[ معنى كلمة التوحيد لااله إلا الله]قَالَ اﻹِمَامُ المصلح : مُحَمَّد بن عبد الوهَّاب رَحِمَهُ اللَّٰهُ تَعَالَىٰ وَغَفَرَ لَهُ : [ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَـقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ، ( لَا إِلَــٰهَ ) نَافِـيًا جَمِـيعَ مَا يُـعْـبَـدُ مِـنْ دُونِ اللَّٰهِ ، ( إِلَّا اللَّٰهُ ) مُـثْـبِـتًا الـعِـبَادَةَ لَـهُ وَحْــدَهُ لَا شَــرِيكَ لَــهُ فِي عِــبَـادَتِـهِ ، كَـمَـا أنَّـهُ لَيْـسَ لَـهُ شَـرِيكٌ فِي مُـلْـكِــهِ ] . ━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله قوله :[ وَمَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ] أي : مَـعْـنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، لَيْسَ كما يقولُ أهلُ البَاطِل : لا خَالِقَ ولا رَازِقَ إلَّا اللَّٰهُ ؛ لِأَنَّ هَـذَا تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة ، يُـقِــرُّ بِهِ المُشْرِكُونَ ، وهم لا يَقُولُونَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، قال تعالىٰ :﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴾ ﴿ آلِهَتِنَا ﴾ أي : مَعْبُودَاتِنَا { لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } يَعْنُونَ الرَّسُولَ ﷺ ، وَصَفُوهُ بِالشِّعْـرِ والجُنُونِ ؛ لأنَّهُ قَالَ لَـهُـم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، وَنَهَاهُم عَـنْ عِـبَـادَةِ الأصْـنَـامِ . وَلَمَّا قالَ لَهُم : قُولُوا : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، قالوا : ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ يَحْسبُونَ الآلِهَةَ مُـتَـعَـدِّدَة . فَدَلَّ علىٰ أنَّ مَعْنَاهَا : لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ ، وَلَوْ كَانَ مَعْنَاهَا لَا خَالِقَ وَلَا رَازِقَ إلَّا اللَّٰهُ ، فَإِنَّ هذا يُقِرُّونَ بِهِ ولا يُمَارُونَ فِيهِ ، فلو كانَ هذا مَعْنَاهَا ، مَا امْتَنَعُوا من قَوْلِ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ؛ لِأَنَّهُم يَقُولُونَ إذَا سُئِلُوا مَـنْ خَـلَـقَ السَّمَاوَاتِ والأرْضَ ؟ يَقُولُونَ : اللَّٰـه ، إذا سُئِلُوا مَـنِ الَّــذِي يَـخْـلُـقُ ؟ مَــنِ الَّـــذِي يَـــرْزُقُ ؟ مَـنِ الَّــذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ؟ وَيُــدَبِّــرُ الأرْضَ - الأَمْرَ - ؟ يَقُولُونَ : اللَّٰـه . هُـم يَـعْـتَـرِفُونَ بِهَذَا ، فلو كانَ هَذَا مَعْنَىٰ لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ؛ لأقَـرُّوا بهذا ، لَــكِــنْ مَــعْـــنَــاهَـــا : لَا مَـعْـبُـودَ بِـحَـقٍّ إِلَّا اللَّٰهُ . لَـوْ قُـلْتَ : لَا مَعْبُودَ إِلَّا اللَّٰهُ هَــذَا غَـــلَـــطٌ كَـبِيـرٌ ؛ لأنَّ المَعْبُودَات كلها تَكُون هِيَ اللَّٰه ، تَعَالَىٰ اللَّٰهُ عَـنْ هَـذَا ، لَكِنْ إذَا قَيَّدتَّهَا وقُلْتَ : ( بِحَقٍّ ) ، انْتَفَتِ المَعْبُودَات كلها ، إلَّا اللَّٰه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ، لا بُـدَّ أن تقولَ : لَا مَعْبُودَ حَـقّ ، أو لَا مَـعْـبُــودَ بِـحَـقٍّ إلَّا اللَّٰه . ثُمَّ بَيَّنَ ذَلكَ علىٰ لَفْظِ الكَـلِـمَـة . ( لَا إِلَــٰهَ ) الـنَّــفِـي ، نَـــفْـيٌ لِلْــعُـبُـودِيَّةِ عَــمَّـــا سِـــوَىٰ اللَّٰه . ( إِلَّا اللَّٰهُ ) هَـذَا إثْبَاتٌ لِلْــعُـبُـودِيَّـةِ لِلَّٰهِ وَحْـدَهُ لَا شَــرِيكَ لَـــهُ . فَلَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، تَشْتَمِلُ علىٰ نَفْيٍ وَإِثْبَاتٍ ، ولا بُـدَّ فِي التَّوْحِيد مِـنَ النَّفْيِ والإِثْبَاتِ ، لا يَـكْـفِـي الإثْـبَـاتُ وَحْـدَهُ ، ولا يَـكْـفِـي النَّفْيُ وَحْـدَهُ ، بل لا بُـدَّ مِـنَ النَّفْيِ والإثْبَاتِ ، كما قالَ تعالىٰ :﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّٰهِ ﴾ ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّٰهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ . فَلَوْ قُلْتَ : اللَّٰهُ إِلَـٰـهٌ ، هَـذَا لا يَكْفِي ، الـلَّاتُ إِلَـٰهٌ ، والـعُـزَّىٰ إلَـٰهٌ ، ومَـنَــاةُ إلَـٰهٌ ، كُـلُّ الأَصْـنَامِ تُسَمَّىٰ آلِـهَـة . فَلَا بُـدَّ أنْ تَقُولَ : لَا إِلَــٰهَ إِلَّا اللَّٰهُ ، فَلَا بُـدَّ مِـنَ الـجَــمْــعِ بَيْنَ النَّفِيِ والإِثْبَاتِ ؛ حَتَّىٰ يَتَحَقَّـقَ التَّوْحِيــدُ وَيَنْتَـفِي الـــشِّـرْكُ . شرح ثلاثة الأصول فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله ━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ صَــفْـــحَـــــة :[ ١٦٧ - ١٦٩ ] ━━━━━━━━━━━━━━━━━━━━ 423 views11:45