2021-06-30 13:12:13
#مقتبسات
•
العلاقات الاجتماعية هي الحل من هذا المنطلق فإن على المسلمين أن يقصدوا بيت الله الحرام من أقاصي الارض ليلتفوا حلول الكعبة التي جعلها الله تقدست اسماؤه قياماً للناس، ليعبدوا الله جميعهم في موسم واحد، وليحضروا كلهم في مكة في اشهر الحج، الى درجة ان الشريعة قد اعتبرت هذا التجمع واجباً، فالذي لا يدرك يوم التاسع من ذي الحجة مثلاً ليتواجد في عرفات يكون كمن لا حج له
وهكذا الحال بالنسبة الى سائر التعاليم الالهية فعندما يأمرك القرآن الكريم بالتزام الصدق والوفاء وحسن الظن والتعاون وقول الكلمة الطيبة.. فان هذه الوصايا تقتضي منك ان تكون صادقاً مع الآخرين، وان تكون وفياً بعهودك معهم، بارّاً بالوعود التي برمتها معهم، لا تنابزهم بالالقاب، ولا تسئ الظن بهم
وهذه الوصايا والتعاليم موجهة الينا كأشخاص وكفئات، وأحزاب، او أية تجمعات أخرى فعلينا أن نكون متحلّين بالأخلاق الاسلامية على صعيد الاطار الاجتماعي. فكل تجمع منا يجب أن يكون صادقاً مع التجمع الآخر، وأن لايتجسس بعضنا على البعض الآخر، ولا نتنابز بالالقاب
وعندما نقرأ سورة الحجرات، فاننا نرى أن الله سبحانه وتعالى عندما يريد أن يحدد العلاقة المثالية بين ابناء الامة الاسلامية، فانه يتحدث عن القتال الذي من الممكن أن يحدث بين طائفتين من المؤمنين، فيقول تعالى {وإن طَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَاَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}
ثم يقول عزّ من قائل مركزاً على الجانب الاخلاقي {وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الإِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَان}
ويقول : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم}
وعلى هذا فإن العلاقة اذا ما صلحت بين طائفتين فانها ستصلح ايضاً على صعيد الافراد، لان العلاقة بين الطوائف والتجمعات هي العلاقة الاساسية ، وهي التي تخلق الحضارة إن كانت ايجابية، او تركسنا في التخلف بل الى الجاهلية ان كانت سلبية
وهكذا فان من حكم التجمعات الايمانية مثل الحج كأكبر تجمع إيماني وصلاة الجمعة والجماعة، الى أصغر عمل يقوم به المجموع؛ أن نفـهم الدين فـي اطــاره الجماعـي
ومن أبرز واهم الادعية التي أوصي الانسان المسلم ان يدعو بها، قوله تعالى على لسان يوسف الصديق (عليه السلام) {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالأَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِين} وفي آيـة أخرى يقول سبحانه { وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين}
وعلى هذا الاساس فان التعاليـم الالهيــة ينبغـي أن توضع ضمـن إطـار بناء المجتمع المثالي، وإذا ما ضمنا تحقيق هذا المجتمع فان الفرد المثالي سيكون وجوده مضمونا أيضاً
فالفرد هو اللبنة الاولى في بناء كيان المجمتع، وهذا ما يقتضي من الانسان ان لا يعيش فرداً
الحج ضيافة الله
#المرجع_المدرسي
https://t.me/hikma313
38 viewsedited 10:12