△هذا الشيء الثاني من الدرجة الأولى، ←وهو أن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلق.
اللوح المحفوظ: لا نعرف ماهيته؛ من أي شيء؛ أمن خشب، أم من حديد، أم من ذهب، أم من فضة، أم من زمرد؟ فالله أعلم بذلك؛
إنما نؤمن بأن هناك لوحًا كتب الله فيه مقادير كل شيء، وليس لنا الحق في أن نبحث وراء ذلك، ...
ووُصف بكونه محفوظًا؛ ←لأنه محفوظ من أيدي الخلق؛ فلا يمكن أن يُلحق أحد به شيئًا، أو يغير به شيئًا أبدًا.
←ثانيًا: محفوظ من التغيير؛ فالله -عزَّ وجلَّ- لا يغير فيه شيئًا؛ لأنه كتبه عن علمٍ منه؛ كما سيذكره المؤلف،
ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "إن المكتوب في اللوح المحفوظ لا يتغير أبدًا"، وإنما يحصل التغيير في الكتب التي بأيدي الملائكة.
قوله: "مقادير الخلق"؛ أي: مقادير المخلوقات كلها، وظاهر النصوص أنه شمل ما يفعله الإنسان، وما يفعله البهائم، وأنه عام وشامل.
ولكن؛ هل هذه الكتابة إجمالية أو تفصيلية؟
↫قد نقول: إننا لا نجزم بأنها تفصيلية أو إجمالية....
فالمهم أن نؤمن بأن مقادير الخلق مكتوبة في اللوح المحفوظ، وأن هذا اللوح لا يتغير ما كتب فيه؛ لأن الله أمره (أي أمر القلم) أن يكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.