يلاحظ: ١- لفظ الجبر لم يرد في الكتاب والسنة، وهو من الالفاظ المحدثة المجملة التي تحتمل حقا وباطلا، لذلك انكر الإمام أحمد إطلاقه في الإثبات والنفي، فلا يقال: جبر، ولا يقال: لم يجبر.
٢- أراد أحمد بن رجاء من قوله: "جبر العباد على ما أراد" إثبات القدر، والرد على القدرية النفاة، فلم يلتفت الإمام أحمد إلى مقصده ورده على القدرية، وإنما نظر إلى توسعه في العبارة بما لم يتوسع به السلف، وكلامه بأمر ليس له فيه إمام يقتدى به، وتوسعه في الرد على المخالف وتأليفه لكتاب مبني على ذلك لينصر الحق فعد ذلك مخالفة للسنة.
٣- أمر الإمام أحمد بهجره لا لأنه ابتدع، فهو لم يبدعه ولكن لأنه توسع في الجواب واستعمل ألفاظا لم يستعملها السلف ورد البدعة الواضحة (بدعة القدرية) بلفظ محدث، وألف كتابا في ذلك، فلا تلازم بين الهجر والتبديع، إذ ليس كل من استحق الهجر صار مبتدعا.
٤- أمره الإمام أحمد بالتوبة والاستغفار، فأمر المخالف للسنة بالتوبة منهج سلفي، والأمر بهجره حتى يتوب منهج سلفي.
٥- مسارعة أحمد بن رجاء بالتوبة تدل على فضله، فالسلفي الصادق لا يحدث مشاكل ومشاغبات وبلبلة إذا نوصح وأنكر عليه مخالفاته وطولب بالتوبة.
٦- وفيه أن إظهار التوبة وإشهارها وإشهاد ذوي الفضل والشأن عليها، وجعلها بين يدي أهل العلم منهج سلفي.
كتبه رائد بن عبد الجبار المهداوي الإثنين ١٣ ذو القعدة ١٤٤٣ هجرية