2022-02-08 18:52:02
بينما كان يقود السيارة على شارع سريع بأمان، وزوجته بجانبه تتصفح مواقع التواصل، وأولاده في المقعد الخلفي، فاجأته زوجته بإمساكها للمقود ومنازعته عليه، لتبدأ السيارة في التحرك يمينًا وشمالًا ويتخبط من فيها بقوة وألم، حتى تمكن زوجها من إبعادها واستعاد السيطرة على سيارته وأوصل العائلة لبيتهم بأمان..
وتناقل الإعلام الخبر كالتالي ( امرأة تتعرض للتعنيف على يد زوجها المجرم، ولم تفعل شيئا يستحق ذلك إلا أنها طالبت بحقها بالمساواة ورفضت ان تكون مجرد تابعة له وطالبت بحقها كقيادية في أسرتها ) !!
ربما لو رأينا الخبر وحده دون تعليق الإعلام لقلنا أن المرأة مجنونة بلا شك!
أما بعد التدخل الإعلامي سنقول:
لماذا يقود الرجل السيارة أصلا؟
لماذا لم يقم بمنحها شهادة سياقة لتقود هي السيارة بينما يقدم لطفله الحليب في المقعد الخلفي؟
لماذا استخدم معها أسلوبًا لا يليق لابعادها عن المقود؟ هل هي مستعبدة عنده ليمارس عليها هذا العنف؟
وهكذا يلعب الإعلام بنا ويتدخل في أدق تفاصيل حياتنا، ليتمكن رجل حاقد في الغرب من قلب المنظومة الدينية والأسرية لكل أهل الشرق بمكره وخداعه !!
يقول نبينا ذو الخلق العظيم، المدافع الأول عن المرأة وحقوقها:
(إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها و صامَت شهرَها و حصَّنَتْ فرجَها وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ)
أطاعت زوجها بالمعروف لا بالمعصية، أطاعته بما يحقق توازن الأسرة وأمانها على درب الحياة المليء بالحفر والمزالق والفتن والمصاعب.. أطاعته بما يقتضيه عقد الزواج بينهما من حقوق وواجبات لا فيما يضر بها ويؤذيها .. فنالت ذاك الشرف العظيم والأجر الكبير الذي تسمو له غايات المؤمنات الصادقات، من تعتقد أن أمر الله ورضاه هو الأهم، لا أمر الإعلام الفاسد وزبانيته..
-هل طاعة المرأة أقل لزوجها يقلل من شأنها؟
هل تعلم ان المرأة التي أطاعت رجلًا -لأنه زوجها- بأمر الله، ربما كان لها خمسة عشر رجلًا بين أولاد وأحفاد كلهم يطيعها بأمر الله!
وربما لها عشر أخوة ذكور لا يلزمها طاعتهم!!
فهل هذا يعني أن المرأة أفضل من الرجل؟!!
حين يتم طرح فكرة القوامة والطاعة من قبل الاعلام الخبيث، يتم تحويلها إلى قضية (رجل وامرأة) وقضية (أفضل وأقل تفضيلًا) ( أشرف وأحقر) ليتمكنوا من الوصول لقلوب الناس وخراب بيوتهم بعد ملء العقول بالضلال وملء القلوب بالأحقاد..
المرأة التي تدخل مؤسسة الزواج عليها أن تلتزم بشروطه وأحكامه كأي عمل آخر تلتزم بشروطه، وأن تقوم بدورها المطلوب منها والتي وافقت عليه مسبقًا عند قبولها بفكرة الزواج
والرجل الذي يدخل مؤسسة الزواج عليه أن يتعلم القيادة بشكل جيد، ولا يتهور ليؤذي من معه من الركاب .. وإلا سيوصل أسرته للهلاك ..وقتها يحق لزوجته أن تقود أسرتها بنفسها بعد أن تغادر سيارته الخاصة حفاظًا على حياتها..
سلوى شلة
35 views15:52