Get Mystery Box with random crypto!

قال أبو بكر الخلال: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ إلي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ | "المنهل الصافي"

قال أبو بكر الخلال: ﺃﻧﺒﺄﻧﺎ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ إلي ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎﺏ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺣﺴﻦ ﺑﻦ ﺧﻠﻒ اﻟﻌﻜﺒﺮﻱ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻧﻪ ﺗﻨﺰﻩ ﻋﻦ ﻣﻴﺮاﺙ ﺃﺑﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻗﺪﺭﻱ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺭﺟﺎء ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺟﺒﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﺭاﺩ، ﺃﺭاﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﺛﺒﺎﺕ اﻟﻘﺪﺭ، ﻓﻮﺿﻊ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻳﺤﺘﺞ ﻓﻴﻪ، ﻓﺄﺩﺧﻠﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺼﺔ ﻓﻘﺎﻝ:

ﻭﻳﻀﻊ ﻛﺘﺎﺑﺎ؟ ! ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ: على اﺑﻦ ﺭﺟﺎء ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻝ: ﺟﺒﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻘﺪﺭﻱ اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮ.

ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻪ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﺣﺘﺠﺎﺟﻪ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻬﺠﺮاﻧﻪ ﻟﻮﺿﻌﻪ اﻟﻜﺘﺎﺏ.

ﻭﻗﺎﻝﻟﻲ: ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ ﺭﺟﺎء ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺭﺑﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ: "ﺟﺒﺮ اﻟﻌﺒﺎﺩ ".

ﻓﻘﻠﺖ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﻤﺎ اﻟﺠﻮاﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ؟
ﻗﺎﻝ: ﻳﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء.

ﻗﺎﻝ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ؟ ﺇﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: "ﻟﻢ ﻳﺠﺒﺮ "، ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺒﺮ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ:

"ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﺪﻉ ﺭﺟﻞ ﺑﺪﻋﺔ اﺗﺴﻌﻮا ﻓﻲ ﺟﻮاﺑﻬﺎ؟

ﻭﻗﺎﻝ: "ﻳﺴﺘﻐﻔﺮ ﺭﺑﻪ اﻟﺬﻱ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻤﺤﺪﺛﻪ"

ﻭﺃﻧﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺭﺩ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﺟﻨﺲ اﻟﻜﻼﻡ؛ ﺇﺫا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﻘﺪﻡ.

ﻗﺎﻝ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﺄﺳﺮﻉ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻗﺪﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻋﻜﺒﺮ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﺸﻴﺨﺔ ﻭكتاب ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻋﻜﺒﺮ، ﻓﺄﺩﺧﻠﺖ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ:

ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺫا اﻟﻜﺘﺎﺏ اﺩﻓﻌﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻄﻌﻪ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ ﻋﻜﺒﺮ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ -

ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ: ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻠﻮا ﻣﻨﻪ.
ﻓﺮﺟﻌﻮا ﺇليه.

مجموع الفتاوى (٣/ ٢٢٥)، ودرء التعارض (١/ ٧٠).

يلاحظ:
١- لفظ الجبر لم يرد في الكتاب والسنة، وهو من الالفاظ المحدثة المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، لذلك انكر الإمام أحمد إطلاقه في الإثبات والنفي، فلا يقال: جبر، ولا يقال: لم يجبر.

٢- أراد أحمد بن رجاء من قوله: "جبر العباد على ما أراد" إثبات القدر، والرد على القدرية النفاة، فلم يلتفت الإمام أحمد إلى مقصده ورده على القدرية، وإنما نظر إلى توسعه في العبارة بما لم يتوسع به السلف، وكلامه بأمر ليس له فيه إمام يقتدى به، وتوسعه في الرد على المخالف وتأليفه لكتاب مبني على ذلك لينصر الحق فعد ذلك مخالفة للسنة.

٣- أمر الإمام أحمد بهجره لا لأنه ابتدع، فهو لم يبدعه ولكن لأنه توسع في الجواب واستعمل ألفاظا لم يستعملها السلف ورد البدعة الواضحة (بدعة القدرية) بلفظ محدث، وألف كتابا في ذلك، فلا تلازم بين الهجر والتبديع، إذ ليس كل من استحق الهجر صار مبتدعا.

٤- أمره الإمام أحمد بالتوبة والاستغفار، فأمر المخالف للسنة بالتوبة منهج سلفي، والأمر بهجره حتى يتوب منهج سلفي.

٥- مسارعة أحمد بن رجاء بالتوبة تدل على فضله، فالسلفي الصادق لا يحدث مشاكل ومشاغبات وبلبلة إذا نوصح وأنكر عليه مخالفاته وطولب بالتوبة.

٦- وفيه أن إظهار التوبة وإشهارها وإشهاد ذوي الفضل والشأن عليها، وجعلها بين يدي أهل العلم منهج سلفي.

كتبه
رائد بن عبد الجبار المهداوي
الإثنين ١٣ ذو القعدة ١٤٤٣ هجرية


https://t.me/raedalmihdawi