2022-05-06 15:48:02
" وكذلك
محبة كلام الله، فإنه من علامة محبة الله.
وإذا أردت أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله =
فانظر إلى محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم … قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلام الله».
وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه، وهو غاية مطلوبه!
وقال النبي - ﷺ - يوما لعبد الله بن مسعود: «اقرأ علي»، فقال: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري». فاستفتح، وقرأ سورة النساء، حتى إذا بلغ قوله: ﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (٤١)﴾ [النساء ٤١] قال: «حسبك». فرفع رأسه، فإذا عينا رسول الله - ﷺ - تذرفان من البكاء».
وكان الصحابة إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى يقولون: يا أبا موسى ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون.
فلمحبي القرآن من الوجد والذوق واللذة والحلاوة والسرور أضعاف ما لمحبي السماع الشيطاني.
فإذا رأيت الرجل: ذوقه ووجده وطربه ونشوته في سماع الأبيات دون سماع الآيات، وفي سماع الألحان دون سماع القرآن … فهذا من أقوى الأدلة على
فراغ قلبه من محبة الله وكلامه، وتعلقه بمحبة سماع الشيطان؛ والمغرور يعتقد أنه على شيء! "
ابن القيم | الداء والدواء (ص: ٥٤٩-٥٥٢)
الوجادات | https://t.me/Montqa_alwjadate
4.9K viewsedited 12:48