Get Mystery Box with random crypto!

أثناء الدراسة الجامعية مرت فترة كنا نلعب فيها كثيراً لعبة مساب | د. وائل الشيخ أمين

أثناء الدراسة الجامعية مرت فترة كنا نلعب فيها كثيراً لعبة مسابقة الشعر، وهي لعبة بسيطة حيث يبدأ الفريق الأول بقراءة بيت شعري مما يحفظه، ويطلب من الفريق الثاني أن يأتي ببيت شعري آخر، بحيث يكون الحرف الأول فيه هو الحرف الأخير من البيت الشعري الذي قاله الفريق الأول،
فإذا كان الحرف الأخير من بيت الفريق الأول (الميم) يجب على الفريق الثاني أن يأتي ببيت يبدأ بالميم ، ثم ينظر إلى آخر هذا البيت فإذا انتهى باللام كان على الفريق الأول أن يبدأ باللام، وهكذا تستمر اللعبة حتى يعجز أحد الفريقين عن الاستمرار.
أحد أصدقائي لم يكن ممن يحفظون الكثير من الشعر لكنه لعب مرة واستطاع أن ينقذ فريقه في اللحظات الصعبة عدة مرات، عندما كان فريقه لا يجد البيت المطلوب كان صديقي ينقذهم.
كيف كان يفعل ذلك؟
كان يفعله ببيت شعر واحد فقط وهو قول الزركلي:
خدعوك يا أم الحضارة فارتمت تجني عليك فيالق وجنود
فإذا كان المطلوب حرف الخاء، وفّى البيت بالغرض، أما إذا كان المطلوب حرف القاف يقول صديقي: قتلوك يا أم الحضارة ....، وإذا كان حرف النون : نهبوك، وإذا كان حرف التاء: تركوك .....وهكذا
بحيث لا يكاد يصعب عليه حرف.
ولأنه كان يتقن الدور عندما يقرأ البيت فلم ننتبه لتلاعبه إلا بعد وقت متأخر
المشكلة أنني عندما أردت كتابة هذا المنشور، حاولت استحضار البيت الشعري فما عدت أعرف الكلمة الأولى منه حيث أن تلاعبه القديم شوّه البيت في ذاكرتي ، فاحترت بين عدة كلمات حتى أسعفني جوجل.
تذكرني هذه القصة بمقولة معروفة:
القائد الذي لا يمتلك إلا مطرقة، يرى جميع الموظفين مسامير.
كلما زادت أدواتك ومعارفك وخبراتك، كلما كان لديك مساحات أكبر للإبداع والتفكير والعمل والإنتاج، وإلا ستبقى تكرر نفسك مراراً حتى تملّها، فلا تنشغل أبداً بالعطاء عن الطلب.