فأردف : ' انا بغير عليك … م كان من حقك إنك ترقصي معاه … انا | مكتبتي 💙
فأردف : " انا بغير عليك … م كان من حقك إنك ترقصي معاه … انا م بسمح إنو شي حقي يكون متاح لي أي زول تاني مهما كان …. و م حنسى التصرف العملتيه دا "
" انا آسفة … م … ختيت حاجة في بالي اصلاً ، ش… شفتو ولد صغير شديد م … م كنت عارفة انك ممكن تضايق كدا "
و ها قد فاز عليها مجدداً … و سحب البُساط من أسفل قدميها لتجد نفسها فجأة تعتذر و تبرر موقفها لهُ بالرغم من أنهُ راقص إمرأة هو الآخر .
" عايزاني ازعل منك ؟ " همس متسائلاً …
فهزت رأسها نافية .
" م تتكلمي معاي بي إسلوب زي الاسلوب القبيل دا تاني "
" نبيل ! انت كنت بتتجاهلني "
" دا كان رد فعل لي تصرف بدر منك … و م كنت حقدر احاسبك عليه وقتها … إضافة لي انو … من اول يوم عرفتيني فيه لحدي الليلة … حصل يوم سمعتي صوتي علا عليك أو اتكلمت معاك بعصبية ؟ "
صمتت و كأنها تُحاول التذكر فاكتفت بهز رأسها نفياً في النهاية …
" معناها م تتكلمي تاني بإسلوب زي كدا "
" طيب … ممكن … ممكن لو سمحت تخليني أنزل ؟ انا م مرتاحة كدا "
إلتوى ثغره بابتسامة صغيرة جانبية : " م مرتاحة ؟ ولا خجلانة ؟ "
" شوف ؟ الاتنين … نزلني"
" اوكي "
انزلها على الارض مجدداً و ابتعد من أمامها قليلاً … استنشقت بعض الهواء ثم ابتعدت عنه بعدة خُطوات و لكنها أحست بكفه وهو يسحب ربطة الشعر المخملية من على شعرها … فانسدل شعرها إلى أسفل ظهرها … توقفت لثواني ثم التفتت عليه ببطئ لتجده يُمسك بالربطة بينما قربها من أنفهِ وهو يستنشق رائحة عطر شعرها التي ثبتت عليها . ظلت تنظر إليه ، و كادت تتقيأ من شدة الإضطراب عندما و جدت كفاه يحاولان فتح ذلك الحزام الذي أحاط بخصرها … ضربها التوتر و ازدردت ريقها عدة مرات و عندما شعر هو بهذا ، مرر كفه على شعرها قائلاً بهمس : " جمالك اتجاوز جمال آفروديت … لو الإغريق شافوك كنتي … انتي حتكوني آلهة الجمال "
رمى الحزام بعيداً و أضاف : " و الإغراء "
إنحنى بخفة ليُقبل شفتيها برقة ثم ابتعد عنها وهو ينظر في عينيها مضيفاً بصوتٍ ثقيل : " و الرغبة "
و بالرغم من ثقته في تأثير كلماته و اسلوبه و لمساته عليها إلا أنهُ لم يتوقع أن تبادلهُ هي القُبل هذه المرة … شعر بنشوة الإنتصار بداخل كل خلية بجسدهِ . حملها بنفس الطريقة مجدداً ، محيطاً خصرهُ بساقيها … حتى تُصبح قريبةً منهُ بالطول . قبلا بعضهما ثم انتقل هو بقبلاتهِ نحو عُنقها … وضعها على الفراش و بحركة سريعة خلع عنه قميصه ، اعتلاها لينال أخيراً ما أرادهُ منذ أول يوم رآها فيه أمامه في صالة الرقص .
________
كان ممداً على فراشه ينظر إلى السقف بينما سالت دموعه على جنبي وجهه لاجتراره شريط ذكرياته مع والدته … إنقلب على جنبه وهو يحتضن ثوبها الذي لا زال محتفظاً برائحتها . ذكريات كثيرة تزاحم عينيه كل ليلة ليفيض الدمع منها بحرقة عليها و على فراقها . أذن الفجر و بالتزامن معه علا رنين منبه جواله … أغلق المنبه ثم مسح دموعه وهو يهمس : " استغفر الله العظيم و اتوب اليه " انسحب من الفراش نحو الحمام ليتوضأ و عندما خرج وجد زياد يفرش سجادتي الصلاة لهما … منذ أن تُوفيت والدتهما وهم يحرصان على اداء صلاة الفجر على الأقل جماعة … ليدعيا لوالدتهما بعدها …. و في جلستهما لإنتظار الإقامة يقوم كل منهما بقراءة أذكار الصباح … و كانت هذا ما تقوم به والدتهما … و بالرغم من أنهما حينها لم يكونا يهتمان كثيراً بروتينها اليومي هذا … إلا أنهما استشعرا قيمته و البركة التي كانت تحيط بها و بهما بسببه بعد رحيلها . بعد الصلاة غادر زياد الغرفة ليترك زين الذي عاد مجدداً إلى فراشه و بدون قصد منه انغمس في افكاره و مشاعر شوقه لوالدته مجدداً …. إلى أن سمع صوت طرقات على باب غرفتهِ و هنا عاد لواقعه مجدداً .
" ايوه … اتفضل " قالها وهو يجلس .
فانفتح الباب لتطل منهُ سويداء : " صباح الخير يا عسل "
" صباح النور يا قلب العسل " اجاب بابتسامة …
" قوم استحم و جهز نفسك ، عمو عبدالله صاحب أبوك جاي عشان تسلمو عليه "
" مش امبارح كان معانا ؟ "
" آي ، لاقيتو ؟ "
" لا م لاقيتو لكن لاقيت بتو "
" نور … متذكرها ؟ كانت بتلعب معاكم … كانت اكبر منكم بسنة تقريباً "
" آي متذكرها "
" غايتو زمن ، كبرتو و كبرتونا معاكم "
" سنة الحياة "
" طيب يلا قوم جهز نفسك عشان ابوك لو سأل منكم تجو طوالي و عشان بالمرة تفطر "
" الساعة كم هسه ؟ "
" ٩ "
" اوكي تمام "
ابتسمت لهُ بلطف ثم سحبت الباب خلفها .
_________
بعد مرور نصف ساعة…. كان يقف أمام المرآة … رتب شعره ثم رش على قميصه القطني بعض العطر ليغادر غرفتهُ … هبط مدرجات السلم متجهاً نحو الأسفل و فجأة توقف عندما سمع صوت حديث بين والدهُ و عمتهُ إنتصار و اللذان كانا في الجلسة الموجودة أسفل السلم مباشرة و بدا أنهما بانتظار الإفطار .