2022-08-01 15:38:53
#في_روضة_الامام_الحسين
《
الإمام الحسين يَصطحب العائلة》
لقد عرفنا أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان يعلم بِعلم الإمامة بأنّه سيفوز بالشهادة في أرض كربلاء، وكان يعلم تفاصيل تلك الفاجعة وأبعادها
ولعلّ بعض السُذّج من الناس كان يعتبر اصطحاب الإمام الحسين عائلته المكرّمة إلى كربلاء منافياً للحكمة، لأن معنى ذلك تعريض العائلة للإهانة والمكاره، وأنواع الاستخفاف
وما كان أولئك الناس يعلمون بأنّ اصطحاب الإمام الحسين (عليه السلام) عائلته المَصونة ـ وعلى رأسهن السيدة زينب ـ كان من أوجب لوازم نجاح نهضته المباركة
إذ لولا وجود العائلة في كربلاء لكانت نهضة الإمام ناقصة، غير متكاملة الأجزاء والأطراف
فإنّ أجهزة الدعاية الأموية ما كانت تتحاشى بعد إرتكاب جريمة قتل الإمام الحسين أن تُعلن براءتها من دم الإمام، بل وتُنكر مقتل الإمام نهائياً، وتنشر في الأوساط الإسلامية انّ الإمام توفّي على أثر السكتة القلبيّة، مثلاً !!
وليس في هذا الكلام شيء من المبالغة، ففي هذه السنة بالذات إنتشرت في بعض البلاد العربية مجموعة من الكتب الضالّة التائهة، بأقلام عُملاء مُستأجرين، من بهائم الهند، وكلاب باكستان، وخنازير نجد
ومن جملة تلك الأباطيل التي سوّدوا بها تلك الصفحات، هي إنكار شهادة الإمام الحسين، وأن تلك الواقعة لا أصل لها أبداً
ولا أُجيب على ما ذكره أولئك الكُتّاب العملاء سوى بقول الشاعر:
مِن أين تَخجل أوجهٌ أمويّـــة
سَكَبت بلذّات الفجور حياءها؟
فهذه الفاجعة قد مرّت عليها حوالي أربعة عشر قرناً، وقد ذكرها الألوف من المؤرّخين والمحدّثين، واطّلع عليها القريب والبعيد، والعالم والجاهل، بل وغير المسلمين ايضاً لم يتجاهلوا هذه الفاجعة المروّعة ....
إنّ تواجد العائلة في كربلاء ، وفي حوادث عاشوراء بالذات لم يُبقِ مجالاً للأمويين ولا لغيرهم في تلك العصور لإنكار شهادة الإمام الحسين
إنّ الأمويين الأغبياء، لو كانوا يَفهمون لاكتفوا بقتل الإمام الحسين فقط، ولم يُضيفوا إلى جرائمهم جرائم أخرى، مِثل سبي عائلة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومُخدّرات الرسالة، وعقائل النبوة والوحي، وبنات سيد الأنبياء والمرسلين
ولكنّهم لكي يُعلنوا إنتصاراتهم في قتل آل رسول الله (عليهم السلام) أخذوا العائلة المكرّمة سبايا من بلد إلى بلد
وكانت العائلة لا تدخل إلى بلد إلا وتوجد في أهل ذلك البلاد الوعي واليقظة، وتكشف الغطاء عن جرائم يزيد، وتُزيّف دعاوى الأمويّين حول آل رسول الله: بأنّهم خوارج وأنّهم عصابة مُتمرّدة على النظام الأموي
ونُلخّص القول هنا فنقول: كان وجود العائلة في هذه الرحلة والنهضة المباركة ضرورياً جداً جداً، وكان جزءاً مُكمّلاً لهذه النهضة
إنّ هذه الأسرة الشريفة كانت على جانب عظيم من الحِكمة واليقظة، والمعرفة وفهم الظروف، واتّخاذ التدابير اللازمة كما تقتضيه الحال
زينب الكبرى من المهد الى اللحد ص151
السيد محمد كاظم القزويني
https://t.me/hikma313
56 viewsedited 12:38