2022-04-30 12:21:52
تابع السؤال:
تمام ..طيب ازاي ياتي حسن ظني بالله انه هيدبر امري ويحلي مشكلتي مع اولادي اللي مأرقاني ؟..مش من حسن الظن اني اوقن بالاجابه ؟...وانا لما بقول عايزة ربنا يستجيب .
قصدي اقولك ان لما تكون حاجه وحشه او سلوك سئ وطالبه من ربنا يستجيب مني ..اقصد هنا الحاحي ف يقيني اني السلوك لو ربنا عدله .دي اكيد حاجه حلوة ...
مش اني طالبه مثلا تحقيق امنيه دنيويه وانا مش عارفه هي خير ليا ولا لا وبطلب بالحاح ....زي ماقال الشيخ الانتقال من بيت لبيت اخر ...زيادة العمر ..قال اقرنوها بان ارزقني ان كنت تعلم انه خير لي....
انما صلاح حال الاولاد..والاعانه علي تربيتهم اكيد خير.وحاجه كل الناس بترجوها
فهمتي قصدي استاذة
أ. سوزان:
شوفي حبيبتي
المفروض يكون عندنا حسن ظن بالله وأنه عليم وعلمه وسع كل شيء
وحكيم فلا يقدر شيء الا لخير حتى لو رأيناه شر
ومدبر فكل أمورنا تقع تحت تدبيره وبمشيئته
وأن حياتنا كلها بكل تفاصيلها الصغيرة تدور في فلك عبادة الله واليقين بأنه هو الله المعبود
وإجابة على أسئلتك
نعم نحسن الظن أنه سيدبر أمرنا، ويحل مشاكلنا التي تؤرقنا، لكنه سيحلها كما يراها هو وليس كما نراها نحن
وندعوه ونحن موقنين الإجابة، لكن الإجابة تكون كما يراها الله وليس كما نراها نحن
الإشكال عندك أنك ترين الإجابة في شكل محدد وترغبين أن تتم في هذا الشكل،
وهذا ينافي الثقة بالله وينافي حسن الظن به سبحانه
لأنك تفترضين أن رؤيتك هي الاصح وهي التي ينبغي أن تكون
فالعيب الذي تريدين إصلاحه من وجهة نظرك قد يكون الخير كله عند الله
وقد يكون هناك سبب معلق عليه الإصلاح
فلا ينصلح حال اولادك الا حينما يتحقق السبب،
والذي قد يكون في طريقة تعاملك مع الله
وقد تكون هناك أسباب كثيرة
مثلا
السفينة السليمة هي الاصح من وجهة نظرنا البشرية ففيها انقاذ لأرواح الناس
لكن عند الله ثقبها هو الأصح لينقذها من أشرار ينهبون السفن كما وردفي تفاصيل القصة في سورة الكهف
ما حدث ليوسف عليه السلام هو الشر من وجهة نظرنا لكنه الخير عند الله لأنه كان باب لتكريمه حينما يكبر ويصبح ذو شأن
وأمية الرسول صلى الله عليه وسلم ليست بشيء جيد في عصره لكنها الخير عند الله ومن مستلزمات نبوته
وغيرها الكثير من الأمثلة
ما تحتاجين تذكره
أنه لا يهم إن كانت أمنيتك دنيوية ام لا
المهم ان لا تصري على تحقيق الأمنية بشكل معين
بل يكون دعائك اللهم ربي لي أولادي على الوجه الذي تحبه وترضاه
اللهم اصلحهم بما فيه الخير لهم
أي أن دعائك بالخير لأولادك بشكل عام
و لا تشترطين على الله شكل معين في التربية والصلاح، بل تثقين انه سيرزقك الأفضل
وكذلك لا تشترطين وقتا معينا، فأحيانا الدعاء يحتاج لسنوات حتى ترين أثره، خاصة مع الأولاد،
قد يدعو الوالدين لهم وتأتي الاستجابة بعد عشرين عاما حينما يصيروا شبابا ناضجين
الامر الثاني لابد أن تتعلمي كيف تتقبلين أولادك بعيوبهم قبل مميزاتهم
لان وجود صفة تؤرقك بهذا الشكل وتجعلك تلحين على الله وتشعرين بعدم الراحة لعدم إجابة الله لدعائك، يعني انك غير قادرة على تقبل اولادك بها
وهذه مشكلة في حد ذاتها لأنه لا يوجد مخلوق خالي من العيوب
كلنا فينا عيوب ولذلك نصحنا الرسول صلى الله عليه وسلم قائلا: (لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ) [رواه مسلم]
والحديث لا ينطبق على الزوجين فقط وإنما على تعاملاتنا مع كل البشر
الخلاصة حبيبتي
استمري بالدعاء دون شروط ودون النظر إلى أن الله يجب عليه ان يحقق ما ترغبين فيه بالشكل الذي ترغبين فيه
وإنما اتركي الأمر لله يختار كيف يصلحهم ومتى يصلحهم وأين يصلحهم
اجعلي تفكيرك منصب على مراد الله من أولادك وليس مرادك أنت
تقبلي اولادك كما هم، بعيوبهم قبل مميزاتهم، ولا تكوني مثالية تبحثين عن الكمال في كل شيء
وأخيرا، نعم نأخذ بالأسباب لكن لا نتعلق بها
ولا نقول لابد ان يكون هناك استجابة
وتذكري أن اغلب مشاكلنا سببها عدم فهمنا لدور الله الحقيقي في حياتنا
وعدم استيعاب لكيف ينبغي ان تكون علاقتنا به سبحانه
#سوزان_بخيت
#مقتطفات_من_التفاعل
253 views09:21