(45) في مجلس هشام.. تابع #الحلقة_الــ45 #صالح_مقبل_فارع | قناة المنشد المبدع مجدالدين عيشان
(45) في مجلس هشام.. تابع
#الحلقة_الــ45 #صالح_مقبل_فارع
هشام غضب وانتصر لجليسه اليهودي، ولم يغضب وينتصر لرسول الله.
وبَعد هذا الموقف المخزي لهشام نحو رسول الله، وهو يمثل خليفته، والذي كان من المفروض أن ينتصر للرسول، التفت الإمام زيد إليه وخاطبه قائلاً: اتَّقِ اللهَ يا هشام!. فلم يتمالك هشامٌ نفسه، وقال في غلظة: أوَ مِثْلُك يأْمُر مِثْلِي بتقوى الله؟!
قال زيد: إن الله لم يرفع أحدًا فوق أن يُؤْمَر بتقوى الله، ولم يَضَعْ أحدًا دون أن يَأَْمُر بتقوى الله!.
فقال هشام: هذا تحقيق لما رُفِعَ إلَيًّ عنك، ومَن أَمَرَك أن تضع نفسك في غير موضعها وتراها فوق مكانها؟ فترفع على نفسك، واعرف قدرك، ولا تشاور سلطانك، ولا تخالف على إمامك.
فقال الإمام زيد بكل تَحَدٍّ: مَنْ وَضَعَ نفسه في غير موضعها أَثِمَ بِربِّه، ومَنْ رفع نفسه عن مكانها خسر نفسه، ومَنْ لم يعرف قدره ضَلَّ عن سبيل ربه، ومن شاور سلطانه وخالف إمامه هلك، أتدري يا هشام مَن ذلك؟! قال هشام: لا. قال زيد: ذلك مَن عصى ربّه، وتَكَبّر على خالقه، وتسمّى باسمٍ ليس له، وأما الذي أَمَرك بتقوى الله فقد أدّى إلى الله النصيحة فيك، ودَلَّكَ على رُشْدِك.
فوثب هشام مجلسه وقام قائلا: أخرجوه من مجلسي، ولا يَبِيتَنَّ في عسكري. فقال له زيد: والله لا تَجِدُني إلا حيث تَكْره.
فغضب هشام مرة أخرى وأمر بضربه ثمانين سوطاً، وكان زيد يقول والسياط على ظهره: "مَنْ أحبّ الحياةَ عاشَ ذليلا".
ثم خرج زيد من عند هشام وهو يقول: "ما كَرِهَ قومٌ قَطّ حَرَّ السيوفٌ إلا ذَلُّوا". وأردفها بقوله: مَن أَحَبّ البقاءَ اسْتَدْثَرَ الذُّلَّ إلَى الفناء.
هشام بعد أن سمع كلام زيد عرف أنه خارج عليه، وأنه سيقاتله؛ وقال لأصحابه: ألستم تزعمون ان أهل البيت قد بادوا! هيهات، ما ذَهَبَ قومٌ هذا خَلَفُهم.
فخرج زيد من الشام عائدًا إلى المدينة المنورة، وقد.....
