لقد ذَكَّرَ الله بالصبر في أكثر من سبعين موضعا في القرآن الكريم، وأنّ أجر الصابرين بغير حساب { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}.
والمقام الذي يُعطى للصابرين يعلمه الله وأولياؤه، والذي يُفهم من القرآن الكريم أنّ المعيّة الخاصة واللطف الكبير هما لأهل الصبر { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }،
ومن لم يكن من أهل الصبر لا إيمان له، وقد تكرر بأنّ منزلة " الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد "، فكما أنّ الجسد بلا رأس عديم القيمة وميتٌ وجماد، فإنّ الذي لا صبر له ليس له إيمان حقيقي ولكنّه يتصور نفسه مؤمنا.
فلا يبلغ الإنسان النجاة أو الدرجات بغير الصبر، فدرجات الآخرة تُقسّمُ طبقاً للصبر.
فلنُصمّم إذن أن نقضي بقية العمر في الصبر، لِتَكُونَ لَنَا خِصْلَة من خِصَالِ الحُسينِ عليه السلام ونستفيد منها ليكون لنا بعد الموت مكان بين الصابرين.