Get Mystery Box with random crypto!

يُعلّمنا منطقُ القرآن أن تكون غايتنا حين ندعو الناس إلى الحقّ | السبيل

يُعلّمنا منطقُ القرآن أن تكون غايتنا حين ندعو الناس إلى الحقّ إبلاغَ هذا الحقّ إلى قلوبهم بكامل بهائه وتألّقه ووضوحه، وأن نحاول قدر الإمكان إيصاله إلى أغوار نفوسهم، عميقًا حيث تكمن مستقبِلات الحقّ الفطرية خلف القشرة المثيرة للشفقة، والتي ينبغي الإعراض عنها. فلا ننهمك بملاحقة ما يصدر عن هذه القشرة وننشغل عن جوهر رسالتنا، كما يفعل بعض أهل "العلوم العقلية" الذين أتلفوا أوقاتهم في إبطال مغالطات السفسطائيين ومخادعات الجدليين!
ويُعلّمنا منطقُ القرآن ألّا نخشى حين نخاطب الناس أن تنفعل وجداناتُنا وأن يظهر ذلك على أقوالنا، لا نخشى أن يُقال: هذا خطاب عاطفي، فإنّ عواطفنا التي تلفّ الخطاب هي ثمرة الصدق في رسالتنا وغايتنا وهي دليل إنسانيّتنا، وهي بعدُ لا تُعارض الحجاج العقلي المبني على الأدلة والبراهين، بل تجعله أكثر صدقًا وقربًا من الإنسان؛ لأنّها لا تصدر عن زخرفة مصطنعة بل عن تحرير الإنسان ممّا يكبّل كينونته ويُعيق طلاقتها، ليعبّر عن مكنونه بخطابٍ يلامس قلوب الآخرين ويوصل إليها ملامحَ الصدق وليس فقط براهين الحقّ.

شريف محمد جابر