Get Mystery Box with random crypto!

وإليك الجمل التي تدل على هذا النوع من التوسل : ١ . اللهم إنّي | 💍 دروس في تفسير القرآن 💍

وإليك الجمل التي تدل على هذا النوع من التوسل :
١ . اللهم إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّك

انّ كلمه «بنبيّك» متعلّق بفعلين «أسألك» و«أتوجه إليك» والمراد من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه القدسية وشخصيته الكريمة لا دعاءه .

٢ . محمد نبي الرحمة

نجد انّه يذكر اسم النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ يصفه بنبي الرحمة معرباً عن أنّ التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) بما لها من الكرامة والفضيلة .

٣ . يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي

إنّ جملة: «يا محمّد إنّي أتوجه بك إلى ربّي» تدل على أنّ الضرير حسب تعليم الرسول، اتخذ النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه وسيلة لدعائه وتوسل بذاته بما لها من المقام والفضيلة .

وهذا الحديث يرشدنا إلى أمرين :
الاَوّل : جواز التوسل بدعاء الرسول .

الثاني : جواز التوسل إلى الله بذات النبي (صلى الله عليه وآله) بما لها من الكرامة والمنزلة عند الله تبارك و تعالى .
أمّا الاَوّل، فقد جاء في محاورة الضرير مع النبي (صلى الله عليه وآله) ، فكان الموضوع هو دعاء الرسول، أي طلب الضرير الدعاء منه (صلى الله عليه وآله) .

وأمّا الثاني، فيستفاد من الدعاء الذي علّمه الرسول (صلى الله عليه وآله) للضرير، فانّه يضمن التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله) .

نعم لم يكن يدور في خلد الضرير سوى التوسل بدعائه ولكن الرسول (صلى الله عليه وآله) علمه دعاء جاء فيه التوسل بذات النبي (صلى الله عليه وآله) وهو في نوعه توسل ثان، وبذلك وقفنا على أنّه يستحب للمسلم أن يتوسل بدعاء الصالحين من الاَنبياء والاَولياء كما يجوز له في دعائه التوسل بذواتهم ومقامهم ومنزلتهم .

ويظهر من الاَحاديث الشريفة انّ أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) كانوا يتوسلون بذات النبي «صلى الله عليه وآله» في مقام الابتهال والدعاء حتى بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) .
أخرج الطبراني، عن أبي أُمامة بن سهل بن حنيف، عن عمّه عثمان بن حنيف : انّ رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته، فلقى ابن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف : ائتِ الميضاة فتوضأ، ثم ائتِ المسجد فصلِ فيه ركعتين، ثمّ قل: «اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجه إليك بنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربّي فتقضى لي حاجتي» فتذكر حاجتك ورح حتى أروح معك .
فانطلق الرجل فصنع ما قال له، ثمّ أتى باب عثمان بن عفان، فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله على عثمان بن عفان، فأجلسه معه على الطنفسة، فقال : حاجتك ؟ فذكر حاجته وقضاها له، ثمّ قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كان الساعة. وقال : ما كانت لك من حاجة فاذكرها .

ثمّ إنّ الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إليَّ حتّى كلّمته فيّ، فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلّمته، ولكني شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأتاه ضرير فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : فتصبر ؟ فقال : يا رسول الله ليس لي قائد فقد شقّ عليَّ .
فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : إئت الميضاة فتوضأ، ثمّ صلّ ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدعوات .

قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنّه لم يكن به ضّر قط .

الجزء الثالث .