2021-08-03 09:53:54
.
.
حكى الأصمعي قال :
"كنت أغشى رجلاً لكرمه فأتيته بعد مدة فوجدته قد أغلق باب بيته وأوصى الحارس ألا يدخل عليه أحد ..
فأخذت رقعة وكتبت فيها :
إذا كان الكريمُ له حجابٌ فما فضلُ الكريمِ على اللئيمِ ..
وبعثت بها إليه مع الحارس..
ووقفت أنتظر الجواب ..
فأعاد لي الورقةوقد كتب على ظهرها :
إذا كان الكريمُ قليلَ مالٍ تستّر بالحُجّابِ عن الغريمِ ..
ومع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار ..
فقلت والله لأتحفنّ أمير المؤمنين المأمون بهذه الحكاية ..
فذهبت إليه وقصصت عليه القصة ووضعت الرقعة والصرة بين يديه"..
فتأمل الصرة وقال :
"يا أصمعي هذه الصرة عليها ختم بيت المال .. أحضر الرجل الذي دفعها إليك"..
فقلت: "الله الله يا أمير المؤمنين الرجل قد أولاني خيراً "..
قال: "لابد منه"..
فقلت : "غير مروع ؟"..
قال: "غير مروع"..
فعرّفته مكانه .. فبعث إليه فحضر ..
فنظر إليه أمير المؤمنين ثم قال له : "ألست أنت الرجل الذي وقف بموكبنا بالأمس وشكا إلينا رقة حاله وكثرة عياله ؟"..
قال: "نعم يا أمير المؤمنين"..
قال: "وأمرنا لك بخمسمائة دينار ؟"..
قال: "نعم وهي هذه يا أمير المؤمنين"..
قال : "ولمَ دفعتها للأصمعي على بيت واحد من الشعر ؟"..
قال : "استحييت من الله أن أردّ قاصدي إلا كما ردّني بالأمس أمير المؤمنين"..
قال : "لله درّك ما أكرم خلقك وأوفر مرؤتك"..
ثم أمر له بألف دينار ..
الناس للناس مادام الوفاء بهم
والعسر واليسر أوقات وساعات
وأكرم الناس مابين الورى رجل
تُقضي على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد
ما دمت تقدر والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت
إليك لا لك عند الناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
#أدبيات
330 views06:53