2022-05-11 11:26:36
الْـخُـطَـبُ الْـمُـفَـرَّغَـة
بِـسْــمِ الـلّـهِ الْـرَّحـمَـنِ الْـرَّحـِيْـمِ
يَسُرُّ إِخْوَانكُمْ بِـمـركز بَـشَـائِـرِ الْـخَـيْـرِ بِصَنْعَاءَ أَنْ يُقَدِمُوا لَكُمْ هَذِهِ المَادَة، وَالْتِي هِيَ بِعنْوَانِ:
*الإفادة بأن الاستقامة لزوم الطاعة والاستمرار على العبادة*
وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ تَفْرِيغٍ لِخطبَةِ الْجُمُعَةِ لشيخا الفاضل: أَبِي الْـحَـسَـنِ عَـلِـيِّ بـْنِ الْـحُـسَـيْـنِ الْـحَـجَّـاجِـي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى.
أُلقِيَتْ هذه المادة في 5 شوال 1443 بِـمـسْـجِـدِ بَـشَـائـِرِ.
الْـخُــطْــبَــة الأُولَــــى
إِنَّ الْحَـمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمن سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾* [آل عمران: 102].
*﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾* [النساء: 1].
*﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾* [الأحزاب: 70-71].
أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ أَصْدَقَ الحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ، هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
أيها المسلمون عباد الله؛ ما أحوجنا جميعًا إلى الاستقامة على شرع الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، *والاستقامة عباد الله هي لزوم الطاعة والاستمرار عليها،* ولهذا العبد بحاجة ماسّة إلى أن يستقيم على شرع الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى، كيف لا وهو يدعو الله عَزَّ وَجَلَّ في كل صلاة؛ بل في كل ركعة من الركعات، في قوله عَزَّ وَجَلَّ: *﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ﴾* [الفاتحة: 6-7].
والاستقامة مطلوبة شرعا، الله عَزَّ وَجَلَّ أمر عباده بالاستقامة على شرعه، قال الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى: *﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾* [فصلت: 6]، وقال الله عَزَّ وَجَلَّ: *﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾* [الأنعام: 153].
إذا كان أنبياء الله ورسله عَلَيْهِم الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ قد طُولِبُوا بالاستقامة على شرع الله سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى مع أنهم من أعظم الناس استقامة، لكن المقصود بذلك الدوام، والاستمرار على ذلك.
فالله عَزَّ وَجَلَّ أمر نبينا محمدا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بالاستقامة على شرع الله عَزَّ وَجَلَّ، قال الله: *﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾* [هود: 112]، وقال سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى: *﴿فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾* [الشورى: 15].
وهكذا أمر الله عَزَّ وَجَلَّ أنبياءه ورسله عَلَيْهِم الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ، فهذا موسى وهارون قال الله عَزَّ وَجَلَّ عنهما: *﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾* [يونس: 89].
وقال الله عَزَّ وَجَلَّ في حق إبراهيم عَلَيْهِ الْصَّلَاْةُ وَالْسَّلَاْمُ: *﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٢٠) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾* [النحل: 120-121].
157 views08:26