2023-04-21 20:19:31
الجولانيُّ و دوَّامة الفساد و مسرحيَّة الملتقى القضائيِّ (1) تعمد الأنظمة الاستبداديَّة الحديثة لتجميل صورتها القاتمة و تحسين مظهرها الخارجيِّ القبيح و تقديم مشهدٍ مغايرٍ عن الواقع الأليم الذي يعيشه من يرزح تحت حكمها، و ذلك للتَّغطية عن ظلمها و فسادها و استبدادها و جرائمها، و لخداع النُّخب -التي تعيش في برجٍ عاجيٍّ بعيداً عن واقع الأمَّة- فتحصل منها على شرعيَّةٍ إضافيَّةٍ، و لكسب تأييدٍ خارجيٍّ يعمل على تثبيت و زيادة أمد تسلُّطها على رقاب النَّاس.
و كما أطلق النُّصيريُّ الخبيث المجرم بشَّار الأسد مسيرة التَّطوير و التَّحديث بعد أن وَرِثَ الحكم عن أبيه الهالك حافظ؛ فأطلق الوعود و أصدر الخطابات التي سمَّاها بالتَّاريخيَّة فصدَّقه بعض الحمقى المغفَّلين الذين دعوا وقتها إلى عدم تحميله مسؤولية جرائم أبيه!،
فهل كان الخبيث المجرم بشَّار سيصل للحكم لولا إجرام أبيه و أجهزته الأمنيَّة التي ظلَّت جاثمةً متسلِّطةً بإجرامها على أهل السُّنَّة في الشَّام حتى بعد هلاك أبيه؟!.
كذلك عمد المخادع الجولانيُّ لإجراء الملتقى القضائيِّ بعد أن ضرب الفساد أطنابه في وزارة العدل الجولانيَّة و عشَّش في كلِّ محكمةٍ و دائرةٍ و غرفةٍ و مكتبٍ فيها، و ذلك للتنصُّل من تحمُّل مسؤوليَّة الفساد و الإفساد الذي أحدثه البرامكة الجدد، و ليظهر للنَّاس و يخدعهم بأنَّ لديه قضاءً عادلاً نزيهاً يسير وفق أنظمةٍ و قوانين و أصولٍ،
بقي الجولانيُّ شهوراً عديدةً يحضِّر و يجهِّز لهذا الملتقى، و أياماً و ليالٍ و هو -و الغشَّاش مظهر- يكتب خطابه "التَّاريخيَّ" الذي سيتصدَّر فيه على القضاة خطيباً مصلحاً و قائداً حكيماً مؤسِّساً و زعيماً استثنائيّاً ملهماً.
و قبل 4 ساعاتٍ من خطابه كشفنا هذه المسرحيَّة الهزليَّة والكذب والخداع فيها في منشورٍ سابقٍ فجنَّ جنون الجولانيِّ و ارتفع ضغطه و زاد إفراز الأدرينالين في جسمه، و أصيب بصدمةٍ كبيرةٍ و هزَّةٍ نفسيَّةٍ شديدةٍ و اختلاجٍ شعوريٍّ عنيفٍ؛ فلقد ضاعت فرصة العمر و تبدَّد الحلم الطفوليُّ و ذهب عمله و جهده هباءً منثوراً، و حُرِمَ النَّاس من طلَّته البهيَّة و الجل الأنيق على شعراته المتمايلة!، و لن يتكلَّم الإعلام الرَّخيص اليوم: قال القائد العامُّ و تحدَّث القائد العامُّ و أشار القائد العامُّ و نوَّه القائد العامُّ و أجاب القائد العامُّ و طالب القائد العامُّ و أعلن القائد العامُّ!. و بقيت في قلبه حسرةٌ قويَّةٌ يندب بها حظَّه و يلعن بطانته الفاسدة التي سرَّبت فأفسدت عليه تحقيق حلمه!.
عندها عَدَلَ الجولانيُّ عن الخطاب المرتقب المعدِّ مسبقاً و تكلَّم ل 5 دقائق فقط عن العدل و القسط كلاماً عامّاً، و لم ينشر كلمته المتلعثمة المضطربة المهزوزة على الإعلام و أخفاها في الأرشيف.
يتبع غداً إن شاء اللَّه
769 views17:19