2022-02-15 07:46:37
(أمَنةً منْه)كلما كان الإنسان قريبا من الله
آمنه من الخوف،
وطمأنه عند البلاء،
يضطرب الناس وهو في سكينة نفسٍ، وراحة بالٍ.
في غزوة أحد يخص الله
أولياءه من الصحابة بنعاسٍ فضلا منه ورحمة، ويخص
المنافقين بالقلق والخوف عذابا منه ونقمة.
جيش واحد تمايز أفراده بسبب علاقتهم مع الله.
قال الله تعالى:(ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّة).
قال ابن عاشور: "
والأمَنَةُ - بِفَتْحِ المِيمِ - : الأمْنُ.
والنُّعاسُ: النَّوْمُ الخَفِيفُ أوْ أوَّلُ النَّوْمِ،
وهو يُزِيلُ التَّعَبَ ولا يَغِيبُ صاحِبُهُ؛ فَلِذَلِكَ كانَ أمَنَةً إذْ لَوْ نامُوا ثَقِيلًا لَأخِذُوا،
قالَ أبُو طَلْحَةَ الأنْصارِيُّ، والزُّبَيْرُ، وأنَسُ بْنُ مالِكٍ: غَشِيَنا نُعاسٌ حَتّى إنَّ السَّيْفَ ليَسْقُطُ مِن يَدِ أحَدِنا.
وقَدِ اسْتَجَدُّوا بِذَلِكَ نَشاطَهم، ونَسُوا حُزْنَهم؛ لِأنَّ الحُزْنَ تَبْتَدِئُ خِفَّتُهُ بَعْدَ أوَّلِ نَوْمَةٍ تُعْفِيهِ، كَما هو مُشاهَدٌ في أحْزانِ المَوْتِ وغَيْرِها.
(وطائِفَةٌ قَدْ أهَمَّتْهم أنْفُسُهم...)
لَمّا ذَكَرَ حالَ طائِفَةِ المُؤْمِنِينَ، تَخَلَّصَ مِنهُ لِذِكْرِ حالِ طائِفَةِ المُنافِقِينَ،
... ومَعْنى ﴿
أهَمَّتْهم أنْفُسُهُمْ﴾ أيْ حَدَّثَتْهم أنْفُسُهم بِما يُدْخِلُ عَلَيْهِمُ الهَمّ وذَلِكَ
بِعَدَمِ رِضاهم بِقَدَرِ الله، وبِشِدَّةِ تَلَهُّفِهِمْ عَلى ما أصابَهم وتَحَسُّرِهِمْ عَلى ما فاتَهم مِمّا يَظُنُّونَهُ مُنْجِيًا لَهم لَوْ عَمِلُوهُ: أيْ مِنَ النَّدَمِ عَلى ما فاتَ،
وإذْ كانُوا كَذَلِكَ كانَتْ نُفُوسُهم في اضْطِرابٍ يَمْنَعُهم مِنَ الِاطْمِئْنانِ ومِنَ المَنامِ"التحرير والتنوير
.
419 views04:46