Get Mystery Box with random crypto!

- ولا يحرمني منك. وبعد قليل حضرت لزيارتها 'دانية' وزوجها وبنته | دار مصر - روايات

- ولا يحرمني منك.
وبعد قليل حضرت لزيارتها "دانية" وزوجها وبنتهما، و"فريدة" وزوجها وبنتهما. استقبلتهم استقبالًا حارًّا وجلسوا يتسامرون، قطع حديثهم دخول مستقبل بسيارته بسرعة جنونية، فيضرب فرامل يجعل العربة تلف حول نفسها.
يقف "مهيمن" بعصبية، تمسك "نايا" يده وهي تقول:
- حبيبي معلش عديها علشان خاطري، دا بقاله كتير مسافر ما صدقت لما جيه.
جلس بهدوء قائلًا بتحذير:
- عقلي ابنك يا نايا، وخليه ينسى أم جنانه.
- أحبك وأنت هادي.
ابتسم لها ابتسامة حانية. تنهض "كارما" من جانب والدتها، تركض نحوه بلهفة، قبل أن تصل إليه يميل "مستقبل" على أذن أخته همسًا:
- توتا شكل عندنا بارتي النهاردا، أهدي كده واستني لما الناس تمشي.
أجبته بفظاظة:
- أنت شايف إن الموضوع يستنى؟ وسع كده أنا على أخري مش هقدر.
ثم توجهت إلى أبيها فهرول خلفها، تقابله "كارما" التي تلبس فستانًا واسعًا وعليه حجاب، متحدثة بحب:
- وحشتني.
حنى جزعه العلوي حتى يصل لأذنها بسبب طول قامته، مردفًا:
- بصي يا كارما هنقول كل حاجة؛ بس لما ألحق المجنونة دي.
تقول بزعل طفولي وهي تكلم نفسها:
- ماشي يا مستقبل، ما أنا اللي غلطانة اللي بترمي عليك، ما أنت لسه راجع من بره وديل الكلب عمره ما يتعدل، أكيد لفيت على كام واحدة ما أنت طفس.
عندما اقتربت "توتا" من أبيها أردفت بعصبية:
- عايزاك جوة يا كوتش.
تنهض "فريدة" تقترب إليها:
- احنا هنتغر بعد ما أخدتي الكأس الدهبي وما نسلمش.
أردفت بحب:
- أبدًا يا فوفا، بس عايزة الكوتش.
يجلس "مهيمن" واضعًا قدمًا على الأخرى، قائلًا وهو يرمقها:
- ما تسلمي على الناس.
- إزيكم عاملين إيه؟ أكيد كويسين.
قالتها بتحكم في أعصابها مع ابتسامة مجاملة، ثم توجه نظرها إليه مرة ثانية:
- ممكن تتفضل معايا.
يتدخل "مستقبل" في الحوار ويغييره قائلًا بضحكة صفراء:
- أهلًا يا بوب واحشني والله.
- عملك حاجة الرخم دا.
قالها "مهيمن" وهو يشير عليه، فرد عليه مسرعًا:
- أبدًا دا أنا غلباااان، ولسه جاي من السفر على إيدك، مفيش حمد الله على السلامة؟
- كوتش لو سمحت قوم معايا.
قالتها بإصرار، ابتسمت لها "نايا" وهي تنظر لها بتعجب متسائلة:
- توتا مالك يا قلبي؟ أنتي كنتي نازلة مبسوطة الصبح! حصلك إيه قلبك كده؟
يرد عليها "فادي" بمزاح وهو يضحك:
- هي بنت مين يعني؟
لم ترد عليهما جالسة في هدوء مخادع، برغم كم الصراعات التي تدور برأسها.
ركز "مهيمن" النظر على رقبة ابنه، قام من مجلسه وقال بأمر:
- ورايا يا مستقبل.
لاحظت "نايا" الوشم الذي يستقر على رقبة ابنها المشاغب، تنهض بسرعة تقترب من زوجها الغاضب:
- مهيمن بالله عليك مش والناس قاعدة.
- عاجبك يعني عمايل ابنك.
- علشان خاطري.
أخذ أنفاسه وهو يكز على أسنانه، فجلس مكانه وهو يهز قدمه بضيق.
في هذه اللحظة شعر "مستقبل" وكأنه قد سُكب عليه دلو من الماء المثلج من الخوف من والده، ثم انسحب وهو يغلق قميصه، الذي نسي أن يغلقه وفُضح أمره.
★★★★★★★★
شاب يجلس بجانب صاحبه داخل سيارة.. في أواخر العشرين، ملامحه حادة، طويل القامة، ويده تبرز منها العضلات، والعروق كالأفاعي تمشي تتبختر بحرية داخل يده. يضيق عينيه العسلية التي تشبه رمال الفلاة، ومن نظر بها تاه في أنحائها، يرفع يده يرجع شعره الأسود كغسق الدجى الشديد للخلف، مرددًا:
- ممكن ما تتكلمش في الموضوع دا.
أجابه "وجود" الذي يشبه أخاه التوءم في الملامح والطول، يفرق ما بينهما ذقن أخيه، فيرد بقلة حيلة:
- طيب وبعدهالك.
- ما تخلنيش أندم إني قولتلك، وأنا مقتنع جدًّا بالحياة دي.
أخبره "حازم" بإصرار وقوة، فيرد عليه محذرًا:
- والله خايف عليك.
- وجود أنا قولتلك؛ لأن لازم حد يعرف.. ما تخلنيش أندم.
- تمام ما تزعلش، بس عجبني تغير شخصيتك، بقيت حد تاني خالص، بس اوعى تشوط في أصحابك كمان يا عم احنا مش قدك.
- أنت أخويا وحبيبي.
قالها وهو ينظر له بحب أخوي صادق، فيقول "وجود" وهو يبتسم:
- بتعزف على الوتر الحساس، المهم هتروح معايا؛ لأن الكوتش عامل حفلة مفاجأة لماما وعايز الكل يكون موجود.
انتظر حتى يعطي "حازم" ردًّا، لكن استمر الصمت بينهم، فكان شاردًا بخياله في من تسلب كل إنش فيه، فتفوَّه "وجود":
- سكت ليه؟
- مش عارف هي ليه بتعمل معايا كده؟
- أنت عارف، هي مغرمة بالكوتش وهو فارس أحلامها ومثلها الأعلى، مستحيل تغير دماغ زي دماغ توتا، بنت عنيدة.
رد عليه بابتسامة تحمل ألمًا وأسى:
- نسيت تقول ومغرووورة جدًّا.
فأجابه بتوضيح:
- أختي مش مغروورة، أختي واثقة في نفسها.
- بالله عليك سيبني أمشي، مش عايز اتنكد من معاملتها وطريقتها معايا في الكلام.
- والله هزعل منك، الكوتش موصيني إنك تحضر.
يأخذ "حازم" نفسًا طويلًا وبقلة حيلة يقول:
- ماشي يا وجود لما نشوف أخرتها.
يدخلا الفيلا، تنظر "توتا" إلى سيارة أخيها وتتفاجأ بوجود "حازم" بجانبه، تقول بتأفف:
- ياااااي هي كانت نقصاه.
تنهض من مجلسها حتى تدخل للداخل، لكن صوت أبيها أوقفها:
- توتا اتفضلي خدي شاور وتعالي، مش هسمح النهاردا بأي خناق مفهوم؟