِ بِتَعْظِيمِ اللهِ تَعَالَى، وَالْإِيمَانِ بِهِ، وَدَوَامِ مُرَاقَبَتِهِ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِهِ؛ سَبَبٌ لِتَزْكِيَتِهِ.. وَإِذَا زَكَى الْقَلْبُ زَكَى حَامِلُهُ..