2022-05-22 15:17:08
"المستقلون" : بين المساومات والعزلة الأداء المضطرب لأغلب النواب الموصوفين بالاستقلالية ، دلالةٌ واضحة على فشل الرهان في إستبدال الكيانات الشيعية الكبيرة بنواب مشتتين أو كيانات صغيرة ، كوسيلةٍ للإصلاح - في هذا المقطع الزمني الزاخر بالأزمات والمؤامرات والعداء للشيعة.
– أولى خطايا ذلك الرهان كان إستهداف الكيانات الشيعية وحدها
.. كانت مغامرة محفوفة بالمخاطر - إبتداءً من الإنخراط بتشرين ، وإنتهاءً بتمرير أفسد الإنتخابات وأقلّها مصداقية.
– أظهر الكثير من النواب التشرينيين تقلباً في المواقف وتحالفاً مع رؤوس الفساد ، وإنخرطوا بوقت مبكر في صفقات تدوير الوجوه الفاسدة،
.. في تخبط واضحٍ وإنقلابٍ على الشعارات ، وتضاؤلٍ أمام سطوة التحالفات الكبيرة.
فشل هذا الرهان منح زخماً للطرح القائل بأن الفساد والفشل لا تتحملها الأحزاب وحدها - كما دأب الإعلام على الترويج له.
– بل تكمن العلة في أصل النظام السياسي الجديد ومرتكزاته التأسيسية، وفي فراغه الروحي والأخلاقي.
.. وهذه مسؤولية يتحملها جميع الذين ساهموا في رسم معالم ذلك النظام.
– تكمن العلة أيضا في دور الإحتلال بإفشال العراق وايقاف عجلة التقدم فيه، وسعيه لتغذية الصراعات بين مكوناته، ودعم الإحتلال للفاسدين الذين أصبحوا أدواتٍ سهلة الانقياد.
– ناهيك عن المؤامرات الخارجية التي إستهدفت إفشال العراق الجديد مستخدمةً أسلحة الإرهاب والإعلام.
نخلص للنتيجة :
– أن الترويج "للمستقلين" تزامناً مع السعي الحثيث لإفشال الأحزاب الشيعية الكبيرة - لم يكن مخططا نافعا للشيعة ..
.. بل أضرّ بهم وبالعراق كله ، ولم يأتِ بأي منفعة تذكر.
طالما حذر المخلصون من الفراغ الذي سينجم عن إضعاف الأحزاب الشيعية القوية - دون تهيئة بديل قويٍّ وقادرٍ على سدّ الفراغ .
تُجاهد "إشراقة كانون" كي لا تقعَ في مزالق المساومات، وهي شديدة الحذر للمحافظة على نقاء سيرتها.
– هذا المنهج الحذِر جعلها مقيدةً وشبهَ عاجزةٍ عن الحركة - كمن يقف على حافة جبل وهو معصب العينين، فهو يخشى السقوط عند أدنى حركة.
– هذه النتيجة جاءت مطابقة للتوقعات - فكل ما تستطيع تحقيقه هو الوقوف على التل - ريثما تنجلي الغبرة .. غبرة الإقتتال الشيعي المتوقع بعد فشل المفاوضات المستحيلة.
.. قبل ذلك لن يُتاح ل"كانون" التحرك ولعب أي دور ، وربما لن يُسمح لها.
– إلى الآن أفلحت "كانون" في الحفاظ على نقاوتها من خلال النأي بالنفس والتهرب من المواقف، خشيةً على سمعة المؤسسة التي أنتجتها، والجهات التي دعمتها.
قلةٌ من النواب "المستقلين" نجحوا بانتهاج طريق جريء واجهوا من خلاله بعض حيتان الفساد وسببوا حرجا للتحالف الثلاثي ورئيس الحكومة المنتهي الصلاحية.
– نجاح أولئك الأفراد القلائل يمثل المؤشر الإيجابي الوحيد في عملية الإنقلاب على الأحزاب الكبيرة ..
.. لكن قلة العدد تؤكد من جديد فشل الرهان على " تشرين " وما جلبته من ويلات على الشيعة.
٢٢ -٥ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي - الشيعي
https://t.me/miemaranalyses2
https://t.me/miemaranalyses
507 views12:17