2022-02-17 01:08:38
اللّٰهُمّ أنجز (١)
اللّٰهُمّ أنجز لي ما وعدتني، اللّٰهُمّ انتقم لي من أعدائي (٢).
(١) الأمالي، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الصدوق عن محمد بن عثمان بن سعيد العمري -ثاني النواب الأربعة- إنه رآه في بيت الله وهو يقول:...
(٢) يلاحظ أن هذه الجملة تتكرر في أدعية الإمام المهدي، كما يوصف في جملة من الأحاديث المبشرة به بأن الله ينتقم به من أعدائه.
س: من أين وجدت عقدة الانتقام في نفوس الشيعة؟
ج: التاريخ يكشف أن جميع أئمة أهل البيت وأكثر قادة الشيعة وكثير من أفراد الشيعة قتلوا، وأن التشيع كان ولا يزال محاربًا لسببين:
الأول: إنه يمثل عنفوان الحق، والحق مر لأنه لا يحابي ولا يساوم.
والثاني: أنه يجسد قمة الإسلام في أصالة الفكر وشمول الثقافة. وكل قمة محسودة.
فأمّن التشيع الثروة العاطفية للإسلام، كما أمّن القرآن والسنة الثروة الفكرية للإسلام. ولذلك وجدت عقدة الانتقام لدى الشيعة.
س: ولماذا التركيز على الانتقام في كل البشائر والدعوات التي تتعلق بالإمام المهدي؟
ج: من جملة تضحيات أهل البيت في سبيل الإسلام، أنهم لم يندفعوا نحو الانتقام ولم يدفعوا شيعتهم إلى الانتقام، ليبقى الإسلام غنيًا بالعاطفة كما هو غني بالفكر، لأن هذا البشر الهائج المائع لا يأخذ كله بالفكر، فلا بد من أخذ بعضه بالفكر وأخذ بعضه بالعاطفة، فإذا جاءت دولة الحق وتكاملت عقول الناس على يد الإمام المهدي بحيث أصبحت الرقابة الفكرية كافية لشد الجماهير بمصالحها الحقيقية التي تتمثل في الالتزام بالقيم. استغنى الإسلام عن العاطفة بالفكر، وحكم الإمام المهدي السكين في المفصل.
فأئمة أهل البيت كانوا يركزون على أن الإمام المهدي ينتقم من أعداء الله، لينفسوا عقدة الانتقام المستفحلة في نفوس الشيعة.
-
284 views22:08