2022-05-01 05:41:33
اليوم، لم يبقَ لي سوى أملٍ ضئيل. في السابق، كنتُ أبحث! كنتُ أتنقّل طوال الوقت. كنتُ أنتظر شيئًا ما. ما هو؟ ما كنتُ أدري. لكنّي كنتُ أحسب أن الحياة لا يمكن أن تكون ما كانت عليه، أيّ لا شيء. كان لا بدّ للحياة أن تكون شيئًا ما وكنتُ أنتظر أن يحصل هذا الشيء، وكنتُ أبحث عنه.
أحسبُ الآن أن لا شيء يُنتظر لذا ألازم غرفتي، جالسًا على الكرسي، لا أفعل شيئًا.
أحسبُ أنّ ثمّةَ حياة في الخارج ولكن. في هذه الحياة، لا يحصل شيء. لا شيء من أجلي.
من أجلِ الآخرين، رُبما يحصل شيء. لا شيء من أجلي.
أنّي هُنا، جالسٌ على الكرسي، في بيتي. أحلم قليلًا، لا، ليسَ هذا حقًّا. بمَ عساني أحلم؟ أنّي جالسٌ هُنا، وهذا كلّ شيء. لا يسعني أن أقول أنّني على خير ما يُرام، فليسَ من أجل رغدي أبقى هُنا، لا، على العكس.
أحسبُ أنّني لا أحسنُ صنيعًا ببقائي هُنا، جالسًا، وأنًهُ، في آخر الأمر، سيتوجّب عليَّ، فيما بعد، أن أنهض. أشعر بضيقٍ غامضٍ جراء بقائي جالسًا، لا أفعل شيئًا منذ ساعات، أو أيام، لا أدري. فير أنّي لا أجد سببًا لكي أنهض وأفضل أي شيء. فأنا لا أرى، على الاطلاق، ماذا عساني أفعل؟
طبعًا، بإمكاني أن أرتّب المكان قليلًا، أن أنظّف قليلًا، بلى بإمكاني. فالمكان وسخ، مُهمل.
كان ينبغي، على الأقلّ أن أنهض لأفتح النافذة، فالمكان ينضح برائحة الدخان، والعفن ووخم المقفول.
هذا لا يزعجني. أو أنّهُ يزعجني قليلًا ولكن ليسَ إلى الحدِّ الّذي يجعلني أنهض. أنّي معتاد على هذه الروائح، ولا أشمّها، ولكنّي أقول ماذا، لو بمحض المصادفة، دخل عليَّ أحدٌ ما...
غير أنّ لا وجود (لأحدٍ ما)
لا أحد يدخل.
آغوتا كريستوف، أمس.
165 viewsمُنْتَصِر الطَّاهِر., 02:41