Get Mystery Box with random crypto!

للباحثين والمهتمين وطلبة العلم [ منشأ مخالفة تقي الدين ابن ت | الشيخ فارس بن فالح الخزرجي

للباحثين والمهتمين وطلبة العلم


[ منشأ مخالفة تقي الدين ابن تيمية لمذهب الإمام احمد في مسألة اثبات معاني الصفات ]

سبب الخلاف هو حكم الوقوف على قول الله عزوجل ( وما يعلم تأويله إلا الله) .
ثم نشأ عن هذا الحكم ادخال الصفات في المتشابه أو منعها.
فالإمام أحمد وكل علماء المذهب يقولون بوجوب الوقوف على هذه الآية ويدخلون الصفات في المتشابه .
أما تقي الدين فيقول الصفات كلها محكمة .
قال ابن تيمية رحمه الله :
«وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله. أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم. فإنهم وإن أصابوا في كثير مما يقولونه ونجوا من بدع وقع فيها غيرهم فالكلام على هذا من وجهين: الأول: من قال: إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه فنقول أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا ره أنه جعل ذلك من المتشابه». م(13/294) .
وقال أيضا .
«يقولون: إن قوله: {وما يعلم تأويله إلا الله} يدل على أن معنى المتشابه لا يعلمه إلا الله والحديث منه متشابه - كما في القرآن - وهذا من متشابه الحديث؛ فيلزمهم أن يكون الرسول الذي تكلم بحديث النزول لم يدر هو ما يقول ولا ما عني بكلامه - وهو المتكلم به ابتداء. فهل يجوز لعاقل أن يظن هذا بأحد من عقلاء بني آدم فضلا عن الأنبياء فضلا عن أفضل الأولين والآخرين وأعلم الخلق وأفصح الخلق وأنصح الخلق للخلق صلى الله عليه وسلم وهم مع ذلك يدعون أنهم أهل السنة وأن هذا القول الذي يصفون به الرسول وأمته هو قول أهل السنة » م ( 5 /477 ).
أما الإمام أحمد وعامة علماء المذهب وقبلهم التابعون وقبلهم الصحابة فقولهم وجوب الوقوف على قول الله تعالى ( وما يعلم تأويله الا الله ).
قال ابن هانئ : قلت لأبي عبد الله كيف للرجل أن يعرف المتشابه من المحكم قال : المتشابه يكون في موضع كذا وفي موضع كذا ، مختلف.
والمحكم الذي ليس فيه اختلاف " مسائل ابن هانئ ( 9917).
قال ابن أبي يعلى ناقلا عن والده :
« اعتقد الوالد السعيد .....قد أجمع أهل القبلة: أن إثبات الباري سبحانه: إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وكيفية هكذا اعتقد الوالد السعيد ومن قبله ممن سلفه من الأئمة: أن إثبات الصفات للباري سبحانه إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وكيفية وأنها صفات لا تشبه صفات البرية ولا تدرك حقيقة علمها بالفكر والروية.
والأصل الذي اعتمدوه في هذا الباب اتباع قوله تعالى: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون: آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب وقال تعالى: ولا يحيطون به علما وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما » الطبقات ( 2 / 208).
قلت : وعلماء المذهب قاطبة نصوا على أن الصفات تدخل في المتشابه .
قال القاضي أبو يعلى :
فصل في الدلالة على أنه لا يجوز الاشتغال بتأويلها وتفسيرها
من وجوه أحدها: أن آي الكتاب قسمان: أحدهما محكم تأويله تنزيله يفهم المراد منه بظاهره وقسم هو متشابه لا يعلم تأويله إلا الله ولا يوقف على معناه بلغة العرب بدليل قوله تعالى: {وما يعلم تأويله إلا الله} وقوله: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به} فالواو ههنا للاستئناف وليست عاطفة كذلك أخبار الرسول، صلى الله عليه وسلم، جارية هذا المجرى ومنزلة على هذا التنزيل منها البين المستقل في بيانه بنفسه، ومنها ما لا يوقف على معناه بلغة العرب » ابطال التأويلات .
قال شيخ الإسلام الموفق ابن قدامة رحمه الله في بيان الصحيح في معنى المتشابه :
والصحيح أن المتشابه ما ورد في صفات الله سبحانه مما يجب الإيمان به ويحرم التعرض لتأويله كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى ، بل يداه مبسوطتان ، لما خلقت بيدي ويبقى وجه ربك تجري بأعيننا ونحوه فهذا اتفق السلف رحمهم الله على الإقرار به وإمراره على وجهه وترك تأويله فإن الله سبحانه ذم المبتغين لتأويله وقرنهم في الذم بالذين يبتغون الفتنة وسماهم أهل زيغ ، وليس في طلب تأويل ما ذكروه من المجمل وغيره ما يذم به صاحبه بل يمدح عليه إذ هو طريق إلى معرفة الأحكام وتمييز الحلال من الحرام ، ولأن في الآية قرائن تدل على أن الله سبحانه منفرد بعلم تأويل المتشابه ، وأن الوقف الصحيح عند قوله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله لفظا ومعنى أما اللفظ فلأنه لو أراد عطف الراسخين لقال :
ويقولون آمنا به بالواو وأما المعنى فلأنه ذم مبتغي التأويل ولو كان ذلك للراسخين معلوما لكان مبتغيه ممدوحًا لا مذمومًا .
ولأن قولهم آمنا به يدل على نوع تفويض وتسليم لشيء لم يقفوا على معناه سيما إذا اتبعوه بقولهم كل من عند ربنا فذكرهم ربهم ها هنا يعطي الثقة به والتسليم لأمره وأنه صدر منه وجاء من عنده كما جاء من عنده المحكم ولأن لفظه أما لتفصيل الجمل فذكره لها في الذين في قلوبهم زيغ من وصفه إياهم لابتغاء المتشابه وابتغاء تأويله يدل على قسم آخر يخالفهم