2020-03-31 14:45:29
[ معنى كلمة التوحيد لااله إلا الله]قَالَ اﻹِمَامُ المصلح : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّٰهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ :
[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَـقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ،
( لَا إِلَــٰهَ ) نَافِـيًا جَمِـيعَ مَا
يُـعْـبَـدُ مِـنْ دُونِ اللَّٰهِ ،
( إِلَّا اللَّٰهُ ) مُـثْـبِـتًا الـعِـبَادَةَ لَـهُ وَحْــدَهُ لَا شَــرِيكَ لَــهُ فِي عِــبَـادَتِـهِ ، كَـمَـا أنَّـهُ لَيْـسَ لَـهُ شَـرِيكٌ فِي مُـلْـكِــهِ ] .
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
قوله :[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ]
أي : مَـعْـنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، لَيْسَ كما يقولُ أهلُ البَاطِل : لا خَالِقَ ولا رَازِقَ إلَّا اللَّٰهُ ؛
لِأَنَّ هَـذَا تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة ، يُـقِــرُّ بِهِ المُشْرِكُونَ ، وهم لا يَقُولُونَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ،
قال تعالىٰ :﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾
﴿ آلِهَتِنَا ﴾ أي : مَعْبُودَاتِنَا
{ لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } يَعْنُونَ الرَّسُولَ ﷺ ،
وَصَفُوهُ بِالشِّعْـرِ والجُنُونِ ؛ لأنَّهُ قَالَ لَـهُـم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، وَنَهَاهُم عَـنْ عِـبَـادَةِ الأصْـنَـامِ .
وَلَمَّا قالَ لَهُم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، قالوا :
﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾
يَحْسبُونَ الآلِهَةَ مُـتَـعَـدِّدَة .
فَدَلَّ علىٰ أنَّ مَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ،
وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهَا لَا خَالِقَ وَلَا رَازِقَ إلَّا اللَّٰهُ ، فَإِنَّ هذا يُقِرُّونَ بِهِ ولا يُمَارُونَ فِيهِ ،
فلو كانَ هذا مَعْنَاهَا ، مَا امْتَنَعُوا من قَوْلِ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ؛ لِأَنَّهُم يَقُولُونَ إذَا سُئِلُوا مَـنْ خَـلَـقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ ؟
يَقُولُونَ : اللَّٰـه ،
إذا سُئِلُوا مَـنِ الَّــذِي يَـخْـلُـقُ ؟
مَــنِ الَّـــذِي يَـــرْزُقُ ؟
مَـنِ الَّــذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ؟
وَيُــدَبِّــرُ الأرْضَ - الأَمْرَ - ؟
يَقُولُونَ : اللَّٰـه .
هُـم يَـعْـتَـرِفُونَ بِهَذَا ، فلو كانَ هَذَا مَعْنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ؛ لأقَـرُّوا بهذا ،
لَــكِــنْ مَــعْـــنَــاهَـــا :
لَا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ .
لَـوْ قُـلْتَ : لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّٰهُ
هَــذَا غَـــلَـــطٌ كَـبِيـرٌ ؛
لأنَّ المَعْبُودَات كلها تَكُون هِيَ اللَّٰه ، تَعَالَىٰ اللَّٰهُ عَـنْ هَـذَا ،
لَكِنْ إذَا قَيَّدتَّهَا وقُلْتَ : ( بِحَقٍّ ) ، انْتَفَتِ المَعْبُودَات كلها ، إلَّا اللَّٰه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ،
لا بُـدَّ أن تقولَ : لَا مَعْبُودَ حَـقّ ، أو لَا مَـعْـبُــودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّٰه .
ثُمَّ بَيَّنَ ذَلكَ علىٰ لَفْظِ الكَـلِـمَـة .
( لَا إِلَــٰهَ ) الـنَّــفِـي ،
نَـــفْـيٌ لِلْــعُـبُـودِيَّةِ عَــمَّـــا سِـــوَىٰ اللَّٰه .
( إِلَّا اللَّٰهُ ) هَـذَا إثْبَاتٌ
لِلْــعُـبُـودِيَّـةِ لِلَّٰهِ وَحْـدَهُ لَا شَــرِيكَ لَـــهُ .
فَلَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، تَشْتَمِلُ علىٰ
نَفْيٍ
وَإِثْبَاتٍ ،
ولا بُـدَّ فِي التَّوْحِيد مِـنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ ،
لا يَـكْـفِـي الإثْـبَـاتُ وَحْـدَهُ ،
ولا يَـكْـفِـي النَّفْيُ وَحْـدَهُ ،
بل لا بُـدَّ مِـنَ النَّفْيِ والإثْبَاتِ ،
كما قالَ تعالىٰ :﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّٰهِ ﴾
﴿ وَاعْبُدُوا اللَّٰهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ .
فَلَوْ قُلْتَ : اللَّٰهُ إِلَـٰـهٌ ، هَـذَا لا يَكْفِي ،
الـلَّاتُ إِلَـٰهٌ ،
والـعُـزَّىٰ إلَـٰهٌ ،
ومَـنَــاةُ إلَـٰهٌ ،
كُـلُّ الأَصْـنَامِ تُسَمَّىٰ آلِـهَـة .
فَلَا بُـدَّ أنْ تَقُولَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ،
فَلَا بُـدَّ مِـنَ الـجَــمْــعِ بَيْنَ النَّفِيِ والإِثْبَاتِ ؛
حَتَّىٰ يَتَحَقَّـقَ التَّوْحِيــدُ وَيَنْتَـفِي الـــشِّـرْكُ .
شرح ثلاثة الأصول فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
صَــفْـــحَـــــة :[ ١٦٧ - ١٦٩ ]
━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━
423 views11:45