Get Mystery Box with random crypto!

فوائد من الباب الأول للشيخ صالح الفوزان على كتاب إعانة المستف | التوحيد دعوة الرسل

فوائد من الباب الأول
للشيخ صالح الفوزان
على كتاب إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد
..
ثم ختم هذه الوصايا بالوصية العاشرة العظيمة فقال جل وعلا : 
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} 
الصراط في اللغة معناه: الطريق؛ 
والمراد بالصراط هنا :
• كتاب الله سبحانه وتعالى
• وسنة رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأنها، تابعة للقرآن، ومفسِّرة للقرآن؛ فالسنة داخلة في كتاب الله عز وجل ....
هما طريقٌ إلى الجنة، أي: 
ما أوحيته إليكم بواسطة رسولي من الأوامر والنواهي في هذا القرآن العظيم
وفي السنة النبوية هذا هو الصراط.
...
{مُسْتَقِيماً} ..والمستقيم هو: المعتدل،
فطريق الله عز وجل معتدل،
• ليس فيه ميلان،
• وليس فيه منعطفَات،
• وليس فيه غموض،
طريق واضح يوصلك إلى الجنة، تمشي فيه على نور، وعلى برهان، وعلى طريق واضح.
..
وأضاف {الصِّرَاطَ} إليه سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتكريم .
..
ثم وصفه بأنه مستقيم، يعني :
معتدلٌ بخلاف الطرق الأخرى فإنها معوجَّة ومتعرِّجة، تضلِّل صاحبها؛ لأن هناك طرقاً كثيرة للشياطين؛ شياطين الإنس والجن، ومذاهب، وهناك جماعات متعدّدة، هناك.. وهناك ...
لكن طريق الله واحدة، ما فيها تعدُّد،
ولا فيها انقسام، ولهذا وحّد صراطه وعدّد السبل
قال:  {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} 
لأن الطرق والسبل التي غير القرآن وغير الشريعة طرقٌ كثيرة ليس لها حصر،
- كل صاحب مذهب له طريقة،
- وكل صاحب نِحْلة له طريق،
- وكل جماعة من الضُّلاَّل لهم طريق،
- وكل من اخْتلف عن الحق صار له طريق غير طريق الآخر؛
وهذه علامة أهل الضَّلاَّل أنهم لا يجتمعون على شيء، ولا يتوافقون أبداً،
بخلاف أهل الحق فإنهم يتوافقون،
لماذا؟
لأنهم يسيرون على طريق الله سبحانه وتعالى.
...
فميزة أهل الحق أنهم لا يختلفون، 
وإن حصل اختلاف فإنه يُحْسَم بالرجوع إلى كتاب الله: 
{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ} ؛
فالصحابة رضي الله عنهم قد يقع بينهم اختلافات لكن سرعان ما تذهب، لماذا؟
ج - لأنهم يرجعون إلى كتاب الله؛
فقد اختلفوا بعد موت الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الخليفة بعده؟
ثم سَرْعان ما انْحَسَم النزاع وعاهدوا أبا بكر الصدِّيق رضي الله تعالى عنه
لما رجعوا إلى السنة، واختلفوا في حروب الردة، وسرعان ما اتّفقوا على قتال المرتدِّين،
لأنهم رجعوا إلى كتاب الله وسنة رسوله.
...
فأهل الحق حتى لو حصل بينهم خلاف ناتج عن اجتهاد ، فإنهم يرجعون إلى كتاب الله .
بخلاف أهل الضلال ... كل واحد يريد أن يكون هو الشيخ والمعظَّم،
لأنه يريد تعظيم نفسه، ولا يريد الحق؛
• فلذلك تجدون أهل الضلال دائماً في اختلاف، • ودائماً في صراع،
• وتجدون أهل الضلال تتشعّب مناهجهم، وتتنوّع،
• وكل حين يخرج مذهب جديد،
هذه صفة أهل الضلال والعياذ بالله ،
وهذا مذكور في هذه الآية: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} 
..
وضّح النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذه الآية بتوضيحٍ محسوسٌ:
ذلكم أنه خط صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الأرض خطّاً معتدلاً،
ثم خطّ على جَنَبَتَيْه خطوطاً، 
فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للخط المعتدِل: 
"هذا صراط الله"، 
وقال لهذه الطرق: "وهذه سُبُل، على كل سبيل منها شيطان يدعو الناس إليه"، 
هذا مثال واضح من الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبيان الآية الكريمة: 
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} .
..
وفي سنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: 
"ومن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؛
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ تمسّكوا بها، وعَضُّوا عليها بالنواجذ؛ وإياكم ومحدَثات الأمور،
فإن كلّ محدَثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة" .
..
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 
"وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلاَّ واحدة"، 
فقالوا: من هي يا رسول الله؟، 
قال: "مَنْ كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" 
هذا صراط الله عز وجل في الآيات وفي الأحاديث.

يتبع إن شاء الله
...
التوحيد دعوة الرسل
https://t.me/haqallahalaalabeed
...
*31*