2021-10-20 18:05:04
ـ ـ
أصالة الإيمان في الرؤية الإسلامية
يقول الشهيد الشيخ مرتضى مطهري [طاب ثراه]:
عندما نقول إنّ شيئاً ما أصيل يعني أنّه بحدّ ذاته مطلوبٌ وهدف، لا أنّه غايةٌ ووسيلةٌ، فجدران المنزل والسقف والنوافذ هدفٌ لصاحب العمارة فهي أمورٌ أصيلةٌ، ولكن لا يُحقَّق هدفه هذا بدون قواعد للبناء، فالقواعد ليست أصيلةً لأنّها غير مطلوبةٍ لذاتها. وإذا اتضح الفرق بين الأصيل وغيره نسأل:
هل الإسلام عندما يطرح قضيّة الإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر، يطرحها على أساس أنّها أصيلةُ في الرؤية الإسلاميّة، أم أنّها غير أصيلةٍ ومجرّد قواعد للبناء، والغاية كلّ الغاية في العمل ليس إلّا؟
الصحيح أنّها أصيلةٌ وهي شرطٌ أساس في قبول الأعمال، ولو جرّدنا العمل عن الإيمان لم يصل إلى أيّ نتيجة لأنّه فاقد لشرطه الأساس وهو الإيمان، كما ولو جرّدنا الإيمان عن العمل لم يبق أثر للإيمان. يقول تعالى: ﴿... إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ...﴾ ويقول أمير المؤمنين عليه السلام:
"إنّ الله سبحانه وتعالى جعل الذكر جلاءً للقلوب، تسمع به بعد الوقرة، وتبصر به بعد العشوة، وتنقاد به بعد المعاندة، وما برح لله عزّت آلاؤه في البرهة بعد البرهة، وفي زمان الفترات، عباد ناجاهم في فكرهم، وكلّمهم في ذات عقولهم...".
نستنتج ممّا تقدَّم أنّ الإنسان الكامل في منظور الفلاسفة إنسان ناقصُ من منظور الإسلام، إنّه ليس سوى تمثال من المعرفة، إنّه يعلم كلّ شيء ولكنّه خالٍ من الإيمان, من التسليم والمحبّة.
المدارس الفكريّة للكمال الإنساني
ـ ـ
73 viewsAala, 15:05