قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من أراد أن ينظر إلى وصية محمد التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} إلى قوله {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} الآية.
• {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} إلى آخر الآيات الثلاث في آخر سورة الأنعام، التي آخرها: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
- {أَتْلُ} أي: أقرأ - {مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} دلّ على أن التحليل حقٌّ للربوبية؛ فالرب هو الذي يحلِّل ويحرِّم؛ لا ما حرّمتموه، أو حرّمه أولياؤكم من الشياطين من الإنس والجن، كالأنعام التي يحرِّمونها للأصنام . ... بدأ بأعظم المحرَّمات فقال: {أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ، فأعظم المحرمات هو : الشرك بالله سبحانه ؛
فإذا قيل لك: ما هو أعظم المحرّمات؟ تقول : الشرك بالله عز وجل، . وإذا قيل لك: ما أعظم ما نهى الله عنه؟ تقول : الشرك بالله ؛ . وإذا قيل : ما أعظم المنكرات؟ تقول: الشرك بالله؛ . وإذا قيل: ما هو أكبر الكبائر؟ تقول: الشرك بالله، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أكبر الكبائر : الشرك بالله". ... - فالشرك والعياذ بالله هو أخطر الذنوب، - وأعظم ذنب عُصي الله به، وهو: عبادة غيره معه سبحانه وتعالى بصرف أيِّ نوع من أنواع العبادة لغير الله. ... فقوله : {أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} هذا نهيٌ من الله سبحانه وتعالى عن الشرك به؛ وهو أعظم ما حرم ربكم عليكم؛ فأنتم تستحلُّون أعظم المحرّمات وهو الشرك . ... وكلمة {شَيْئاً} يقول العلماء : نكرة في سياق النهي تعمُّ كلّ ما عُبد من دون الله عز وجل، - سواءً كان مَلَكاً - أو نبياً - أو وليًّا - أو صالحاً من الصالحين - أو شجراً - أو حجراً - أو قبْراً أو غير ذلك؛ كله يعمُّه كلمة: " {شَيْئاً} " فهي كلمة عامة؛ يعني: أي شيء من الأشياء لا يجوز أن يُصرف له شيء من عبادة الله سبحانه وتعالى . ... وأيضاً {أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} يشمل : - كل أنواع الشرك الأكبر والأصغر، فليس هناك شيء من الشرك يُتَسامَح فيه لا أكبر ولا أصغر .... و لا يجوز أن يُصرف شيءٌ من العبادة لغير الله، - لا النذور، - ولا الذبائح، - ولا الطواف، - ولا الدعاء، - ولا الخوف، - ولا الرجاء، - ولا الرغبة، - و لا الرهبة؛ لا يجوز ذلك سواءً كان • شركاً أكبر • أو شركاً أصغر، سواء كان • شركاً جَلياً ظاهراً • أو شركاً خفياً في القلوب
يتبع إن شاء الله ... التوحيد دعوة الرسل https://t.me/haqallahalaalabeed ... *25*