' كلمتهم إنو ماف طريقة لي عرس و و حاجات زي دي …. عقد في الجامع | مكتبتي 💙
" كلمتهم إنو ماف طريقة لي عرس و و حاجات زي دي …. عقد في الجامع و خلاص . "
" و البت صغيرة ولا كبيرة ؟ "
" م صغيرة و م كبيرة …. ٣٢ سنة … مناسبة جداً بالنسبة لي "
إلتقى حاجبي زين باستغراب … و انحنى برأسهِ قليلاً ليفهم ما الذي يتحدثان عنه ، راجياً الله ألا يكون ما خطر في باله صحيحاً .
" والله طبعاً يا سليمان يا اخوي … انا بتهمني مصلحتك و راحتك بس …. أهم شي إنها م تكون داخلة على طمع "
" لا إطلاقاً … كانت من الموظفين العندي ف شركة الدواء … بت مهذبة و مسكينة و ف حالها "
" طبعاً انا م حعرفها أكتر منك ، لكن وقت قلت عليها كدا … يبقى عداها العيب "
تنهد : " م عارف … نعقد في الايام الجاية ولا انتظر شوية … عشان الناس كمان م تاكل وشي "
أصدرت إنتصار صوت استنكار بفمها و هي تقول : " اججججي ؟ و من متين انت بتشتغل بكلام الناس ؟ الناس غير الكلام بيعملو شنو ؟ و بعدين انت م عملت شي عيب ولا حرام … حاجة كفلها ليك الشرع …. عرس ساي يا ولد … و الله يعدلها عليك محل م تقبل "
إلتفت كل من إنتصار و سليمان باتجاه السلم عندما سمعا صوت زين الذي هبط مدرجات السلم بسرعة وهو يضحك متسائلاً : " يعني إنت المهم بس بالنسبة ليك الناس صح ؟ و نظرتهم و خلاص ؟ "
تمتمت إنتصار : " دا جا من وين كمان بسم الله "
" إنت كنت بتتصنت علينا ؟ " هدر سليمان بغضب .
و كان هذا هو اسلوبه … أن يجرك من مكانة السائل إلى مكانة المبرر … الذي يبرر لما قام بالفعل الفُلاني … و لكن زين كان يعرف هذا الأسلوب جيداً و لم يسمح لهُ بقلب الطاولة عليه … فوجه سؤالاً مباشراً له :
" أبوي إنت عايز تعرس ؟ "
" أيوه … عندك اعتراض ؟ هل عملت شي حرام ؟ "
لمعت عينيه بغيظ : " يعني م شايف إنو حرام كونو مرتك و ام اولادك م كملت حتى ٣ شهور و انت عايز تعرس واحدة تانية ؟"
" لا … و م مُحتاج اوريك السبب شنو او ابرر ليك "
إرتجف جسده … و تشنجت حركة فمه وهو يُحاول عبثاً كبح دموعه التي سالت رغماً عنه و جاء صوته مخنوقاً وهو يسأل :
" إنت لي كدا ياخ ؟ لي بتعمل كدا ؟ ياخ أنا أُمي ماتت بي سبب سوء ظنك و هسه جاي تقول عايز تعرس ؟ "
" ثواني ثواني … أمك ماتت بي سبب سوء ظني ؟ "
" ايوه بي سبب سوء ظنك ، انا كنت بتعالج في عيادة نفسية من المعيشني إنت فيه … و انت جيت و جبتها معاك عشان تثبت ليها اني الابن الضال التافه و الفاجر و … "
قاطعه ُ سليمان بغضب و بصوت عال :
" أسكت يا عاق يا حقير …. أمك ماتت وهي جارية وراك عشان تترجاك تسمع منها ، كانت ماشية وراك نسيت ؟ "
خرجت سويداء التي كانت تشرف على الطباخة التي تعد في الإفطار من المطبخ بسبب صوت سليمان … إتسعت عينيها باستغراب و اتجهت نحوهم وهي تتسائل : " في شنو ؟ " و لكن لم يسمعها أحد مع صوت سليمان الذي أردف :
" أُمك ماتت بي سببك يا زين … لو م عارف أعرف … و م حيجي شافع زيك يوريني أنا مفروض أعمل شنو … "
ضغط على أسنانه بقوة وهو يقول : " انت مستحيل تكون إنسان "
" اما إنك ولد قليل ادب و م متربي … دا اسلوب تتكلم بيه مع أبوك " صرخت إنتصار …
نظر إليها ثم عاد بنظراته نحو والده الذي قال : " م تحس إنك عندك قيمة و وزن و انو من حقك تقيف قدامي و توريني المفروض أعملو ، إنت من دوني أنا لا تسوى شيئ … شوية ولد فاشل بينجح بالعافية في مواد الجامعة … و م بقا بيجيب درجات إلا بعد أمو ماتت ، و دا م حيغير نظريتي فيك … كنت و لا زلت اسوء و أفشل ولد عندي ، عاق و قليل ادب و م بتسمع الكلام … كنت زمان بمشي ليك عشان أُمك … بس هسه م عندي مانع ادوس عليك زيك و زي أي حشرة لأنو اصلاً دا مقامك عندي …. يا إما تتعدل و تمشي ف دربك عديل يا إما حخليك تندم على إني أبوك "
بكى بحرقة وهو يقول : " حتخليني اندم ؟ أنا اصلاً ندمان إنك أبوي … انت اسوء شي ف حياتي…. انا … انا بكرهك شديد ….. ياريتني لو مت أنا بدل أُمي "
" كرهك لي م حيدخلني النار … لكن مليون ف المية حيخليك انت ف قاع جهنم "
" جهنم؟ و العايش فيه هسه دا م جهنم يعني ؟ "
" انت تستاهل كسر الرقبة يا سليط اللسان دا شنو البتقول فيه دا " صرخت إنتصار .
إتجه سليمان نحوه و بقوة صفعه عدة مرات … حتى صرخت سويداء و ركضت نحوهما لتمسك اخيها من إبنه . خلص زين نفسه و اتجه نحو الباب ليقول سليمان : " لو طلعت من الباب دا انا متبري منك … و م عندي ليك شي ، أبقى أكل نفسك و ادفع مصاريف جامعتك و عيش براك "
لم يجبهُ زين و اكمل طريقهُ لتصرخ سويداء وهي تُمسك بقميصه من الخلف :
" زين م تطلع "
صرخ عليها : " ياخ سيبيني "
وقفت أمامه و أمسكت بكلتا يديه وهي تترجاه : " الله يرضى عليك … حلفتك برب العباد م تطلع يا ولدي م تطلع "
" انا م عندي قعاد هنا "
" انت غضبان … اطلع اوضتك و انا حجي اتكلم معاك "
كان يشهق بقوة بينما يرتجف جسده : " قلت ليك م عندي قعدة هنا … انا الشي الوحيد الكان مخليني استحمل البيت دا أُمي …. تاني م عندي سبب "