2023-04-29 21:32:33
[حفصة بنت سيرين الأنصارية أم الهذيل التابعية الفقيهة]
قال الحارث بن أسامة -كما في بغية الباحث (٨٩٩)-:
حدثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان، قال:
كان الهذيل بن حفصة يجمع الحطب في الصيف , قال: وأظنه قال: ويقشره , قال: ويأخذ القصب فيفلقه , قالت حفصة: فكنت أجد قرة , قال: فيجيء بالكانون حتى يضعه خلفي وأنا أصلي , وعنده من يكفيه لو أراد ذلك , قالت حفصة: فيوقد لي ذلك الحطب المقشر والقصب المفلق وقودا يدفئني ولا يؤذيني ريحه , قالت: فربما أردت أن أنصرف إليه فأقول يا بني ارجع إلى أهلك ثم أذكر ما يريد , فأخلي عنه وكان يغزو ويحج قالت: فأصابته حمى وقد حضر الحج , فنقه فلم أشعر حتى أهل بالحج , قلت: يا بني كأنك خفت أن أمنعك ما كنت لأفعل , قالت: وكانت له لقحة فكان يبعث إلي حلبة بالغداة , فأقول يا بني إنك لتعلم أنني لا أشربه وأنا صائمة , فيقول: يا أم الهذيل إن أطيب اللبن ما بات في ضروع الإبل اسق من شئت , قالت: فلما مات رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق غير أني كنت أجد غصة لا تذهب , فبينما أنا أصلي ذات ليلة وأنا أقرأ سورة النحل أتيت على هذه الآية:
{وَلَا تَشۡتَرُوا۟ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ ثَمَنࣰا قَلِیلًاۚ إِنَّمَا عِندَ ٱللَّهِ هُوَ خَیۡرࣱ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ مَا عِندَكُمۡ یَنفَدُ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقࣲۗ وَلَنَجۡزِیَنَّ ٱلَّذِینَ صَبَرُوۤا۟ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ}.
فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد "
(صحيح)
وانظر المطالب العالية (٣٥٠/١١) (٢٥٤٥).
عرفات المحمدي
3.1K views18:32