2022-05-31 08:12:13
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. امابعد:
فمع بداية هذا الشهر المبارك شهر ذي القعدة نكون قد بدأنا في الأشهر الحرم المتصلة الثلاثة التي قال الله تعالى فيها: ﴿إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ...﴾ التوبه الآية ٣٦
- والأشهر الحرم أربعة :-
ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب،
جاء في الصحيحين من حديث أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب، شهر مُضر، الذي بين جمادى وشعبان" .
وقوله: ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان، لأن ربيعة كانوا يحرمون شهر رمضان ويسمونه رجباً، وكانت مضر تحرم رجباً نفسه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الذي بين جمادى وشعبان" تأكيداً وبياناً لصحة ما سارت عليه مُضر.
وهذه الأشهر مما عظمها الله سبحانه في كتابه، فيجب تعظيمها بما أمر الله به ، و تعظيمنا لها يُعد من العبادة القلبية التي هي من أَجَلِّ العبادات
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعَائِرَ اللهِ فإَِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوب﴾.
ومن تعظيمها استشعار تحريمها وتعظيم الله لها..
وقد قال الله سبحانه قال فيها: ﴿فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾ فمن تعظيمها الحذر من ظلم أنفسنا في هذه الأشهر خاصة، لأنها آكد و أبلغ من غيرها..
والظلم ثلاثة أقسام:
• ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى و أعظمه الشرك بالله.
• ظلم بينه وبين الناس.
• ظلم بينه و بين نفسه.
قال الإمام القرطبي رحمه الله: (لا تظلموا فيهن أنفسكم بارتكاب الذنوب فيضاعف فيه العقاب بالعمل السيِّء، كما يضاعف الثواب بالعمل الصالح).
وقال ابن كثير رحمه الله: (كما أن المعاصي في البلد الحرام تغلظ فكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام).
فلِنُعَظِّمَ ما عظَّم الله ولنتذكر قوله تعالى:
﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّم حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبّه…﴾.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لطاعته واجتناب معاصيه،
وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يوفقنا للطاعات ويجنبنا الظلم والسيئات
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
161 views05:12