2023-05-07 00:09:39
إدارة النجاح والفشل!يروي روبرت غرين في كتابه الماتع "
33 استراتيجية للحرب":
إنه خلال حرب فيتنام، كان لدى جنرال فيتنام العظيم "فو نجوين غياب" مبدأ عام: كان بعد كل حملةٍ ناجحة يُقنع نفسه أن الأمر كان عادياً ولا بد من شيءٍ جديد، وهكذا لم تُسكره نجاحاته، ولم يكن يكرر ذات الأسلوب في معركتين!
ولاعب البيسبول الأمريكي "تيد وليامز" وهو أحد أعظم الرماة في تاريخ اللعبة، كان مصيباً في أنه كان ينسى دائماً آخر رمياته سواءٍ انتهت بالنجاح أو الفشل، كان دوماً يُردد: ليس هناك رميتين متشابهتين حتى ولو كان متلقي الكرة هو اللاعب نفسه!
النجاح والفشل أمران طبيعيان يصيبان كل إنسان ولكن الطريقة في التعامل معهما هي التي تختلف من إنسانٍ إلى آخر!
النجاح بحدِّ ذاته مدعاة للغرور والكسل، وكثيرون من الناس كان مقتلهم في وصولهم إلى القمة، لأنهم اعتبروا أن البطولة هي أن يصل المرء إلى القمة، بينما في الحقيقة إن البطولة ليست في مجرد الوصول إلى القمة وإنما في البقاء عليها بعد الوصول!
والفشلُ مدعاة للتردد والخوف، إنه يملأ الإنسان بحذرٍ مضاعف، إذ يعزُّ عليه أن ينكسر مرتين! وأغلب الذين استسلموا للفشل لم يفعلوا هذا بعد الفشل الأول، وإنما بعد الفشل الثاني، لأن الفشل الأول كما يفهمه الناس هو فشل في الطريقة، بينما الفشل الثاني ينظرُ إليه المرء إلى نفسه بأنه فاشل، وهنا تكمن الخطورة!
النجاح مُسْكِرٌ! الكثير من الأبطال الرياضيين أُسقطوا عن القمة لأنهم زهدوا في التدريب بعد وصولهم، وبينما كان أحدهم واقفاً مكانه، كان هناك آخر يتدرب بجد ليصل إلى القمة ويزيحه! وكل الإمبراطوريات التي سقطت على مرِّ التاريخ سقطتْ لأنَّ الترهل أصابها بعد أن اعتقدت أنه لم يعد هناك منافسون قادمون!
حتى العديد من الأدباء كان نتاجهم الأدبي قبل الجوائز أجمل منه عما بعدها، لهذا برأيي إن التعامل مع النجاح، وطريقة إدارته، أكثر صعوبة من تحقيقه!
أما الفشل فيجب أن يكون حافزاً، لا بأس ببعض الحذر، ولكن بشرط أن لا يكون هذا الحذر سيفاً مسلطاً، وسقوط الإنسان مرَّةً هو مجرد حدث، ولكن بقاءه ساقطاً هو قرار! لهذا برأيي أن الفشل في إدارة الفشل هو المقتل، أما الفشل بحد ذاته هو مجرد حدث!
- أدهم شرقاوي
4.7K viewsعُـثْـمَـاٰنُ 🩵, edited 21:09
م
