2022-06-17 06:58:53
(1) #اختصار_درس_مسائل_الحج_فوائد_حديث_جابر_الطويل_في_حجة_الوداع
حجة الوداع
هذه الحجة يقال لها: حجة الوداع؛ لأن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم ودَّع الناس فيها، ولم يحج بعدها كما روى مسلم (1297) عن جَابِر، يَقُولُ: رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرمِي عَلَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحرِ، وَيَقُولُ: «لِتَأخُذُوا مَنَاسِكَكُم، فَإِنِّي لَا أَدرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعدَ حَجَّتِي هَذِهِ».
وذكر الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ اللهُ أنه يقال لها: حجة البلاغ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بلَّغ الناس شرع الله عَزَّ وَجَل في الحج قولًا وفعلًا، وَلَم يَكُن بَقِيَ مِن دَعَائِمِ الإِسلَامِ وقواعده شيء إلا وقد بينه عليه السلام، فَلَمَّا بَيَّنَ لَهُم شَرِيعَةَ الحَجِّ، وَوَضَّحَهُ وَشَرَحَهُ أَنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيهِ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ: ﴿اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دينا﴾ [المَائِدَةِ: 3].
ويقال لها: حجة الإسلام؛ لأن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لم يحج من المدينة غيرها. راجعي «البداية والنهاية»(5/126).
روى الإمام مسلم(1218) من طريق مُحَمَّدٍ بن علي بن حسين، وفيه: قال لجابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: أَخبِرنِي عَن حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسعًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَثَ تِسعَ سِنِينَ لَم يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي العَاشِرَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجٌّ، فَقَدِمَ المَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُم يَلتَمِسُ أَن يَأتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَيَعمَلَ مِثلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَينَا ذَا الحُلَيفَةِ، فَوَلَدَت أَسمَاءُ بِنتُ عُمَيسٍ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكرٍ، فَأَرسَلَت إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيفَ أَصنَعُ؟ قَالَ: «اغتَسِلِي، وَاستَثفِرِي بِثَوبٍ وَأَحرِمِي» الحديث.
الفوائد والمسائل:
-فيه أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم مكث في المدينة تسع سنين لم يحج، فحجة النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كانت في السنة العاشرة؛ ولهذا جابر بن عبدالله عقد تسعًا؛ والسبب في تأخيره صلى الله عليه وسلم الحج: أن مكة كانت بيد المشركين من قريش؛ إذ لم يتم فتح مكة إلا في السنة الثامنة من الهجرة، ولم يحج في السنة التاسعة لأمرين:
أن المشركين حجوا مع المسلمين بشركياتهم وضلالاتهم وتعريهم وتعري النساء، ومن لم يجد ثوبًا يطوف به من الحُمس يطوف عريانًا، وفي أواخر السنة التاسعة أرسل النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق أن ينادي فِي رَهطٍ يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ: «أَن لَا يَحُجَّنَّ بَعدَ العَامِ مُشرِكٌ، وَلَا يَطُوفَ بِالبَيتِ عُريَانٌ» رواه البخاري (4657)، ومسلم (1347) عَنِ أبي هُرَيرَةَ.
والثاني: أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان مشغولًا باستقبال الوفود.
(ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي العَاشِرَةِ) قال النووي رَحِمَهُ اللهُ في «شرح صحيح مسلم»(8/172): مَعنَاهُ أَعلَمَهُم بِذَلِكَ وَأَشَاعَهُ بَينَهُم؛ لِيَتَأَهَّبُوا لِلحَجِّ مَعَهُ وَيَتَعَلَّمُوا المَنَاسِكَ وَالأَحكَامَ، وَيَشهَدُوا أَقوَالَهُ وَأَفعَالَهُ، وَيُوصِيهِم لِيُبَلِّغَ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، وَتَشِيعَ دَعوَةُ الإِسلَامِ، وَتَبلُغَ الرِّسَالَةُ القَرِيبَ وَالبَعِيدَ.
قال: وَفِيهِ: أَنَّهُ يُستَحَبُّ لِلإِمَامِ إِيذَانُ النَّاسِ بِالأُمُورِ المُهِمَّةِ؛ لِيَتَأَهَّبُوا لَهَا.
-وفيه حرص الصحابة على التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم.
-وفيه أن ميقات أهل المدينة ذو الحليفة، وكذلك من مرَّ بها من غير أهلها، وفي حديث ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا ذكر أربعة مواقيت للبلدان روى البخاري (1524)، ومسلم (1181) عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا، قَالَ: «إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ لِأَهلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيفَةِ، وَلِأَهلِ الشَّأمِ الجُحفَةَ، وَلِأَهلِ نَجدٍ قَرنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهلِ اليَمَنِ يَلَملَمَ، هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَن أَتَى عَلَيهِنَّ مِن غَيرِهِنَّ مِمَّن أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمرَةَ، وَمَن كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِن حَيثُ أَنشَأَ حَتَّى أَهلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ».
يتبع....
رابط المدونة:
https://alwadei967.blogspot.com/2022/06/1_16.html
رابط القناة باللغة العربية
https://t.me/alwad3ya
رابط القناة باللغة الإنجليزية:
https://t.me/alwadeia
259 viewsedited 03:58