2022-06-06 14:45:23
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حكم التسمية بــ(إسلام)*
*السؤال:-*
*يقول السائل:*
ما حكم التسمية بــ(إسلام) ؟
*الإجابة:*
فإن التسمية بــ(إسلام)يجري فيه من الخلاف ما يجري في التسمية بــ(إيمان)و(هدى)ونحو ذلك .
والأولى عدم التسمية بذلك .
ومن منع من أهل العلم من هذه الإسلام فبسبب ما لحظه من معنى التزكية في الاسم ، ففي الصحيحين عن ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ: " ﺃﻥ ﺯﻳﻨﺐ ﻛﺎﻥ اسمها ﺑﺮﺓ، ﻓﻘﻴﻞ: ﺗﺰﻛﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﺴﻤﺎﻫﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺯﻳﻨﺐ .
قال الإمام النووي رحمه الله :
ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﻻﺳﻢ اﻟﻘﺒﻴﺢ ﺃﻭ اﻟﻤﻜﺮﻭﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﺴﻦ ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﻩ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺳﻤﺎء ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ اﻟﻌﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻮﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻭﻫﻰ اﻟﺘﺰﻛﻴﺔ ﺃﻭ ﺧﻮﻑ التطير.اهــ
وقد بين في فيض القدير وجه كونه من التطير فقال :
ﻷﻧﻪ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻛﻼﻣﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﻛﻤﺎ ﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﻓﺎﻧﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺃﺛﻢ ﻫﻮ) ﺃﻱ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺫﻟﻚ اﻟﺮﺩ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﻞ (ﻓﺘﻘﻮﻝ ﻻ) ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺫا ﺳﺄﻟﺖ ﺃﻧﺖ ﻋﻦ ﻭاﺣﺪ ﻣﺴﻤﻰ ﺑﺄﺣﺪ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﻤﺎء ﻓﻘﻠﺖ: ﻫﻞ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻛﺬا ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ اﻟﺠﻮاﺏ ﻻ ﻓﻴﺘﻄﻴﺮ ﺑﻪ ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ اﻟﻨﻄﻖ اﻟﻤﻜﺮﻭﻩ.
قال : ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻓﻠﺢ ﻏﻴﺮ ﺃﻓﻠﺢ ﻭﻣﺒﺎﺭﻙ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺭﻙ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﺰﻛﻴﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ.اهــ
قال رحمه الله :
ﻭاﻟﻨﻬﻲ ﻟﻠﺘﻨﺰﻳﻪ ﻻ ﻟﻠﺘﺤﺮﻳﻢ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺧﺒﺮ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﺭاﺩ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﻘﺒﻞ ﻭﺑﺒﺮﻛﺔ ﻭﺑﺄﻓﻠﺢ ﻭﺑﻴﺴﺎﺭ ﻭﺑﻨﺎﻓﻊ ﺛﻢ ﺳﻜﺖ ﺃﻱ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻧﻬﻲ ﺗﺤﺮﻳﻢ ﻭﺇﻻ ﻓﻘﺪ ﺻﺪﺭ اﻟﻨﻬﻲ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻟﻜﺮاﻫﺔ.اهــ
أراد رحمه الله ما رواه مسلم ﺳﻤﻊ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: «ﺃﺭاﺩ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻴﻌﻠﻰ، ﻭﺑﺒﺮﻛﺔ، ﻭﺑﺄﻓﻠﺢ، ﻭﺏﻳﺴﺎﺭ، ﻭﺏﻧﺎﻓﻊ ﻭﺑﻨﺤﻮ ﺫﻟﻚ، ﺛﻢ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺳﻜﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎ، ﺛﻢ ﻗﺒﺾ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ» ﺛﻢ ﺃﺭاﺩ ﻋﻤﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺛﻢ ﺗﺮﻛﻪ .
فالقصود أن من أهل العلم من منع من هذه الأسماء كإيمان وإسلام وهدى ونحو ذلك ،
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
الذي أرى أن اسم إيمان فيه تزكية ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه غير اسم " برة " خوفا من التزكية ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن زينب كان اسمها برة ، فقيل : تزكي نفسها ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ) ... وعلى هذا ينبغي تغيير اسم إيمان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما فيه تزكية ، ولا سيما إذا كان اسما لامرأة ؛ لأنه للذكور أقرب منه للإناث ؛ لأن كلمة ( إيمان) مذكرة.
وقال رحمه الله في خصوص اسم إسلام :
الذي ينبغي ألا يسمي الإنسان ابنه أو ابنته باسم فيه تزكية ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم برة إلى زينب لما في اسم برة من التزكية ومثل ذلك اسم أبرار للأنثى فإنه لا ينبغي لما فيه من التزكية التي من أجلها غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم برة.
والذي يظهر أن إسلام من هذا النوع وأنه ينبغي للإنسان ألا يسمي به ، ولدينا أسماء أفضل من ذلك وأحسن وهي ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله : أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ، فإذا اختار الإنسان لأبنائه اسما من هذه الأسماء كان أحسن وأولى لما فيها من التعبيد لله عز وجل ولا سيما التعبيد لله أو للرحمن ، ومثل ذلك عبد الرحيم وعبد الوهاب وعبد السميع وعبد العزيز وعبد الحكيم ومثل ذلك ، لكن أحسنها ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام : أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن .اهــ
ومن أهل العلم من رخص في ذلك ، ففي فتوى اللجنة الدائمة :
التسمية بهدى وإيمان لا نعلم مانعاً شرعياً فيه.اهــ
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله :
بالنسبة لأسماء البنات: إيمان، وأبرار، هل في ذلك شيء . . ؟
فأجاب:
لا أعلم فيها شيئاً؛ لكن إذا ترك ذلك يكون أحسن، إذا سمى بالأسماء المعروفة السائدة وترك إيمان وأبرار، كان هذا أحسن إن شاء الله.اهــ
وقال العلامة الفوزان حفظه الله :
لا تحرم التسمية بهذه الأسماء ، ولكن الأولى ترك التسمية بها ؛ لما في ذلك من التزكية ، ولأنه قد يقال : هل هنا إيمان ، ونحو ذلك ، فيقال : لا . فيحدث شيء من الكراهية النفسية ؛ كما جاء في الحديث النهي عن مثل هذه التسمية لهذه العلة.اهــ
فالمقصود أن التسمية بهذه الأسماء لا تصل إلى التحريم ، إلا أن الأولى ترك التسمية بها والعدول إلى الأسماء المعروفة التي لا لبس فيها ولا كراهية .
*والله تعالى أعلم*
أجاب عنه الشيخ الفاضل:
*أبو عبد الرحمن عبد الرؤوف العدني*
*حــــفظــه الله ونـــفـــع بــه*
●▬▬▬▬▬۩ ۩▬▬▬▬▬●
*قنـ【 الفتاوى الشرعية 】ـاة*
*للإشترك على التيليجرام :*
http://telegram.me/alfatawa2
•┈┈┈┈• •┈┈┈┈•
78 views11:45