هل تورطت في حب كاتبة ؟ أكان الوقوع في غرامها محض صدفة بفعل ال | نُـورا نصر
هل تورطت في حب كاتبة ؟
أكان الوقوع في غرامها محض صدفة بفعل الأقدار الرائعة، لأنها هي هي من ألفت روحك روحها ام ان من أغواك حرفها ! حيث تتبعت السطور كمحقق أمسك بطرف خيط، هل سحرك أسلوبها الشيق في مراقصة الكلمات وإتخاذها من الكتابة حلبة صراع وقدرتها على صنع الفن من محض الالم والانبعاث كلهيب ثم في اللحظة التي تليها الانطفاء كرماد .. هل إستدرجتك بحبكة سردها الهادئ والمنظم كموت بطيئ، ماذا عن الالم العميق والجرح البليغ المنسكب على الاوراق الناصعة لتلطخ نقاءه نصوص مشوهه غير مكتملة لعطب ما، لكن حتى السوادوية في أدهى صورها تمتلك جاذبية خاصة وهالة تميز شرخها .
هل كان السبب تفردها في تشريح الجزء المظلم من النفس البشرية والجرأة على التعمق في ما لم تستطع أنت التفكير به حتى حفاظًا على ماتبقى من كبريائك او كي لا تعري جرحًا قديم ! ربما كانت ببضع كلمات ترصفها في طريقك قادرة على نكأ ما اعتقدت انك قد شفيت منه .. هزيمة جلية ومن لا يحب هزائمه التي تكشف له خباياه ؟
ام كانت شهيتك الشرهة في تذوق الموت والحياة والحرب والحب في آن واحد ! هل كان لانتقاء المفردات اللاذعة وتصفيف الجمل المركبة والعبث بالأبجدية بطريقة ساخرة تأثيرها الحاد عليك !
عزيزي ربما فاتتك التوعيات العامة وتغاضيت عمدًا عن العلامات التحذيرية التي تنبه من خطر كارثة كونية سببها الوقوع في شراك الكاتبات هواة الحبر والحزن، القابعات في حفرة الصمت العقيم، المنكمشات في الزوايا تغرقهن فكرة وتنقذهن كلمة، الواقفات على حبل اللغة حيث يكون أرجوحتهم يومًا وفي الاخر حبل مشنقة، الثائرات الوحيدات من يعانين أنين الروح وأصبن مبكرًا بصدأ الذاكرة حيث تتصدع هناك تربة الأفكار الخصبة، من يملكن حقيبة إنتظار فارغة وأصابع محترقة واسئلة لن تكون قادرًا على مجابهتها يومًا .. من يرفرفن رغم كل قيد كلما تنهد قلمٌ على ورق .
الا ترعبك حقيقة أنك لن تندثر يومًا؟
ستؤرخ في أذهان أجيال وأجيال فقط بالفكرة التي صنعتها عنك بابعاد غير حقيقيه بعيدة عن الصورة التي أنت عليها حقًا .. مرعبة حقيقة انها ستنهيك في لحظة غضب برثاء كأنك لم تكن قط او كنت وغدًا بحق وسيكتشف القراء هذا يالسوء حظك، ربما أيضًا بعد أن تفترق طرقكما سيتحول ما كان بينكما لرواية عالمية في القسم المختص بالخيال تحمل اسماء مستعارة لكنكما الأبطال فيها، وحدك تعرف أنها لم تكن ترهات خيالية، ستتذكر بمرارة أدق التفاصيل دون أن تقتنيها .
لن يموت الحب ما دام حيًا في قلب كاتبة إهتز حرفها لأجلك، تترقبك خلسة ما بين السطور وتسكنك كل ليلة بيت قصيد مختلف وتخبأ لك القبلات سرًا في كل نص، بنظرة واحدة تدرك ان هذه الكلمات ملكها وان كل هذه العاطفة كتبت لك دون خبير أثار او منجم او توقيع خاص.. لأنها مؤرختك .
ولو عصفت بكم الحياة وتبعثرت الكواكب والأكوان وتاهت الخطى مع تخبط الأيام، حتى بعد أن تفنى ونفنى ستظل العاشقات على مر الأزمان يتبادلن مع من أحببن رسائل غمرت بالحب لتبعث اليك، ويرقص العشاق بأقدام حافية على وقع أغانٍ كانت قد كتبت فيك، وستهدا الكتب التي قد خلدت بين طياتها في المناسبات السعيدة، وستقرأ مذكراتها التي تصفك وحدك وتتحدث عنك مجملاً وتفصيلاً في حسابات مختلفة على الساوند كلاود وستحيا في قلوب كل العشاق وأينما وجد الحبّ ستكون حاضرًا .
عفوًا سيدي لا تعرني قلبك .. أعرني قلمًا !
-ودّ القيس
