وأما القسم الثاني فَهُم المذكورون في قول المصنف: (وَالسَّاهِي، وَالصَّبِيُّ، وَالْمَجْنُونُ غَيْرُ دَاخلِينَ في الْخِطَابِ) أي لا يتناولهم الأمر والنهي. ومُراده بـ (السَّاهِي): الناسي.
والنسيان: ذُهول القلب عن معلومٍ له، مُتَقرر فيه.
وأمّا (الصَّبِيُّ): فهو الذي لم يبلغ. وذِكْر الصبي خرج مخرج الغالب، فمثله (الصَبِيّة) أيضاً.
والبلوغ: هو وصول العبد حدّ المؤاخذة شرعاً بكتابة سيئاته. فكتابة الحسنات تبتدئ للعبد من مولده فَضلاً من الله ونعمة؛ فيعمل حسنةً فتُكتَب، وإذا عمل سيئة لم تُكتَب حتى يبلغ.
وأمّا (الْمَجْنُونُ): فهو مَنْ فَقَد عقله حقيقةً.
فهؤلاء الثلاثة (الناسي -الذي سماه ساهياً- ، والصبي، والمجنون) لا يتناولهم خطاب الأمر والنهي، لا فرق بين ذَكَرِهم وأُنثاهم.