Get Mystery Box with random crypto!

قناة الشيخ عبدالله العبيلان

لوگوی کانال تلگرام alobilan — قناة الشيخ عبدالله العبيلان ق
لوگوی کانال تلگرام alobilan — قناة الشيخ عبدالله العبيلان
آدرس کانال: @alobilan
دسته بندی ها: دین
زبان: فارسی
مشترکین: 2.23K
توضیحات از کانال

قناة فضيلة الشيخ عبدالله العبيلان حفظه الله، المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء وعضو الإفتاء بمنطقة حائل،
يشرف على هذه القناة أحد طلاب الشيخ، وتُعنى بنشر علم الشيخ من فوائد وفتاوى .

Ratings & Reviews

3.00

2 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

0

4 stars

1

3 stars

0

2 stars

1

1 stars

0


آخرین پیام ها 59

2021-09-22 18:55:08 الاستبصار في تجلية مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار

المسألة الخامسة

غمس اليدين في الماء للقائم من نوم الليل قبل غسلهما ثلاثاً يسلبه الطهورية

" إحْدَاهُمَا: يَسْلُبُهُ الطَّهُورِيَّةَ. وَهُوَ الْمَذْهَبُ، قَالَ أَبُو الْمَعَالِي فِي شَرْحِ الْهِدَايَةِ: عَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ , قَالَ فِي مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ: هَذَا الْمَنْصُوصُ،
قَالَ فِي الرِّعَايَةِ الْكُبْرَى: الْأَوْلَى أَنَّ مَا غُمِسَ فِيهِ كَفُّهُ طَاهِرٌ، وَقَدَّمَهُ فِي الْفُرُوعِ، وَنَاظِمُ الْمُفْرَدَاتِ، وَالنَّاظِمُ، وَإِدْرَاكِ الْغَايَةِ، وَهُوَ مِنْ الْمُفْرَدَاتِ.

وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: لَا يَسْلُبُهُ الطَّهُورِيَّةَ، جَزَمَ بِهِ فِي الْوَجِيزِ.، وَقَدَّمَهُ فِي الْمُحَرَّرِ، وَالرِّعَايَتَيْنِ، وَالْفَائِقِ، وَالْحَاوِي الصَّغِيرِ، وَاخْتَارَهُ الْمُصَنِّفُ، وَالشَّارِحُ، وَابْنُ رَزِينٍ، وَالنَّاظِمُ، وَالشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ، وَصَحَّحَهُ فِي التَّصْحِيحِ.
وَعَنْهُ أَنَّهُ نَجِسٌ، اخْتَارَهَا الْخَلَّالُ وَهِيَ مِنْ مُفْرَدَاتِ الْمَذْهَبِ أَيْضًا ". [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 38)].

واحتجوا لذلك بما رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلَا يَغْمِسْ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» وهذا لفظ مسلم.

" وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ: لَا يَجِبُ غَسْلُهُمَا، بَلْ يُسْتَحَبُّ، وَجَزَمَ بِهِ الْخِرَقِيُّ، وَالْعُمْدَةُ، وَالْوَجِيزُ، وَالْمُنَوِّرُ، وَالْمُنْتَخَبُ، وَغَيْرُهُمْ، وَقَدَّمَهُ فِي الرِّعَايَتَيْنِ، وَالْحَاوِيَيْنِ، وَغَيْرِهِمْ، وَاخْتَارَهُ الْمُصَنِّفُ، وَالشَّارِحُ، وَابْنُ عَبْدُوسٍ فِي تَذْكِرَتِهِ وَصَحَّحَهُ الْمَجْدُ فِي شَرْحِهِ، وَمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، وَالنَّظْمِ، وَصَحَّحَهُ فِي التَّصْحِيحِ.

قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: اخْتَارَهُ الْخِرَقِيُّ، وَجَمَاعَةٌ. انْتَهَى ". [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 130)].

" أَمَّا مَصِيرُهُ مُسْتَعْمَلًا لَا يُتَوَضَّأُ بِهِ فَهَذَا فِيهِ نِزَاعٌ مَشْهُورٌ، وَفِيهِ رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ، اخْتَارَ كُلَّ وَاحِدَةٍ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ. فَالْمَنْعُ اخْتِيَارُ أَبِي بَكْرٍ، وَالْقَاضِي، وَأَكْثَرِ أَتْبَاعِهِ، وَيُرْوَى ذَلِكَ عَنْ الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ، وَالثَّانِيَةُ: لَا يَصِيرُ مُسْتَعْمَلًا وَهِيَ اخْتِيَارُ الْخِرَقِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ، وَغَيْرِهِمَا، وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْفُقَهَاءِ". [الفتاوى الكبرى لابن تيمية (1/ 217)].

" وَأَمَّا نَهْيُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يَغْمِسَ الْقَائِمُ مِنْ نَوْمِ اللَّيْلِ يَدَهُ فِي الْإِنَاءِ قَبْلَ أَنْ يَغْسِلَهَا ثَلَاثًا، فَهُوَ لَا يَقْتَضِي تَنَجُّسَ الْمَاءِ بِالِاتِّفَاقِ، بَلْ قَدْ يَكُونُ لِأَنَّهُ يُؤَثِّرُ فِي الْمَاءِ أَثَرًا، أَوْ أَنَّهُ قَدْ يُفْضِي إلَى التَّأْثِيرِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِأَعْظَمَ مِنْ النَّهْيِ عَنْ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ , وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّهُ لَا يَدُلُّ عَلَى التَّنَجُّسِ، وَأَيْضًا فَإِنَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمَنْخِرَيْهِ مِنْ الْمَاءِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيْشُومِهِ» . فَأَمَرَ بِالْغَسْلِ مُعَلِّلًا بِمَبِيتِ الشَّيْطَانِ عَلَى خَيْشُومِهِ، فَعُلِمَ أَنَّ ذَلِكَ سَبَبٌ لِلْغَسْلِ غَيْرَ النَّجَاسَةِ وَالْحَدَثِ الْمَعْرُوفِ , وَقَوْلُهُ: «فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» يُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِ ذَلِكَ، فَتَكُونُ هَذِهِ الْعِلَّةُ مِنْ الْعِلَلِ الْمُؤَثِّرَةِ الَّتِي شَهِدَ لَهَا النَّصُّ بِالِاعْتِبَارِ ". [الفتاوى الكبرى لابن تيمية (1/ 426)].

" وَمُقْتَضَى الْأَمْرِ الْإِيجَابُ لَا سِيَّمَا، وَغَسْلُ الْيَدِ مُسْتَحَبٌّ مُطْلَقًا فَلَمَّا خُصَّ بِهِ هَذِهِ الْحَالُ دَلَّ عَلَى وُجُوبِهِ " [شرح عمدة الفقه لابن تيمية - من كتاب الطهارة والحج (728) (1/ 174)].

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١٥-٢-١٤٤٣هـ
75 views15:55
باز کردن / نظر دهید
2021-09-21 17:24:05 الاستبصار في تجلية مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار

المسألة الرابعة

نجاسة الماء الكثير إذا لاقاه بول الآدمي أو عذرته ولو لم يتغير

" قَالَ فِي الْكَافِي: أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ أَنَّ الْبَوْلَ وَالْغَائِطَ يُنَجِّسُ الْمَاءَ الْكَثِيرَ.
قَالَ فِي الْمُغْنِي: أَشْهَرُهُمَا أَنَّهُ يُنَجِّسُ. وَقَالَ ابْنُ عُبَيْدَانَ: أَشْهَرُهُمَا أَنَّهُ يُنَجِّسُ.
اخْتَارَهَا الشَّرِيفُ، وَابْنُ الْبَنَّا، وَالْقَاضِي. وَقَالَ اخْتَارَهَا الْخِرَقِيُّ. وَشُيُوخُ أَصْحَابِنَا. قَالَ فِي تَجْرِيدِ الْعِنَايَةِ: هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَظْهَرُ عَنْهُ. قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: هِيَ أَشْهَرُ الرِّوَايَتَيْنِ عِنْدَ أَحْمَدَ. اخْتَارَهَا الْأَكْثَرُونَ. قَالَ نَاظِمُ الْمُفْرَدَاتِ: هِيَ الْأَشْهَرُ، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: اخْتَارَهَا أَكْثَرُ الْمُتَقَدِّمِينَ. قَالَ الزَّرْكَشِيُّ: وَالْمُتَوَسِّطِينَ أَيْضًا، كَالْقَاضِي، وَالشَّرِيفِ، وَابْنِ الْبَنَّا، وَابْنِ عَبْدُوسٍ، وَغَيْرِهِمْ، وَقَدَّمَهُ فِي الْفُصُولِ، وَهُوَ مِنْ مُفْرَدَاتِ الْمُذْهَبِ. وَلَمْ يَسْتَثْنِ فِي التَّلْخِيصِ إلَّا بَوْلَ الْآدَمِيِّ فَقَطْ. وَرَوَى صَالِحٌ عَنْ أَحْمَدَ مِثْلَهُ ". [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 60)].

واحتجوا لذلك بحديث "لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي المَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيه "
وقال في المغني " قَالَ الْخَلَّالُ: وَحَدَّثَنَا عَنْ عَلِيٍّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَبِيٍّ بَالَ فِي بِئْرٍ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْزِفُوهَا ". [المغني لابن قدامة (1/ 30)].

" قَوْلُهُ (وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا فَهُوَ طَاهِرٌ إلَّا أَنْ تَكُونَ النَّجَاسَةُ بَوْلًا أَوْ عَذِرَةً مَائِعَةً، فَفِيهِ رِوَايَتَانِ) . وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْإِرْشَادِ، وَالْمُغْنِي، وَالشَّرْحِ، وَالتَّلْخِيصِ، وَالْبُلْغَةِ، وَابْنِ تَمِيمٍ، وَابْنِ رَزِينٍ فِي شَرْحِهِ، وَالْفَائِقِ، وَالْفُرُوعِ، وَالْمَذْهَبِ الْأَحْمَدِ.

إحْدَاهُمَا: لَا يُنَجَّسُ. وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَهُوَ الْمَذْهَبُ عِنْدَهُمْ. وَهُوَ ظَاهِرُ الْإِيضَاحِ، وَالْعُمْدَةِ، وَالْوَجِيزِ، وَالْخُلَاصَةِ، وَإِدْرَاكِ الْغَايَةِ، وَتَذْكِرَةِ ابْنِ عَبْدُوسٍ، وَالْمُنَوِّرِ، وَالتَّسْهِيلِ، وَالْمُنْتَخَبِ. وَغَيْرِهِمْ.
لِعَدَمِ ذِكْرِهِمْ لَهُمَا. وَقَدَّمَهُ فِي الْمُسْتَوْعِبِ، وَالْمُحَرَّرِ، وَالرِّعَايَتَيْنِ، وَالْحَاوِيَيْنِ.
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ: وَتَبِعَهُ فِي الْفُرُوعِ اخْتَارَهُ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ. قَالَ نَاظِمُ الْمُفْرَدَاتِ: هَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ. قَالَهُ فِي الْمُسْتَوْعِبِ، وَالتَّفْرِيعُ عَلَيْهِ.
قَالَ فِي الْمُذْهَبِ: لَمْ يُنَجِّسْ , فِي أَصَحِّ الرِّوَايَتَيْنِ، قَالَ ابْنُ مُنَجَّا فِي شَرْحِهِ: عَدَمُ النَّجَاسَةِ أَصَحُّ، وَاخْتَارَهُ أَبُو الْخَطَّابِ، وَابْنُ عَقِيلٍ، وَالْمُصَنِّفُ، وَالْمَجْدُ، وَالنَّاظِمُ، وَغَيْرُهُمْ " [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 59)].

"وَالْأُخْرَى: يُنَجِّسُ، إلَّا أَنْ يَكُونَ مِمَّا لَا يُمْكِنُ نَزْحُهُ لِكَثْرَتِهِ ". [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 60)].

" وَمَنْ تَدَبَّرَ الْأُصُولَ الْمَنْصُوصَةَ الْمُجْمَعَ عَلَيْهَا، وَالْمَعَانِيَ الشَّرْعِيَّةَ الْمُعْتَبَرَةَ فِي الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّ هَذَا هُوَ أَصْوَبُ الْأَقْوَالِ، فَإِنَّ نَجَاسَةَ الْمَاءِ وَالْمَائِعَاتِ بِدُونِ التَّغَيُّرِ بَعِيدٌ عَنْ ظَوَاهِرِ النُّصُوصِ وَالْأَقْيِسَةِ، وَكَوْنُ حُكْمِ النَّجَاسَةِ تَبْقَى فِي مَوَارِدِهَا بَعْدَ إزَالَةِ النَّجَاسَةِ بِمَائِعٍ، أَوْ غَيْرِ مَائِعٍ بَعِيدٌ عَنْ الْأُصُولِ وَمُوجَبِ الْقِيَاسِ، وَمَنْ كَانَ فَقِيهًا خَبِيرًا بِمَأْخَذِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ، وَأَزَالَ عَنْهُ الْهَوَى، تَبَيَّنَ لَهُ ذَلِكَ، وَلَكِنْ إذَا كَانَ فِي اسْتِعْمَالِهَا فَسَادٌ، فَإِنَّهُ يُنْهَى عَنْ ذَلِكَ، كَمَا يُنْهَى عَنْ ذَبْحِ الْخَيْلِ الَّتِي يُجَاهَدُ عَلَيْهَا، وَالْإِبِلِ الَّتِي يُحَجُّ عَلَيْهَا، وَالْبَقَرِ الَّتِي يُحْرَثُ عَلَيْهَا، وَنَحْوِ ذَلِكَ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الْحَاجَةِ إلَيْهَا، لَا لِأَجْلِ الْخَبَثِ". [الفتاوى الكبرى لابن تيمية (1/ 256)].


والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١٤-٢-١٤٤٣هـ
128 views14:24
باز کردن / نظر دهید
2021-09-21 14:55:33 درس الثلاثاء لفضيلة شيخنا الشيخ عبدالله بن صالح العبيلان من كتاب (*الإصباح في بيان منهج السلف في التربية والإصلاح*)
Time: Sep 21, 2021 06:00 PM Riyadh

Join Zoom Meeting
https://us05web.zoom.us/j/88594940720?pwd=SVpScTZudE1XU1p0cDJ2dFVUMWdKQT09

Meeting ID: 885 9494 0720
Passcode: G97DUc




الدرس اليوم الثلاثاء ١٤ صفر ١٤٤٣هـ بإذن الله بعد صلاة المغرب بتوقيت مدينة حائل الساعة ٦:٠٠م مسموح الدخول

#*تنبيه*:
بعد مرور ٤٥ دقيقة من الدرس سيخرجك البرنامج تلقائي لكن لامانع من الدخول مرة أخرى على نفس الرابط.
ونأمل إغلاق المايك عند الدخول لكي لايشوش على الحضور .
132 views11:55
باز کردن / نظر دهید
2021-09-20 20:46:05 هدايات قرآنية
أعظم العلماء درجات أعظمهم
قياما بالحجة وذباً عن العقيدة والسنّة
قال تعالى: ﴿وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ﴾ [الأنعام: ٨٣].
وفيها من العلم:
لَمّا كانَ إبْراهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلامُ- قَدْ انْتَصَبَ لِإظْهارِ حُجَّةِ اللَّهِ في التَّوْحِيدِ والذَّبِّ عَنْها وكانت أرفع أنواع العلم وأشرفها؛ رفعه الله وجعله إماماً للناس.
أخْرَجَ أبُو الشَّيْخِ، عَنِ الضَّحّاكِ قالَ: "إنَّ لِلْعُلَماءِ دَرَجاتٍ كَدَرَجاتِ الشُّهَداءِ".
قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "فَرَفْعُ الدَّرَجَاتِ وَالْأَقْدَارِ عَلَى قَدْرِ مُعَامَلَةِ الْقُلُوبِ بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ فَكَمْ مِمَّنْ يَخْتِمُ القرآن فِي الْيَوْمِ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ وَآخَرُ لَا يَنَامُ اللَّيْلَ وَآخَرُ لَا يُفْطِرُ؛ وَغَيْرُهُمْ أَقَلُّ عِبَادَةً مِنْهُمْ وَأَرْفَعُ قَدْرًا فِي قُلُوبِ الْأُمَّةِ".
وقال ابن القيّم -رحمه الله-: "القلم الثاني عشر: القلم الجامع، وهو قلم الرد على المبطلين، ورفع سنّة المحقين، وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها، وبيان تناقضهم، وتهافتهم، وخروجهم عن الحق، ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، وأصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، وهم الداعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، المجادلون لمـن خرج عن سبيله بأنواع الجدال، وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، وعدو لكل مخالف للرسل، فهم في شأن وغيرهم من أصحاب الأقلام في شأن". [التبيان في أقسام القرآن (ص132)].
وقال تعالى: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرينَ وَمُنذِرينَ لِئَلّا يَكونَ لِلنّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزيزًا حَكيمًا﴾ [النساء: ١٦٥].
والله أعلم.
حرر في: 13 ـ 02 ـ1443هـ.
قناة الشيخ على تيليغرام:
https://t.me/alobilan
63 views17:46
باز کردن / نظر دهید
2021-09-20 11:37:13 الاستبصار في تجلية مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار

المسألة الثالثة
النهي عن وضوء الرجل بفضل المرأة

" سَمِعت أبي يَقُول لَا بَأْس ان تتوضأ يَعْنِي الْمَرْأَة وَهُوَ يَرَاهَا مَا لم تَخْلُو بِهِ على حَدِيث ابْن سرجس، قَرَأت على أبي وَالْمَرْأَة إِذا خلت بِهِ يَعْنِي الْوضُوء لَا يُعجبنِي أَن يتَوَضَّأ بفضلها إِلَّا أَن يَكُونَا جَمِيعًا ". [مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (ص: 7)].

" واختلف الفقهاء أيضاً في ذلك على قولين
أحدهما المنع من الوضوء بالماء الذي تخلو به، قال أحمد وقد كرهه غير واحد من الصحابة وهذا هو المشهور من الروايتين عن أحمد وهو قول الحسن.

والقول الثاني يجوز الوضوء به، وهو قول أكثر أهل العلم. واحتجوا بما رواه مسلم صحيحه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يغتسل بفضل ميمونة وفي السنن الأربع عن ابن عباس أيضا "أن امرأة من نساء النبي صلى الله عليه و سلم استحمت من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه و سلم يتوضأ من فضلها فقالت إني اغتسلت منه فقال إن الماء لا ينجسه شيء وفي رواية لا يجنب " [حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (1/ 105)].

وقد جاءت آثار الصحابة في هذه المسألة على ثلاثة أوجه :
الأول : النهي مطلقاً عن الوضوء بفضل المرأة إذا خلت به وهو ما رواه عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان سمعت عبد الله بن سرجس قال:" لا بأس أن يغتسل الرجل والمرأة من إناء واحد فإذا خلت به فلا تقربه". رواه عبد الرزاق:(1/107).

الثاني : النهي عن الوضوء به إذا كانت حائضا أو جنبا،
عن عبد الرزاق عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: "لا بأس أن يتوضأ الرجل بفضل المرأة ما لم تكن حائضا أو جنبا". رواه عبد الرزاق (1/107).

الثالث : الجواز مطلقا، فعن عبد الرزاق عن إبراهيم بن محمد عن عباس بن عبد الله بن معبد عن عكرمة عن بن عباس قال: "لا بأس بفضل المرأة حائضا كانت أو غير حائض إذا لم يكن في يديها بأس". رواه عبد الرزاق:(1/107).

وهو عند ابن أبي شيبة من وجه أخر قال حدثنا بن عُلَيَّةَ عن أَيُّوبَ عن أبي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ قال: "سُئِلَ بن عَبَّاسٍ عن سُؤْرِ الْمَرْأَةِ فقال: هِيَ أَلْطَفُ بَنَانًا وَأَطْيَبُ رِيحًا". رواه ابن أبي شيبة:(1/38).


والـقـول الأخـير هــو الأصــح للحديث، وحديث النهي يحمل على كراهة التنزيه إذا وجد غيره، وإلا لم يكره، قال في الإنصاف: " مَفْهُومُ قَوْلِهِ (وَلَا يَجُوزُ لِلرَّجُلِ الطَّهَارَةُ بِهِ) أَنَّهُ يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ أُخْرَى الطَّهَارَةُ بِهِ وهو المذهب". [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 53)].

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١٣-٢-١٤٤٣هـ
120 views08:37
باز کردن / نظر دهید
2021-09-19 13:14:12 الاستبصار في تجلية مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار

المسألة الثانية

كراهة الوضوء لرفع الحدث من ماء زمزم

" وَعَنْهُ يُكْرَهُ، وَجَزَمَ بِهِ نَاظِمُ الْمُفْرَدَاتِ، وَقَدَّمَهُ الْمَجْدُ فِي شَرْحِهِ وَقَالَ: نُصَّ عَلَيْهِ وَابْنُ رَزِينٍ. وَهِيَ مِنْ مُفْرَدَاتِ الْمَذْهَبِ، وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْفُرُوعِ، وَالْفُصُولِ، وَالْمُذْهَبِ، وَالْمُسْتَوْعِبِ.

وَعَنْهُ يُكْرَهُ الْغُسْلُ وَحْدَهُ. اخْتَارَهُ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ. وَاسْتَحَبَّ ابْنُ الزَّاغُونِيِّ فِي مَنْسَكِهِ الْوُضُوءَ مِنْهُ.

"وَقِيلَ يَحْرُمُ مُطْلَقًا " [الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي (1/ 27)].

" وَلِهَذَا اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ هَلْ يُكْرَهُ الْغُسْلُ وَالْوُضُوءُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَذَكَرُوا فِيهِ رِوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ، وَالشَّافِعِيُّ احْتَجَّ بِحَدِيثِ الْعَبَّاسِ، وَالْمُرَخِّصُ احْتَجَّ بِحَدِيثٍ فِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «تَوَضَّأَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ» ،

وَالصَّحَابَةَ تَوَضَّؤوا مِنْ الْمَاءِ الَّذِي نَبَعَ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ مَعَ بَرَكَتِهِ، لَكِنْ هَذَا وَقْتُ حَاجَةٍ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ النَّهْيَ مِنْ الْعَبَّاسِ إنَّمَا جَاءَ عَنْ الْغُسْلِ فَقَطْ لَا عَنْ الْوُضُوءِ.

وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ الْغُسْلِ وَالْوُضُوءِ هُوَ لِهَذَا الْوَجْهِ، فَإِنَّ الْغُسْلَ يُشْبِهُ إزَالَةَ النَّجَاسَةِ، وَلِهَذَا يَجِبُ أَنْ يُغْسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ مَا يَجِبُ أَنْ يُغْسَلَ مِنْ النَّجَاسَةِ، وَحِينَئِذٍ فَصَوْنُ هَذِهِ الْمِيَاهِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ النَّجَاسَاتِ مُتَوَجِّهٌ بِخِلَافِ صَوْنِهَا مِنْ التُّرَابِ وَنَحْوِهِ مِنْ الطَّاهِرَاتِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " [الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/ 75)].

وفي مسند الإمام أحمد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَد قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ الْمَخْزُومِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... وفيه:
"فَدَعَا بِسَجْلٍ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَشَرِبَ مِنْهُ وَتَوَضَّأَ " وإسناده مقارب.

والله أعلم
كتبه عبدالله بن صالح العبيلان
١١-٢-١٤٤٣هـ
120 views10:14
باز کردن / نظر دهید
2021-09-18 10:46:41 وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزّاقِ في ”المُصَنَّفِ“ عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ بْنِ أبِي أُمَيَّةَ قالَ: «كانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُعَلِّمُ الغُلامَ مِن بَنِي هاشِمٍ إذا أفْصَحَ سَبْعَ مَرّاتٍ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولَدًا﴾ . إلى آخِرِ السُّورَةِ» .
وأخْرَجَ اِبْنُ أبِي شَيْبَةَ في ”المُصَنَّفِ“، مِن طَرِيقِ عَبْدِ الكَرِيمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قالَ: «كانَ الغُلامُ إذا أفْصَحَ مِن بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ ﷺ هَذِهِ الآيَةَ سَبْعَ مَرّاتٍ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولَدًا﴾ الآيَةَ»
ومن الثناء على الله قول؛ "سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله".
وكانﷺ يلازم بعد كل فريضة يقول: ((اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)) رواه مسلم.
ويقول بعد الوتر: ((سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ)) رواه أهل السنن.
وروى ابن حبان في صحيحه مرفوعاً؛ كان رسولُ اللهِﷺ إذا تضوَّر مِن اللَّيلِ قال: ((لا إلهَ إلَّا اللهُ الواحدُ القهَّارُ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ وما بينَهما العزيزُ الغفَّارُ)) وصححه الألباني.
وتضور أي تقلب وهو كناية عن الإنتباه.
وفي حديثِ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ -رضِيَ اللهُ عنه- المُتَّفَقِ عليه: ((مَن تَعارَّ من اللَّيْلِ، فقال: لا إلَه إلَّا اللهُ، وَحْدَه لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحَمدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، الحَمدُ للهِ، وسُبحانَ اللهِ، واللهُ أكبَرُ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، أو دَعا، استُجيبَ له، فإن تَوضَّأَ قُبِلَتْ صَلاتُه)).
وكانﷺ يقول في الحمد بعد الرفع من الركوع: ((أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ. أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ - وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ - اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ)) رواه مسلم.
فالثناء على الله بما هو أهله من أجَلِّ العبادات وأزكاها، وقالﷺ: ((أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ؛ "أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ")) رواه البخاري.
وفي البخاري عن عمران بن حصين رضي الله عنهما مرفوعا: ((كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ، وَخَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ)).
وقال تعالى: ﴿فَتَعالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ العَرشِ الكَريمِ﴾ [المؤمنون: ١١٦].
وقال تعالى: ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلكِ تُؤتِي المُلكَ مَن تَشاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [آل عمران: ٢٦].
وقال تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالباطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ﴾ [الحديد: ٣].
وقال تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيُّ القَيّومُ﴾ [آل عمران: ٢].
وقال تعالى: ﴿كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ * وَيَبقى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالإِكرامِ﴾ [الرحمن: ٢٦-٢٧].
وقال تعالى: ﴿اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ﴾ [النمل: ٢٦].
وقال تعالى: ﴿قُل مَن بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيءٍ وَهُوَ يُجيرُ وَلا يُجارُ عَلَيهِ إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ [المؤمنون: ٨٨].
وقال تعالى: ﴿إِنَّما أَمرُهُ إِذا أَرادَ شَيئًا أَن يَقولَ لَهُ كُن فَيَكونُ﴾ [يس: ٨٢].
والله أعلم.
حرر في: 11 ـ 02 ـ1443هـ.
قناة الشيخ على تيليغرام:
https://t.me/alobilan
108 views07:46
باز کردن / نظر دهید
2021-09-18 10:46:41 هدايات قرآنية
فضل الثناء على الله
قال تعالى: ﴿وَتَوَكَّل عَلَى الحَيِّ الَّذي لا يَموتُ وَسَبِّح بِحَمدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنوبِ عِبادِهِ خَبيرًا﴾ [الفرقان: ٥٨].
وقال تعالى: ﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ * وَلَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظهِرونَ﴾ [الروم: ١٧-١٨].
وقال تعالى: ﴿فَسُبحانَ الَّذي بِيَدِهِ مَلَكوتُ كُلِّ شَيءٍ وَإِلَيهِ تُرجَعونَ﴾ [يس: ٨٣].
وقال تعالى: ﴿قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبحانَهُ هُوَ الغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ إِن عِندَكُم مِن سُلطانٍ بِهذا أَتَقولونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾ [يونس: ٦٨].
وفيها من العلم:
مارواه البخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ، وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ)).
بهذا يظهر السر في ماورد من فضل في تكرار قراءة سورة الإخلاص فقد روى الإمام أحمد وحسنه الألباني عن معاذ بن أنس الجهني صاحب النبيﷺ عن النبيﷺ قال: ((من قرأ سورة الإخلاص "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة)). فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (إذاً أستكثر يا رسول الله)، فقال رسول اللهﷺ: ((الله أكثر وأطيب)).
وفي الصحيحين؛ ((أنها تعدل ثلث القرآن)).
وكانﷺ يثني على الله في دعائه، روى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعاً أنّه علمهم ان يقولوا عند النوم؛ ((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ)).
وروى الشيخان عن عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: (فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ، فَالْتَمَسْتُهُ، فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ)).
ومن الثناء على الله قراءة الآيات التي فيها الحمد والثناء مثل قوله تعالى: ﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ * وَلَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظهِرونَ﴾ [الروم: ١٧-١٨]
وأخْرَجَ أحْمَدُ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ، وابْنُ السُّنِّيِّ في ”عَمَلِ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ“، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، والبَيْهَقِيُّ في ”الدَّعَواتِ“ عَنْ مُعاذِ بْنِ أنَسٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««ألا أُخْبِرُكم لِمَ سَمّى اللَّهَ إبْراهِيمُ خَلِيلَهُ: ﴿الَّذِي وفّى؟﴾ [النجم: ٣٧] لِأنَّهُ كانَ يَقُولُ كُلَّما أصْبَحَ وأمْسى: ﴿فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ﴾ ﴿ولَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ [الروم»: ١٨]» .
وأخْرَجَ أبُو داوُدَ، والطَّبَرانِيُّ، وابْنُ السُّنِّيِّ، وابْنُ مَرْدُوَيْهِ، عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: ««مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ: سُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿ولَهُ الحَمْدُ في السَّماواتِ والأرْضِ وعَشِيًّا وحِينَ تُظْهِرُونَ﴾ ﴿يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ويُحْيِي الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ أدْرَكَ ما فاتَهُ في يَوْمِهِ، ومَن قالَها حِينَ يُمْسِي أدْرَكَ ما فاتَهُ مِن لَيْلَتِهِ " .
وقوله تعالى: ﴿وَقُلِ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَم يَتَّخِذ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ وَلَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرهُ تَكبيرًا﴾ [الإسراء: ١١١].
وأخْرَجَ اِبْنُ جَرِيرٍ، عَنْ قَتادَةَ قالَ: ذُكِرَ لَنا «أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كانَ يُعَلِّمُ أهْلَهُ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ ولَدًا﴾ إلى آخِرِها. الصَّغِيرَ مِن أهْلِهِ والكَبِيرَ» .
110 views07:46
باز کردن / نظر دهید
2021-09-17 14:47:29 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن شاء الله سأقوم بنشر مسائل من كتاب شيخنا عبدالله بن صالح العبيلان حفظه الله "الاستبصار في تجلية مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار"

بحيث ننشر كل يوم مسألة.
ونبدا بمقدمة الشيخ حفظه الله تعالى:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد

فإنّ الإشتغال بالعلم بنيّة الهداية لشرع الله وسنّة نبيه ﷺ وما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، من أجل الأمور

قال تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰۤ إِذۡ یَخۡتَصِمُونَ}، جاء في تفسيرها حديث حسن رواه أحمد والترمذي وصححه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَانِي اللَّيْلَةَ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ - قَالَ : أَحْسَبُهُ فِي الْمَنَامِ - فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ ". قَالَ : " قُلْتُ : لَا ". قَالَ : " فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ - أَوْ قَالَ : فِي نَحْرِي - فَعَلِمْتُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ، هَلْ تَدْرِي فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْتُ : نَعَمْ، فِي الْكَفَّارَاتِ ؛ وَالْكَفَّارَاتُ : الْمُكْثُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، وَالْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ، إِذَا صَلَّيْتَ فَقُلِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ ". قَالَ : " وَالدَّرَجَاتُ إِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ".

وقال تعالى: {وَلَـٰكِن كُونُوا۟ رَبَّـٰنِیِّـۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ}.

فمذاكرة العلم لمعرفة الصواب ومن ثم العمل به من أفضل الأعمال بعد الفرائض ،

ومن هذا الباب فقد تتبعت مفردات المذهب الحنبلي من خلال كتب المذهب مثل نظم المفردات وشرحه المنح الشافيات للبهوتي والإنصاف للمرداوي ، للنظر فيما وافق منها الكتاب والسنّة والأثر وماليس كذلك ، وذكرت بإيجاز في الغالب دليل المذهب ، ودليل وتعليله ، ودليل المذاهب الأخرى أوتعليلهم من تقريرات أهل العلم ، قاصداً بذلك الإتباع للنبي ﷺ والصحابة رضي الله عنهم ، والتنبيه على أنّ موافقة الصواب
إنّما تكون بالدليل من الكتاب والسنّة وآثار الصحابة ، وماعداه فإنّه إجتهاد يحتمل الصواب والخطأ ، ولا حظت أنّ غالب المسائل التي انفرد بها الحنابلة وهي من قبيل الرأي ، يكون الصواب مع غيرهم ، وما انفردوا به وكان الصواب معهم يكون مستنده من السنّة والأثر ، على أنّه في الغالب يكون في المذهب رواية أخرى توافق الصواب الذي مع غيرهم ، والمقصود من ذلك مذاكرة العلم ونشره،

وسميته الإستبصار في تجليّة مفردات الحنابلة بين الرأي والآثار ،

وبالله التوفيق.

وكتبه
عبدالله بن صالح العبيلان
يوم الجمعة الموافق الثالث
من شهر صفر لعام 1443 للهجرة
150 views11:47
باز کردن / نظر دهید
2021-09-17 10:57:24 هدايات قرآنية
فضل الصدقة يوم الجمعة
قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا ناجَيتُمُ الرَّسولَ فَقَدِّموا بَينَ يَدَي نَجواكُم صَدَقَةً ذلِكَ خَيرٌ لَكُم وَأَطهَرُ فَإِن لَم تَجِدوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [المجادلة: ١٢].
وقال تعالى: ﴿قَد أَفلَحَ مَن تَزَكّى * وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلّى﴾ [الأعلى: ١٤-١٥].
وفيها من العلم:
أخْرَجَ عَبْدُ بْنُ حَمِيدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ مِن طَرِيقِ أبِي الأحْوَصِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ: (إذا خَرَجَ أحَدُكم يُرِيدُ الصَّلاةَ فَلا عَلَيْهِ أنْ يَتَصَدَّقَ بِشَيْءٍ لِأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: ﴿قَدْ أفْلَحَ مَن تَزَكّى﴾ ﴿وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلّى﴾).
"أن للصدقة فيه -أي يوم الجمعة- مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع، كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور.
وشاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره، فيتصدق به في طريقه سرا، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة" [انتهى من زاد المعاد].
قلت ويزيده بياناً أنّ في الجمعة ساعة يستجاب فيها الدعاء فالصدقة فيه أفضل من غيره؛ قال تعالى: ﴿فَأَمّا مَن أَعطى وَاتَّقى * وَصَدَّقَ بِالحُسنى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِليُسرى﴾ [الليل: ٥-٧].
وقال تعالى: ﴿... وَأَن تَصَدَّقوا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢٨٠].
ويتبين إرتباط الصدقة بالدعاء في قوله تعالى: ﴿خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ﴾ [التوبة: ١٠٣].
والله أعلم.
حرر في: 10 ـ 02 ـ1443هـ.
قناة الشيخ على تيليغرام:
https://t.me/alobilan
155 views07:57
باز کردن / نظر دهید