2021-06-04 00:58:01
لا تـسـألي يــا أخــت أيــن مـجالي ؟
أنـا فـي الـتراب و في السماء خيالي
لا تـسـألـيـني أيــــن أغــلالـي ســلـي
صـمـتي و إطـراقـي عــن الأغـلالِ ؟
أشــواق روحــي فـي الـسماء و إنّـما
قــدمـاي فـــي الأصـفـاد و الأوحــال
و تـوهـمـي فـــي كـــلّ أفــق سـلـبح
و أنــا هـنـا فــي الـصـمت كـالـتمثالِ
أشــكـو جـراحـاتي إلــى ظـلّـي كـمـا
يـشـكو الـحزين إلـى الـخلّي الـسّالي
و الـلّيل مـن حـولي يـضجّ و ينطوي
فــــي صــمـتـه كـالـظـالم الـمـتـعالي
يــســري و فـــي طـفـراتـه ووقـــاره
كــسـل الـشـيـوخ و خــفّـة الأطـفـالِ
و تــخـالـه يــنـسـاق و هــــو مـقـيّـد
فـتـحـسّـه فــــي الـــدرب كـالـزلـزالِ
و أنــا هـنـا أصـغي و أسـمع مـن هـنا
خــفـقـات أشــبــاح مــــن الأهــــوالِ
ورؤى كــألـسـنـة الأفــاعــي حــوّمــا
ومـــخــاوفــا كـــعـــداوة الأنــــــذالِ
و أحـــسّ قــدّامـي ضـجـيج مـراقـد
و تــــثــــائـــب الآبـــــــــــاد و الآزالِ
و تـــنــهّــدا قــــاقـــا كـــــــأنّ وراءه
صـخـب الـحـياة و ضـجّـة الأجـيـالِ
و الــطـيـف يـصـغـي لـلـفـراغ كــأنّـه
لــصّ يـصـيخ إلــى الـمـكان الـخـالي
و كـأنّه " الأعـشى " يـناجي " مـيّة "
و يـلـمـلـم الــذكــرى مـــن الأطـــلالِ
و الـشـهب أغـنـية يـرقـرقها الـدجـى
فــــي أفــقـه كـالـجـدول الـسـلـسالِ
و الـوهـم يـحـدو الـذكـريات كـمدلج
يـحـدو الـقـوافل فــي بـسـاط رمـالِ
و الـرعـب يـهـوي مـثلما تـهوي عـلى
ســــاح الـقـتـال جـمـاجـم الأبــطـالِ
و هــنــا تــرقـبـت انــهـيـاري مـثـلـما
يــتـرقّـب الــهــدم الــجــدار الـبـالـي
و سألت جرحي هل ينام ضجيجه ؟
و أمـــرّ مـــن ردّ الـجـواب سـؤالـي !
و أشـــدّ مـمـا خـفـت مـنـه تـخـوّفي
و أشــقّ مــن وعـر الـطريق كـلالي !
و أخـسّ مـن ضـعفي غروري بالمنى
و الـيأس يـضحك كـالعجوز حيالي !
و أمــضّ مــن يـأسي شـعوري أنّـني
حـــــيّ الـشـهـيّـة ؛ مــيّــت الآمــــالِ
أســري كـقـافلة الـظـنون و أجـتـدي
شــبـح الــظـلام و أهـتـدي بـضـلالي
و أسـير فـي الـدرب الـملفّح بالدجى
و كــأنّــنـي أجـــتــاز ســــاح قِــتــالِ
و أتـيـه و الـحـمّى تـولول فـي دمـي
و تــرتّـل الـرعـشـات فـــي أوصـالـي
لا تـسأليني عـن مـجالي : فـي الثرى
جـسدي وروحـي فـي الفضاء العالي
و سـألـتها : مــا الأرض ؟ قـالت إنّـها
فــلــوات أوحـــاش وروض صـــلالِ
إن كــنـت مـحـتـالا قـطـفت ثـمـارها
أو لا : فـــانّــك فـــرصــة الـمـحـتـالِ
و أنــا هـنـا أشـقى و أجـهل شـقوتي
و أبـيـع فــي ســوق الـفجور جـمالي
و الـعـمـر مـشـكـلة و نـحـن نـزيـدها
بــالــحـلّ إشـــكــالا إلــــى إشــكــال
لا حـرّ فـي الـدنيا فـذو السلطان في
دنــيــاه عــبــد الـمـجـد و الأشــغـالِ
و الــكـادح الـمـحـروم عــبـد حـنـينه
فــيـهـا : وربّ الــمــال عــبـد الــمـالِ
و الــفـارغ الـمـكـسال عــبـد فــراغـه
و الـسـفـر عــبـد الــحـلّ و الـتـرحالِ
و الـلّـصّ عـبـد الـلّيل و الـدجّال فـي
دنـــيــاه عـــبــد نــفــاقـه الـــدجّــالِ
لا حــــرّ فــــي الــدنـيـا و لا حــريّــة
إنّ الــتــحــرّر خـــدعـــة الأقــــــوالِ
الـنـاس فــي الـدنـيا عـبـيد حـيـاتهم
أبـــــدا عــبـيـد الــمــوت و الآجــــالِ
و سـألـتها مــا الـمـوت ؟ قـالت : إنّـه
شــــطّ الــخـضـمّ الـهـائـج الــصـوّال
و سـكـونـه الـحـاني مـصـير مـصـائر
و هــــدوؤه دعـــة و عــمـق جـــلالِ
مــالــي أحــــاذره و أخــشـى قــولـه
و أنــــــا أجـــــرّ وراءه أذيـــالــي ؟ !
أنــسـاق فـــي عــمـري إلــيـه مـثـلما
تــنــسـاق أيّـــامــي إلــــى الآصــــالِ
و سـألتها : فـرنت و قالت : لا تسل ،
دعـنـي عـن الـمفصول و الـمفضالِ !
أسـكت ! فـليس الـموت سـوقا عنده
عــمـر بـــلا ثــمـن ، و عـمـر غـالـي !!
#عبدالله_البردوني
868 viewsȘÛŁŦȺƝ, 21:58