2020-12-06 00:35:52
{ يا أيّها المُزمِّل قُم الّليل إلّا قَليلًا } ..
كان القرآن يصنعُ الإنسانَ الجديد ..
وما أشقَّ أن تبني إنسانًا بخطى لا تشيب !
ما أشق ..
أن تسند إنساناً بإرادة لا ترتبك ..
إنساناً فوق اللذة وفوق الفراش ..
تحمله روحه ؛ ولا يهزمه الليل !
ما أشقَّ أن تبني إنسانًا ..
بل ما أشقَّ أن تكونَ إنسانًا !
ما أشقَّ الإرادة التي يصنعها قيام الليل وقرآن الليل .. حتى تُطيق نفسُك البشريّة حَملَ { فُجورَها وتقواها } بكلّ تناقُضِها !
إذ ما أشق أن تستقيم ..
بل ما أشقَّ أن تمتَلِكَ القرارَ للاختيارِ بين شحوبِ اللّيل ؛ وبين شُعلةِ النّور الأبديّة !
ما أشقّ الاختيار ..
بين شهوتك الّتي تَلتَهِمُك ؛ وبين لحظةِ الشّوق في روحِك إلى طيفٍ رَفيفٍ ينبضُ نورًا يمسحُ عنك أثقالًا .. ويغيبُ بك في دندنةِ الملأ الأعلى !
ما أشقَّ ؛ أن تقدرَ أن تبكيَ على ظلامِ قلبِكَ حتّى يُضيءَ ..
أن تقدِرَ ألّا تودِعَ قلبك ؛ في غير خزائن السّماء !
وتلك كانت مَهمّة القِيام :
صِناعَـةُ القلـب الجَـديد !
كَـان القيام ؛ مدرسةَ التّحرر وصِناعة الإرادة ..
وكَـان القيامُ ؛ طَويلاً طويلا ..
وهكَذا البدايات التي تصنعُ إنسانـاً لا ينتهي !
.......................................
مِن كتاب : ( فقهُ بناء الإنسان في القُرآن) ..
- الدُّكـتُــــورة :
كِـفَــاح أبو هَـنُّـود
195 viewsedited 21:35