2022-05-31 18:05:29
يحكى أنَّ فتًى وجاريةً كانا يتحابَّان، فأرادها في بعض وَصْلها على بعض ما لا يجمل، فقالت: والله لأشكونَّك في الملأ علانيةً، ولأفضحنك فضيحةً مستورةً.
فلما كان بعد أيام حضرت الجاريةُ مجلس بعض أكابر المُلوك وأركان الدولة وأجلِّ رجال الخلافة، وفيه ممن يُتوقَّى أمره من النساء والخدم عددٌ كثير، وفي جملة الحاضرين ذلك الفتى؛ لأنه كان بسبب من الرئيس، وفي المجلس مغنياتٌ غيرُها، فلما انتهى الغناء إليها سوَّت عودها، واندفعت تغني بأبيات قديمة، وهي:
غَزَالٌ قَدْ حَكَى بَدْرَ التَّمَامِ
كَشَمْسٍ قَدْ تَجَلَّتْ مِنْ غَمَامِ
سَبَى قَلْبِي بِأَلْحَاظٍ مِرَاضٍ
وقَدِّ الغُصْنِ فِي حُسْنِ القَوَامِ
خَضَعتُ خُضُوعَ صَبٍّ مُسْتَكِينٍ
لَهُ وذَللتُ ذِلَّةَ مُسْتَهَامِ
فَصِلْنِي يَا فَدَيْتُكَ فِي حَلَالٍ
فَمَا أَهْوَى وِصَالًا فِي حَرَام
102 viewsوسَن, 15:05