2021-10-13 10:03:01
دستور مبسط لمحاسبة النفس
يقول السيد مهدي الصدر [طاب ثراه]:
لقد ذكر المعنيّون بدراسة الأخلاق دستور المحاسبة والمراقبة بأُسلوب مفصّل ، ربّما يشقّ على البعض تنفيذه ، بيد أنّي أعرضه مُجملاً ومُيسّراً في أمرين هامّين :
1 - أوّل ما يجدر محاسبةُ النفس عليه ، أداء الفرائض التي أوجَبها اللّه تعالى على الناس كالصلاة والصيام والحجِّ والزكاة ونحوها من الفرائض ، فإنْ أدّاها المرء على الوجه المطلوب شكَر اللّه تعالى على ذلك ورجّى نفسه فيما أعدَّ اللّه للمطيعين مِن كرَم الثواب وجزيل الأجر .
وإنْ أغفلها وفرّط في أدائها خوّف نفسه بما توعّد اللّه العُصاة والمتمرّدين عن عباده بالعقاب الأليم ، وجدّ في قضائها وتلافيها .
2 - محاسبة النفس على اقتراف الآثام واجتراح المنكرات ، وذلك : بزجرها زجراً قاسياً وتأنيبها على ما فرّط مِن سيّئاتها ، ثمّ الاجتهاد بملافاة ذلك بالندم عليه ، والتوبة الصادقة منه .
وكان بعض الأولياء يُحاسب نفسه بأُسلوبٍ يستثير الدهشة والإكبار : من ذلك ما نُقِل عن توبة بن الصمّة ، وكان مُحاسباً لنفسه في أكثر أوقات ليله ونهاره ، فحسب يوماً ما مضى مِن عمره فإذا هو ستّون سنة ، فحسِب أيّامها فكانت إحدى وعشرين ألف يوم وخمسمِئة يوم ..
فقال : يا ويلتاه !! ، ألقى مالكاً بإحدى وعشرين ألف ذنب ، ثمّ صُعِق صَعقةً كانت فيها نفسه .
أخلاق أهل البيت - ص263-271
75 viewsAala, 07:03