Get Mystery Box with random crypto!

بُوح الرُّوح ؛ قصص وعبر

لوگوی کانال تلگرام saleh_stories2020 — بُوح الرُّوح ؛ قصص وعبر ب
لوگوی کانال تلگرام saleh_stories2020 — بُوح الرُّوح ؛ قصص وعبر
آدرس کانال: @saleh_stories2020
دسته بندی ها: حیوانات , اتومبیل
زبان: فارسی
مشترکین: 7.71K
توضیحات از کانال

◎ بُوح الرُّوح القصصيّة ◎
● قال تعالى : {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
• مجموعة رائعة من القصص الواقعية والعملية، فيها المتعة والفائدة، والتشويق والحكمة.
✓ للإشتراك بالقناة "إضغط على طلب الإنضمام"

Ratings & Reviews

4.50

2 reviews

Reviews can be left only by registered users. All reviews are moderated by admins.

5 stars

1

4 stars

1

3 stars

0

2 stars

0

1 stars

0


آخرین پیام ها 46

2021-08-23 09:33:01 القسم -

يوسف بن تاشفين أمير المسلمين وقائد المرابطين فكانت أكثر من خمس عشرة دولة إفريقية قد دخلها الإسلام على يدِ هذا المجاهد البطل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني رحمه الله، هذا الرجل الذي كان إذا دعا إلى الجهاد في سبيل الله - كما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية - كان يقوم له خمسمائة ألف مقاتل؛ أي: نصف مليون من المقاتلين الأشداء، غير مَنْ لا يقومون من النساء والأطفال، وغير بقية الشعوب في هذه البلاد من أعداد لا تُحْصَى قد هداها الله على يديه.

وما من شَكٍّ أنه كلما صَلَّى رجل صلاة في النيجر أو في مالي أو في نيجيريا أو في غانا، وكلما فعل أحد منهم من الخير شيئًا أُضيف إلى حسنات الشيخ

أبو بكر بن عمر اللمتوني ومَنْ معه رحمهم الله.

استشهاد أبي بكر بن عمر اللمتوني
ويذكره الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، فيقول: «أبو بكر بن عمر أمير الملثَّمِينَ، كان في أرض فرغانة، اتَّفَقَ له من الناموس[16] ما لم يَتَّفق لغيره من الملوك، كان يركب معه إذا سار لقتال عدوٍّ خمسمائة ألف مقاتل، كلٌّ يعتقد طاعته، وكان يُقيمُ الحدود ويحفظ محارم الإسلام، ويحوط الدين، ويسير في الناس سيرة شرعية، مع صحَّة اعتقاده ودينه، وموالاة الدولة العباسية، أصابَتْه نُشَّابَةٌ في بعض غزواته في حلقه فقتلتْه...» [17]. ثم ها هو ذا –رحمه الله- وبعد حياة طويلة متجرِّدة لله تعالى يستشهد في إحدى فتوحاته في سنة 480هـ=1087م.

يوسف بن تاشفين أمير المسلمين وناصر الدين
كانت بداية حديثنا عن تاريخ المرابطين هي سنة (440هـ=1048م) وكانت البداية برجل واحد فقط هو الشيخ عبد الله بن ياسين، والآن بعد ثمانٍ وثلاثين سنة فقط، وتحديدًا في سنة (478هـ=1085م) يُصبح يوسف بن تاشفين رحمه الله زعيم هذه الدولة العظيمة، ويُسَمِّي نفسه: أمير المسلمين وناصر الدين، وحين سُئِل لماذا لا تتسَمَّى بأمير المؤمنين؟ أجاب: «حاشا لله أن نتسمَّى بهذا الاسم، إنما يتسمى به خلفاء بني العباس؛ لكونهم من تلك السلالة الكريمة؛ لأنهم ملوك الحرمين: مكة، والمدينة، وأنا رجلهم، والقائم بدعوتهم»[18].

كان العباسيون في هذه الفترة لا يملكون سوى بغداد فقط، وكان يوسف بن تاشفين يُريد للمسلمين أن يكونوا تحت راية واحدة، ولم يُرِد –رحمه الله- أن يشقَّ عصا الخلافة العباسية، ولا أن ينقلب على خليفة المسلمين، وكان يتمنَّى أن لو استطاع أن يضمَّ قوَّته إلى قوَّة الخليفة العباسي هناك، ويُصبح رجلاً من رجاله في هذه البلاد؛ فقال مجمِّعًا مؤمِّلاً: وأنا رجلهم في هذا المكان. وهذا هو الفقه الصحيح، والفهم الشامل للإسلام

يتبع ان شاء الله
__
د.راغب السرجاني
[1] الصلابي: دولة المرابطين، ص63.
[2] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 19/253.
[3] ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 9/99.
[4] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص134، وابن الخطيب: أعمال الأعلام القسم الثالث، ص232، والسلاوي: الاستقصا، 2/22.
[5] ظهر هذا الرجل- وكان اسمه حاميم- سنة 313هـ، وأرسل إليه عبد الرحمن الناصر رحمه الله مَنْ قتله سنة 315هـ، ويذكر المؤرخون أن أتباعه عادوا إلى الإسلام بعد قتله، على أن ابن خلدون يذكر أن قد تنبَّأ بعده رجل آخر من غمارة، ولم يذكر تاريخ ذلك، وأنهم حتى أيام ابن خلدون كانوا يمارسون السحر، وقد ذكروا الكثير من بدع حاميم هذا.
[6] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص99.
[7] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص98، 99، وتاريخ ابن خلدون، 6/216، والسلاوي: الاستقصا، 1/148، 249.
[8] ظهر صالح بن طريف هذا في أيام هشام

| https://t.me/Saleh_Stories2020
873 views06:33
باز کردن / نظر دهید
2021-08-23 09:32:01 القسم -

قبيلة برغواطة

هي قبيلة أخرى من قبائل البربر في تلك المنطقة، على رأسها كان رجل يُدعى صالح بن طريف بن شمعون[8]، وقد ادَّعى-ذلك الذي لم يكن بصالح- النبوة، وفرض على الناس
خمس صلوات في الصباح وخمسًا في المساء، وفرض عليهم وضوء المسلمين نفسه، بالإضافة إلى غسل السرة وغسل الخاصرتين، كما حرم عليهم الزواج من بنات أعمامهم، وجوَّز لهم الزواج بأكثر من أربعة، ومع كل هذا فقد كان يَدَّعي أنه من المسلمين[9].

وكان الأمير على برغواطة أيام ظهور المرابطين أبا حفص عبد الله من أحفاد صالح بن طريف، وقد بدأ المرابطون بحربهم في أيام الشيخ عبد الله بن ياسين وقد قُتل الشيخ في حروبهم، فلما مات أوصى المرابطين باستكمال حربهم وبألاَّ يَهِنُوا في حربهم أو يجبنوا، وبمجرَّد أن واراه أبو بكر بن عمر عاد لحرب برغواطة، ولم يتركهم الأمير أبو بكر إلاَّ بعد أن هزمهم شرَّ هزيمة.

قبيلة زناتة
كانت قبيلة زناتة من القبائل السنية في المنطقة، وقد تفشَّى فيهم الظلم، فكانوا يسلبون وينهبون مَنْ حولهم، والقوي فيهم يأكل الضعيف، ويجمل حالهم قول السلاوي: «استبد أمراء الأطراف وملوك زناتة بالمغرب كلٌّ بما في يده، وعُدم الوازع، وتصرَّفوا في الرعايا بمقتضى أغراضهم وشهواتهم»[10].

وكذلك كانت الحروب قد بدأت بين المرابطين والزناتيين من أيام عبد الله بن ياسين، وقد استطاع المرابطون فرض سيطرتهم على الكثير من مناطق زناتة في عهد عبد الله بن ياسين أيام يحيى بن عمر وأخيه أبي بكر، وظلَّ أبو بكر على حرب زناتة وبطونها، وفرض سيطرته على أراضيهم بعد موت الشيخ ابن ياسين، وقد أوصى أبو بكر يوسفَ باستكمال حربهم، وألاَّ يتوقَّف عن ذلك.

كان من هذا القبيل الكثير والكثير الذي يكاد يكون قد مرق من الدين بالكلية، وقد كانت هناك قبيلة أخرى تعبد الكبش وتتقرَّب به إلى ربِّ العالمين، وبالتحديد في جنوب المغرب، تلك البلاد التي فتحها عقبة بن نافع ثم موسى بن نصير[11].

يوسف بن تاشفين وصناعة الدولة
شقَّ ذلك الوضع كثيرًا على يوسف بن تاشفين رحمه الله، فأخذ جيشه –الذي كان قد بلغ أربعين ألفًا([12]) وانطلق إلى الشمال وحاربته كل القبائل الأخرى في المنطقة، حتى حاربته قبيلة زناتة السُّنِّيَّة، وبمرور الأيام بدأ الناس يَتَعَلَّمُون منه الإسلام، ويدخلون في جماعته المجاهدة[13].

وبعد رجوع الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني في سنة (468هـ=1076م) وبعد خمس عشرة سنة من الدعوة - كما ذكرنا - في جنوب السنغال وأدغال إفريقيا، يرى يوسفَ بن تاشفين رحمه الله الذي كان قد تركه على شمال السنغال وجنوب موريتانيا فقط في سنة (453هـ=1061م) يراه أميرًا على السنغال بكاملها، وموريتانيا بكاملها، والمغرب بكاملها، والجزائر بكاملها، وتونس بكاملها، وعلى جيش يصل إلى مائة ألف فارسٍ غير الرجَّالة، يرفعون راية واحدة ويحملون اسم المرابطين.

وجد أبو بكر بن عمر اللمتوني كذلك أن هناك مدينة قد أُسست على التقوى لم تكن على الأرض مطلقًا قبل أن يغادر، وتلك هي مدينة مَرَّاكُش، والتي أسسها الأمير يوسف بن تاشفين، وكان أول بناء له فيها هو المسجد الذي بناه بالطين والطوب اللبن، تمامًا كما فعل رسول الله r، وكان يحمل بنفسه الطين مع الناس تشبُّهًا أيضًا بالرسول[14]، وهو الأمير على مائة ألف فارسٍ[15].

وكذلك وجد الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني رجلاً قد أسس دولة لم تُعرف في المنطقة منذ سنوات وسنوات، ثم هو بعد ذلك يراه زاهدًا متقشِّفًا ورعًا تقيًّا، عالمًا بدينه، طائعًا لربه، فقام الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بعملٍ لم يحدث إلاَّ في تاريخ المسلمين فقط، حيث قال ليوسف بن تاشفين: أنت أحقُّ بالحكم مني؛ أنت الأمير، فإذا كنتُ قد استخلفتُك لأجلٍ حتى أعود، فإنك تستحقُّ الآن أن تكون أميرًا على هذه البلاد، أنت تستطيع أن تجمع الناس، وتستطيع أن تملك البلاد وتنشر الإسلام أكثر من ذلك، أمَّا أنا فقد ذقت حلاوة دخول الناس في الإسلام، فسأعود مرَّة أخرى إلى أدغال إفريقيا أدعو إلى الله هناك.

أبو بكر بن عمر اللمتوني رجل الجهاد والدعوة
نزل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني –رحمه الله- مرَّة أخرى إلى أدغال إفريقيا يدعو من جديد، فأدخل الإسلام في غينيا بيساو جنوب السنغال، وفي سيراليون، وفي ساحل العاج، وفي مالي، وفي بوركينا فاسو، وفي النيجر، وفي غانا، وفي داهومي، وفي توجو، وفي نيجيريا وكان هذا هو الدخول الثاني للإسلام في نيجيريا؛ حيث دخلها قبل ذلك بقرون، وفي الكاميرون، وفي إفريقيا الوسطى، وفي الجابون.
621 views06:32
باز کردن / نظر دهید
2021-08-23 09:31:01 قـصـص و؏ــبـر

•━════━•ஜ ஜ•━════━•

#قصة_الأندلس_من_الفتح_حتى_السقوط(94)
القسم -
عصر المرابطين
يوسف بن تاشفين أمير المسلمين وقائد المرابطين

أبو بكر بن عمر اللمتوني 480هـ=1087م
بعد الشيخ عبد الله بن ياسين يتولَّى الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين في سنة (451هـ=1059م)، وقد جُمعت له الزعامة الدينية والسياسية، فلقد كان من علماء المرابطين، وفي خلال سنتين من زعامته لهذه الجماعة الناشئة يكون قد ظهر في التاريخ ما يُعرف بدويلة المرابطين، وأرضها آنذاك شمال السنغال وجنوب موريتانيا، وهي بعدُ لا تكاد تُرى على خريطة العالم.

فتنة بين جدالة ولمتونة
وفي سنة (453هـ=1061م) بعد سنتين من تولِّي الشيخ أبي بكر بن عمر اللمتوني زعامة المرابطين، يَسْمَع بخلاف قد نشب بين جدالة ولمتونة وأصبح فتنة، ومن المؤرخين من يقول: إن الفتنة كانت بين مسوفة ولمتونة. فتوجَّه أبو بكر بن عمر اللمتوني بقسم من المرابطين ليحلَّ الخلاف بين المتصارعين هناك، تاركًا زعامة المرابطين لابن عمِّه يوسف بن تاشفين.

الدعوة إلى الإسلام
وبعد أن استطاع أبو بكر بن عمر اللمتوني أن يحلَّ الخلاف ويطفئ نار الفتنة التي اشتعلت، إذا به يتوجه إلى السودان وهي المناطق الجنوبية للمغرب العربي ليدعو أهل هذه المناطق إلى الإسلام، ولقد وجد قبائل وثنية لا تعبد الله بالكلية، وجدها تعبد الأشجار والأصنام وغير ذلك، وجد قبائل لم يصل إليها الإسلام قط.

أقبل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بسبعة الآلاف الذين معه يُعَلِّمُونهم الإسلام ويُعَرِّفُونهم دين الله، وبصبرٍ شديدٍ ظلَّ أبو بكر بن عمر اللمتوني يدعوهم إلى الإسلام، فدخل منهم جمع كثير وقاومه جمع آخر؛ ذلك أن أهل الباطل المستفيدين من وجود الأصنام لا بُدَّ أن يحافظوا على مصالحهم؛ فالتقى معهم في حروب طويلة.

ظلَّ الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني يتوسَّع في دعوته، ويتنقل من قبيلة إلى قبيلة، وفي سنة 468هـ=1076م وبعد خمس عشرة سنة كاملة من تركه جنوب موريتانيا وهو زعيم على دويلة المرابطين، يعود رحمه الله بعد مهمَّة شاقَّة في سبيل الله تعالى يدعو إلى الله على بصيرة، فيدخل في دين الله مَنْ يدخل، ويحارب مَنْ صدَّ الناس عن دين الله عزَّ وجل حتى يَرُدَّه إلى الدين، أو يَصُدَّه عن صَدِّه.

لقد كان أبو بكر بن عمر من أعظم قادة المرابطين، وأتقاهم وأكثرهم ورعًا ودينًا، وحبًّا للشهادة في سبيل الله، وساهم في توحيد بلاد المغرب، ونشر الإسلام في الصحارى القاحلة وحدود السنغال والنيجر، وجاهد القبائل الوثنية حتى خضعت وانقادت للإسلام والمسلمين، ودخل من الزنوج أعداد كبيرة في الإسلام، وساهموا في بناء دولة المرابطين الفتيَّة، وشاركوا في الجهاد في بلاد الأندلس، وصنعوا مع إخوانهم المسلمين في دولة المرابطين حضارة متميِّزة[1].

يوسف بن تاشفين "400-500هـ= 1009-1106م".
يصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء فيقول: كان ابن تاشفين كثير العفو، مقرّبًا للعلماء، وكان أسمر نحيفًا، خفيف اللحية، دقيق الصوت، سائسًا، حازمًا، يخطب لخليفة العراق[2].

ووصفه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) بقوله: كان حليمًا كريمًا، دَيِّنًا خَيِّرًا، يُحِبُّ أهل العلم والدين، ويحكِّمهم في بلاده، ويبالغ في إكرام العلماء والوقوف عند إشارتهم، وكان إذا وعظه أحدُهم خشع عند استماع الموعظة، ولان قلبُه لها، وظهر ذلك عليه، وكان يُحِبُّ العفو والصفح عن الذنوب العظام[3].

ولم تكن دولة المرابطين التي تركها الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني في يد ابن عمه يوسف بن تاشفين قد استقرت بعد؛ لذا أوصى أبو بكر خليفته على الدولة بقتال بني يفرن وزناتة ومغراوة؛ وهم القوى الثلاث الرئيسة التي تُناوئ المرابطين[4].

نظر يوسف بن تاشفين في شمال موريتانيا (المنطقة التي تعلوه) وفي جنوب المغرب العربي فرأى من حال البربر الذين يعيشون في هذه المنطقة وبالتحديد في سنة (453هـ=1061م) - أمورًا عجيبة؛ منها:

قبيلة غمارة
هي من قبائل البربر وقد وُجِد فيها –قبل أكثر من مائة عام من ذلك الوقت رجلاً يُدعى حاميم بن من الله يَدَّعي النبوة، والغريب أنه لم يُنكر نبوة رسول الله r، بل قال: إنه نبي على دين الإسلام. ثم أخذ يُشرِّع للناس شرعًا جديدًا، وهم يَتَّبِعُونه في ذلك، ويظنُّون أن هذا هو الإسلام[5].

وقد فرض حاميم بن من الله على قبيلته صلاتين فقط في اليوم والليلة؛ إحداها في الشروق والأخرى في الغروب، وبدأ يُؤَلِّف لهم قرآنًا بالبربرية، ووضع عنهم الوضوء، ووضع عنهم الطُّهر من الجنابة، كما وضع عنهم فريضة الحج، وحرَّم عليهم أكل بيض الطيور، وأحلَّ لهم أكل أنثى الخنزير، وأيضًا حرَّم أكل السمك حتى يُذبح[6]، وإنه لخلطٌ وسَفه بَيِّنٌ خاصة حين يَدَّعِي أنَّه من المسلمين، كما أنه من العجب أن يَتَّبِعَه الناس على هذا الأمر، ويعتقدون أن هذا هو الإسلام[7].
690 views06:31
باز کردن / نظر دهید
2021-08-22 19:04:01 قـصـص و؏ــبـر

•━════━•ஜ ஜ•━════━•

| قصة زيد بن عمرو بن نفيل


ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ : "ﺭﺃﻳﺖ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧُﻔَﻴﻞ ﻗﺎﺋﻤًﺎ ﻣُﺴﻨِﺪًﺍ ﻇﻬﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮَ ﻗﺮﻳﺶ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻣﻨﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻏﻴﺮﻱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳُﺤﻴﻲ ﺍﻟﻤﻮﺀﻭﺩﺓ؛ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﻞ ﺍﺑﻨﺘﻪ : ﻻ ﺗﻘﺘﻠْﻬﺎ؛ ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻔﻴﻚ ﻣﺆﻭﻧﺘﻬﺎ، ﻓﻴﺄﺧﺬﻫﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺮﻋﺮَﻋﺖْ ﻗﺎﻝ ﻷﺑﻴﻬﺎ : ﺇﻥ ﺷﺌﺖَ ﺩﻓﻌﺘُﻬﺎ ﺇﻟﻴﻚ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖَ ﻛﻔﻴﺘُﻚَ ﻣﺆﻭﻧﺘﻬﺎ " ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (1 /83) ﺭﻗﻢ : (3828)

وﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺃﻥ " ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻳﺘﺒﻌﻪ، ﻓﻠﻘﻲ ﻋﺎﻟﻤًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺩﻳﻨﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ : ﺇﻧﻲ ﻟﻌﻠِّﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﻳﻦَ ﺩﻳﻨَﻜﻢ، ﻓﺄﺧﺒﺮْﻧﻲ، ﻓﻘﺎﻝ : ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻨﺼﻴﺒِﻚ ﻣِﻦ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ : ﻣﺎ ﺃﻓﺮُّ ﺇﻻ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺃﺣﻤﻞ ﻣﻦ ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻴﺌًﺎ ﺃﺑﺪًﺍ، ﻭﺃﻧَّﻰ ﺃﺳﺘﻄﻴﻌﻪ؟ ! ﻓﻬﻞ ﺗﺪﻟﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ؟ ﻗﺎﻝ : ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻨﻴﻔًﺎ، ﻗﺎﻝ ﺯﻳﺪ : ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ؟ ﻗﺎﻝ : ﺩﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻬﻮﺩﻳًّﺎ ﻭﻻ ﻧﺼﺮﺍﻧﻴًّﺎ، ﻭﻻ ﻳﻌﺒﺪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺯﻳﺪ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺧﺮﺝ، ﻓﻠﻤﺎ ﺑﺮَﺯ ﺭﻓﻊ ﻳﺪﻳﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﺍﻟﻠﻬﻢَّ ﺇﻧﻲ ﺃﺷﻬﺪﻙ ﺃﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻳﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ " ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ (1 /82) ﺭﻗﻢ : (3827)

ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻌُﺰَّﻯ ﺑﻦ ﺭﻳﺎﺡ ﺍﻟﻌﺪﻭﻱ، ﻭﺍﻟﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺸَّﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻴﻪ : *" ﻳُﺒﻌﺚ ﺃﻣَّﺔً ﻭﺣﺪﻩ"* ‏[ 1‏] ، ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : *" ﺩﺧﻠﺖُ ﺍﻟﺠﻨَّﺔ ﻓﺮﺃﻳﺖ ﻟﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ ﺩﻭﺣﺘﻴﻦ"* ‏[2‏]


------------------------------
|| ‏[1] ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻓﻲ " ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ " 3 / 381 ، ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ ﻻﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ 19 / 493 ﺭﻗﻢ : 2348 ، ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ 3 / -216 217 ، ﻭﻗﺎﻝ : ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ، ﻭﺣﺴﻦ ﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻴﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ 1 / .94

|| ‏[2] ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺩﻣﺸﻖ؛ ﻻﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ 19 / 512 ﺭﻗﻢ : 4571 ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ 2 / 241 ، ﻭﻫﺬﺍ ﺇﺳﻨﺎﺩ ﺟﻴﺪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺣﺴَّﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ 1 / 635 ﺭﻗﻢ : 3367 ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ 3 / 397 ﺭﻗﻢ : .1406

•━════━•ஜ ஜ•━════━•

| @Saleh_Stories2020
945 views16:04
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 06:28:21 القسم -

وفي الحقيقة نحن لا نستبعد أن يكون الشيخ ابن ياسين قد اتفق مع جوهر الجدالي –زعيم جدالة بعد يحيى- على التنازل عن الرئاسة ليحيى بن عمر اللمتوني؛ لِمَا في تولِّيه الرئاسة على قوم غالبيتهم من جدالة[18] من معانٍ تربوية تقاوم ترسبات العصبيات القديمة، كذلك لما في هذا من مصلحة الدعوة وجذب اللمتونيين، فلقد كان يحيى وأبو بكر من زعماء لمتونة، لكنهما تركا هذه الزعامة لِما آمنا به من دعوة الشيخ عبد الله بن ياسين. ولقد كان لا بُدَّ من عرض الأمر أولاً على جدالي فيتركها لئلاَّ يظن الجداليين ظنًّا سيئًا بالطريقة التي جعلت لمتونيًّا زعيمًا عليهم؛ إن آثار التعصب القبلي والعائلي لا تزول في سنوات قليلة، وكان لا بُدَّ من مراعاتها في مثل هذه القرارات الفارقة، ولقد شهد التاريخ أن الشيخ ابن ياسين قد نجح بالفعل في هذا القرار الفارق، وصار يحيى بن عمر اللمتوني زعيمًا للمرابطين.

كان هذا في سنة (445هـ=1053م)، وبالفعل وبتأثير من هذا القرار وكذلك بازدياد نطاق الجهاد المرابطي، الذي تساقطت أمامه الإمارات والقبائل الصغيرة والمتناثرة، اتسعت دولة المرابطين ودخل في سلطانها الآلاف من الناس.

وفي مثال لحُسن الختام وبعد قليل من دخول قبيلة لَمْتُونة في جماعة المرابطين يستشهد زعيمهم الشيخ يحيى بن عمر اللمتوني في إحدى غزواتهم سنة (447هـ=1055م)، ثم يتولَّى من بعده أخوه الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني.

أبو بكر بن عمر اللمتوني

وقد دخل الشيخ أبو بكر بن عمر اللمتوني بحماسة شديدة مع الشيخ عبد الله بن ياسين، وبدأ أمرهم يقوى وأعدادهم تزداد، وبدأ المرابطون يصلون إلى أماكن أوسع حول المنطقة التي كانوا فيها في شمال السنغال، فبدءوا يتوسعون حتى وصلت حدودهم من شمال السنغال إلى جنوب موريتانيا، وأدخلوا معهم جُدَالة، فأصبحت جُدَالة ولَمْتُونة وهما القبيلتان الموجودتان في شمال السنغال وجنوب موريتانيا جماعة واحدةً تمثِّل جماعة المرابطين.

ثم تنتهي قصة المؤسس الكبير والاسم الخالد الشيخ عبد الله بن ياسين باستشهاده في حرب برغواطة التي كانت –كما يقول المؤرخون- على غير ملة الإسلام، في سنة (451هـ=1059م) بعد أن أمضى أحد عشر عامًا من تربية الرجال على الجهاد.

يتبع ان شاء الله
__
د.راغب السرجاني
[1] انظر: ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص123، والسلاوي: الاستقصا، 2/7.

[2] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 31/80.

[3] القاضي عياض: ترتيب المدارك، 2/64.

[4] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/302.

[5] المقصود هنا فرع من نهر النيجر، ولا علاقة له بالنيل الذي في مصر والسودان، وقد كان يُعرف هذا النهر في ذلك الوقت باسم النيل.

[6] الضحضاح: الماء القليل وقريب القعر يكون في الغدير وغيره. انظر: الجوهري: الصحاح، باب الحاء فصل الضاد 1/385، وابن منظور: لسان العرب، مادة ضحح 2/524، والمعجم الوسيط 1/534.

[7] الغَمْر: الماء الكثير الذي يعلو ويغطي الأماكن. انظر: الجوهري: الصحاح، باب الراء فصل الغين 2/772، وابن منظور: لسان العرب، مادة غمر 5/29، والمعجم الوسيط 2/661.

[8] ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/183

[9] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص125، وابن الخطيب: أعمال الأعلام، القسم الثالث، ص227، والسلاوي: الاستقصا، 2/8.

[10] ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون، 6/183.

[11] ابن أبي زرع: روض القرطاس، ص125، وما بعدها، والسلاوي: الاستقصا 2/8.

[12] انظر: ابن منظور: لسان العرب، مادة ربط 7/302.

[13] البخاري: كتاب الجهاد والسير، باب فضل رباط يوم في سبيل الله 2735، والترمذي 1664، وأحمد 22923، والبيهقي 17665.

[14] ابن خلكان: وفيات الأعيان، 7/129.

[15] ابن الأثير: الكامل، 8/331، والبيتان نُسِبَا لأبي محمد بن حامد الكاتب، انظر: السلاوي: الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى 2/4.

[16] محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس 3/302، 303.

[17] ابن الأثير: الكامل 8/328.

[18] سبق أن ذكرنا أن لمتونة وجدالة كانتا القبيلتين القويتين والكبريين في هذه المنطقة من المغرب الأقصى، ويمكن تقريب الصورة لدى القارئ باستحضاره ما كان بين الأوس والخزرج قبل الإسلام.

| https://t.me/Saleh_Stories2020
522 views03:28
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 06:28:19 القسم -

معنى المرابطين

أصل كلمة الرباط هي ما تُربط به الدابَّة، ثم قيل لكل أهل ثغر يدفع عمَّنْ خلفه رباط، فكان الرباط هو ملازمة الجهاد[12]، وروى البخاري بسنده عن سهل بن سعدٍ الساعديِّ t أنَّ رسول الله r قال: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا...» الحديث[13].

ولأن المرابطين أو المجاهدين كانوا يَتَّخِذُون خيامًا على الثغور يحمون فيها ثغور المسلمين، ويُجاهدون في سبيل الله؛ فقد تَسَمَّى الشيخ عبد الله بن ياسين ومَنْ معه ممن كانوا يُرابطون في خيام على نهر السنغال بجماعة المرابطين، وعُرفوا في التاريخ بهذا الاسم.

كما تُطْلِق عليهم بعض المصادر الملثَّمِينَ، فيُقال: أمير الملثمين، ودولة الملثمين. ويرجع سببُ هذه التسمية كما يذكر ابن خلّكان في (وفيات الأعيان) إلى أنهم: «قوم يتلثَّمُون ولا يكشفون وجوههم؛ فلذلك سَمَّوْهُم الملثَّمين، وذلك سُنَّة لهم يتوارثونها خلفًا عن سلفٍ، وسبب ذلك على ما قيل: أن (حِمْيَرَ) كانت تتلثَّم لشدَّة الحرِّ والبرد، يفعله الخواصُّ منهم، فكثر ذلك حتى صار يفعله عامَّتُهم. وقيل: كان سببه أن قومًا من أعدائهم كانوا يقصدون غفلتهم إذا غابوا عن بيوتهم، فيطرقون الحي، فيأخذون المال والحريم، فأشار عليهم بعض مشايخهم أن يبعثوا النساء في زيِّ الرجال إلى ناحية، ويقعدوا هم في البيوت ملثَّمين في زيِّ النساء، فإذا أتاهم العدوُّ ظنُّوهم النساء فيخرجون عليهم، ففعلوا ذلك، وثاروا عليهم بالسيوف فقتلوهم، فلزموا اللثام تبرُّكًا بما حصل لهم من الظفر بالعدوِّ»[14].

وقال ابن الأثير في سبب اللثام: وقيل كان سبب اللثام لهم أن طائفة من لمتونة خرجوا غائرين على عدوٍّ لهم، فخالفهم العدوُّ إلى بيوتهم، ولم يكن بها إلاَّ المشايخ والصبيان والنساء، فلمَّا تحقَّق المشايخ أنه العدوّ، أمروا النساء أن يلبسن ثياب الرجال ويتلثَّمن ويُضَيِّقْنَه حتى لا يُعْرَفْنَ، ويلبسن السلاح، ففعلن ذلك، وتقدَّم المشايخ والصبيان أمامهن، واستدار النساء بالبيوت، فلما أشرف العدوُّ؛ رأى جمعًا عظيمًا فظنَّه رجالاً، فقال: هؤلاء عند حرمهم يقاتلون عنهن قتال الموت والرأي أن نسوق النعم ونمضي، فإن اتبعونا قاتلناهم خارجًا عن حريمهم. فبينما هم في جمع النعم من المراعي إذ قد أقبل رجال الحي، فبقي العدوُّ بينهم وبين النساء، فقتلوا من العدوِّ فأكثروا، وكان من قتل النساء أكثر، فمن ذلك الوقت جعلوا اللثام سُنَّة يُلازمونه، فلا يُعرف الشيخ من الشاب، فلا يُزيلونه ليلاً ولا نهارًا، ومما قيل في اللثام: [الكامل]

قَوْمٌ لَهُمْ دَرْكُ الْعُلا فِي حِمْيَرٍ * وَإِنِ انْتَمَوْا صِنْهَاجَةً فَهُمُ هُمُ

لَمَّا حَوَوْا إِحْرَازَ كُلِّ فَضِيلَةٍ * غَلَبَ الْحَيَاءُ عَلَيْهِمُ فَتَلَثَّمُوا[15]

إنَّ مَنْ يقرأ عن الشيخ عبد الله بن ياسين والمرابطين الذين كانوا معه قراءة عابرة، يظنُّ أنهم جماعة من الناس اعتزلوا قومهم ليعبدوا الله بعيدًا عن ضوضاء العمران ومشاكل الناس فحسب، ولم يكن الأمر كذلك على الإطلاق؛ بل كان هذا الاعتزال جزءًا من خطة كبيرة، يتمُّ تنفيذها خطوة بعد خطوة، بفهم سليم وعمق في التفكير، ودقَّة في التخطيط، وبراعة في التنفيذ.

عندما وصل عدد المرابطين إلى ألف، بعثهم الشيخ ابن ياسين إلى أقوامهم لينذروهم، ويطلبوا إليهم الكف عن البدع والضلالات، واتباع أحكام الدين الصحيح، ففعلوا ما أُمروا به، ودعا كل قومه إلى الرشد والهدى ومجانبة التقاليد المنافية للدين، فلم يُصْغِ لهم أحد من أقوامهم، فخرج إليهم عبد الله بن ياسين بنفسه، واستدعى أشياخ القبائل ووعظهم، وحذَّرهم عقاب الله، ونصحهم باتباع أحكامه، فلم يلقَ منهم سوى الإعراض والتحدي، فعندئذٍ قرر عبد الله وصحبه إعلان الحرب على أولئك المخالفين[16].

وبالفعل بدءوا يستعدُّون لغزو البلاد والقبائل المحيطة بهم، وأرسلوا يُنذرون ويُعذرون، ثم بدأت غزواتهم بالفعل للقبائل والبلاد، ففتحوا الكثير منها، وأخضعوا القبائل المحيطة بهم، وتسامع بهم فقهاء بعض البلاد الأخرى، فأرسلوا إليهم ليُخَلِّصُوهم من حكامهم الطغاة.

يحيى بن عمر اللمتوني

استشهد أمير المرابطين يحيى بن إبراهيم الجدالي في إحدى الغزوات المرابطية، والأمير يحيى هو الرجل الذي بدأ به أمر المرابطين، وهو أحد السبعة الذين انعزلوا مع الشيخ ابن ياسين في الرباط بعد أن أُخرج من أراضي جدالة في أول الأمر، فعرض عبد الله بن ياسين الزعامة على جوهر الجدالي ولكن جوهرًا زهد فيها وأعرض عنها، فما كان من عبد الله بن ياسين إلا أن اتخذ قرارًا حكيمًا وبعيد النظر حقًّا، ألا وهو صرف الزعامة إلى يحيى بن عمر اللمتوني[17]، وقد كان هو وأخوه فقط من قبيلة لمتونة –ثاني القبائل الكبرى في المنطقة- مع السبعة من جدالة، الذين انحازوا إلى الرباط مع الشيخ ابن ياسين في أول الأمر.
338 views03:28
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 06:28:16 القسم -

فبعد أن طُرد الرجل وأُوذي في الله وضُرب وهُدِّد بالقتل، إذا به ينزل بمفرده إلى أعماق الصحراء حتى شمال السنغال وحيدًا طريدًا شريدًا، ثم في زمن لم يتعدَّى أربع سنوات يتخرَّج من تحت يديه ألف رجل على أفضل ما يكون من فهم الإسلام وفقه الواقع.

يروي ابن أبي زرع فيصف هذه المرحلة من حياة المرابطين بقوله: «فدخلاها (الجزيرة) ودخل معهما سبعة نفر من كدالة، فابتنيا بها رابطة، وأقام بها مع أصحابه يعبدون الله تعالى مدة من ثلاثة أشهر، فتسامع الناس بأخبارهم، وأنهم يطلبون الجنة والنجاة من النار، فكثر الوارد عليهم والتوابون، فأخذ عبد الله بن ياسين يُقرئهم القرآن ويستميلهم إلى الآخرة، ويُرَغِّبهم في ثواب الله تعالى، ويُحَذِّرهم أليم عذابه، حتى تمكَّن حُبُّه منهم في قلوبهم، فلم تمر عليهم أيام حتى اجتمع له من تلاميذه نحو ألف رجل من أشراف صنهاجة، فسماهم المرابطين للزومهم رابطته، وأخذ هو يُعَلِّمهم الكتاب والسنة والوضوء والصلاة والزكاة، وما فرض الله عليهم من ذلك، فلما تفقهوا في ذلك وكثروا قام فيهم خطيبًا، فوعظهم وشَوَّقهم إلى الجنة، وخَوَّفهم من النار، وأمرهم بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخبرهم بما في ذلك من ثواب الله تعالى وعظيم الأجر، ثم دعاهم إلى جهاد مَنْ خالفهم من قبائل صنهاجة، وقال لهم: يا معشر المرابطين؛ إنكم جمع كثير، وأنتم وجوه قبائلكم ورؤساء عشائركم، وقد أصلحكم الله تعالى وهداكم إلى صراطه المستقيم، فوجب عليكم أن تشكروا نعمته عليكم، وتأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتجاهدوا في سبيل الله حقَّ جهاده. فقالوا: أيها الشيخ المبارك؛ مُرْنَا بما شئت تجدنا سامعين مطيعين، ولو أمرتنا بقتل آبائنا لفعلنا. فقال لهم: اخرجوا على بركة الله، وأنذروا قومكم، وخَوِّفُوهم عقاب الله، وأبلغوهم حجته، فإن تابوا ورجعوا إلى الحقِّ وأقلعوا عمَّا هم عليه فخلوا سبيلهم، وإن أَبَوْا من ذلك وتمادوا في غيهم ولجُّوا في طغيانهم، استعنَّا بالله تعالى عليهم، وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين. فسار كل رجل منهم إلى قومه وعشيرته، فوعظهم وأنذرهم ودعاهم إلى الإقلاع عمَّا هم بسبيله، فلم يكن منهم من يقبل ولا يرجع، فخرج إليهم عبد الله بن ياسين، فجمع أشياخ القبائل ورؤساءهم وقرأ عليهم حجة الله، ودعاهم إلى التوبة، وخَوَّفهم عقاب الله، فأقام يُحَذِّرهم سبعة أيام وهم في كل ذلك لا يلتفتون إلى قوله، ولا يزدادون إلا فسادًا، فلمَّا يئس منهم قال لأصحابه: قد أبلغنا الحجة وأنذرنا، وقد وجب علينا الآن جهادهم، فاغزوهم على بركة الله تعالى»[11].
327 views03:28
باز کردن / نظر دهید
2021-08-21 06:28:12 قـصـص و؏ــبـر

•━════━•ஜ ஜ•━════━•

#قصة_الأندلس_من_الفتح_حتى_السقوط(93) القسم -
عصر المرابطين
عبد الله بن ياسين وتأسيس دولة المرابطين

عبد الله بن ياسين

كان عبد الله بن ياسين- الزعيم الأول للمرابطين، وجامع شملهم، وصاحب الدعوة الإصلاحية فيهم، (ت451هـ=1059م)- من فقهاء المالكية.

كان من حُذَّاق الطلبة الأذكياء النبهاء النبلاء، من أهل الدين والفضل، والتقى والورع والفقه، والأدب والسياسة، مشاركًا في العلوم[1]، قال الذهبي: «كان عالمًا قوي النفس، ذا رأي وتدبير»[2].

أي ذا شخصية قوية له علم وبصر بالأمور وله قدرة على حسن التصرف. وها هو ذا يَقبل القيام بهذه المهمَّة الكبيرة، التي أحجم عنها أقرانه من تلاميذ الفقيه وجاج، وفضَّل أن يُغَوِّر في الصحراء.

عبد الله بن ياسين ومهمة الأنبياء

اتَّجه الشيخ عبد الله بن ياسين صَوْب الصحراء الكبرى، مخترقًا جنوب الجزائر وشمال موريتانيا حتى وصل إلى الجنوب منها، حيث قبيلة جُدَالة، وحيث الأرض المجدِبة والحرُّ الشديد، وفي أناةٍ شديدة، وبعدما هالَه أمر الناس في ارتكاب المنكرات أمام بعضهم البعض، ولا يُنْكِر عليهم مُنْكِر، بدأ يُعَلِّم الناسَ؛ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وكان الناس في جهل مطبق يصفه القاضي عياض رحمه الله بقوله: كان الدين عندهم قليلاً، وأكثرهم جاهلية، ليس عند أكثرهم غير الشهادتين، ولا يعرف من وظائف الإسلام سواهما[3].

ولكن ثار عليه زعماء القوم وأصحاب المصالح، فهم أكبر مستفيد مما يحدث، فبدأ الناس يجادلونه ويصدُّونه عمَّا يفعل، ولم يستطع يحيى بن إبراهيم الجُدالي زعيم القبيلة أن يحميه.

لم يقنط الشيخ عبد الله بن ياسين، وحاول المرَّة تلو المرَّة، فضربوه وأهانوه، ثم هَدَّدُوه بالطرد من البلاد أو القتل، إلا أن موقف الشيخ لم يَزْدَدْ إلاَّ صلابة، ومرَّت الأيام وهو يدعو ويدعو، حتى طردوه بالفعل، ولسانُ حالهم: دعك عنا، اتركنا وشأننا، ارجع إلى قومك فعَلِّمهم بدلاً منا، دع هذه البلاد تعيش كما تعيش فليس هذا من شأنك. وكأني أراه رأي العين وهو يقف خارج حدود القبيلة وبعد أن طرده الناس، تنحدر دموعه على خدِّه، ويقول مشفقًا على قومه: {يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ} [يس: 26].

يُريد أن يُغَيِّر ولا يستطيع، أنْفُسٌ تتفلَّتُ منه إلى طريق الغواية والانحراف عن النهج القويم، ولا سبيل إلى تقويمها، حزَّ في نفسه أن يُولَد الناس في هذه البلاد فلا يجدون مَنْ يُعَلَّمهم ويُرْشِدهم، فأراد أن يبقى، ولكن كيف يبقى؟ أيَدخل جُدَالة من جديد؟ إذًا سيقتلونه، فلو كان في مقتله صلاح لهم فأهلاً بالموت، لكن هيهات ثم هيهات!

عبد الله بن ياسين ونواة دولة المرابطين

جلس عبد الله بن ياسين يُفكِّر ويمعن النظر، فهداه ربُّه U، فما كان منه إلاَّ أن تعمَّق في الصحراء ناحية الجنوب بعيدًا في أعماق القارة الإفريقية، حتى وصل إلى جزيرة يُرَجَّح أنها تقع في منحنى نهر (النيجر)، على مقربة من مدينة تنبكتو، فمن هنا بدأ أمر المرابطين[4]، يصف ابن خلدون هذه الجزيرة بقوله: «يحيط بها النيل[5]، ضَحْضَاحًا[6] في الصيف، يخاض بالأقدام، وغمرًا[7] في الشتاء يُعْبَر بالزوارق»[8].

صنع عبد الله بن ياسين خيمة بسيطة، وكان من الطبيعي أن يكون في جُدَالة بعض الناس- وخاصَّة من الشباب- الذين تحرَّكت قلوبهم وفطرتهم السويَّة لهذا الدين، فحين علموا خبر شيخهم في مقرِّه البعيد هذا، نزلوا إليه من جنوب موريتانيا ولم يتجاوز عددهم في بادئ الأمر سبعة نفر من جدالة، على رأسهم الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي[9]، الذي ترك قومه ومكانته فيهم ونزل مع الفقيه، وتضيف بعض المصادر أن معهم اثنين من كبار قبيلة لمتونة؛ هم: يحيى بن عمر وأخوه أبو بكر[10]!

وفي خيمته وبصبر وأناة شديدين أخذ الشيخ عبد الله بن ياسين يُعَلِّمهم الإسلام كما أنزله الله U على نبيِّه محمد رسول الله r، وكيف أنَّ الإسلام نظام شامل متكامل، يُنَظِّم كل أمور الحياة.

تربية المرابطين

مع كثرة الخيام وازدياد العدد إلى الخمسين، فالمائة، فالمائة وخمسين، فالمائتين، أصبح من الصعب على الشيخ توصيل علمه إلى الجميع، فقسَّمهم إلى مجموعات صغيرة، وجعل على كلٍّ منها واحدًا من النابغين، وهو منهج رسول الله r حين كان يجلس r مع صحابته في مكة يُعَلِّمهم الإسلام، وفي بيعة العقبة الثانية حين قسم الاثنين والسبعين رجلاً من أهل المدينة المنورة إلى اثني عشر قسمًا، وجعل على كل قسم (خمسة نفر) منهم نقيبًا عليهم، ثم أرسلهم مرَّة أخرى إلى المدينة المنورة حتى قامت للمسلمين دولتهم.

وهكذا أيضًا كان منهج الشيخ عبد الله بن ياسين، حتى بلغ العدد في سنة (440هـ=1048م)، بعد أربعة أعوام فقط من بداية دعوته ونزوحه إلى الجزيرة إلى ألف نفس مسلمة، {نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف: 13].
421 views03:28
باز کردن / نظر دهید