2022-01-28 18:42:44
[ خلط بين المفاهيم وانعدام الموضعية ودعوة للتعصب ]( تدليس المصنفات ) ( صحيح الالباني )
لئلا تطمس معالم أجلَّ علم بعد العلم بالقرآن ، وهو علم الحديث .
وحتى لا تختلط المراتب .
ولبيان الحقائق نبين ذلك .
كتب البعض ( المتعصبون للشيخ الألباني ) عبارات خلطوا فيها بين المفاهيم وانعدمت عندهم الموضوعية ، ومنهم من دعا إلى التعصب بصريح العبارة .
اما الخلط في المفاهيم :
فما أن قرأوا الانكار على صاحب ( صحيح الألباني ) حتى حولوا الانكار وجعلوه على الشيخ الألباني ثم بدأ المعهود عنهم من تنقص وسب واستهزاء ، وباعث هذا التصور المغاير للمقصود هو ( التعصب ).
فكل من كتب وأنكر ومنهم كاتب هذه السطور ، أشاد بجهد الشيخ ، أما الانتقاد وقع على الجامِع !!.
أما انعدام الموضوعية :
فقد انعدمت عندهم تمامًا ، فجهد الشيخ وحياته العلمية شيء ، ونقد ( صاحب صحيح الالباني ) شيء آخر ، والمباينة بين الأمرين ظاهرة للعامي قبل طالب العلم .
وعبارات التبجيل وأن عمل الشيخ رحمه الله ( نادر وانه فذ في مجاله )وغيرها مباينة عن الموضوع .
أما مقارنة بعض الكاتبين بقولهم لو ( كان الشيخ عند الشيعة ونحو ذلك من الفرق لجعلوه امام عصرهم وفريد دهرهم !!!).
أما قولهم ذلك : فنعم لأنهم في عقيدتهم ( ان علماءهم معصومون ) ونحن لا نقول بعصمة العلماء .
فالعبارات الانشائية وترتيب الكلام من حيث الصياغة الأدبية ، لا علاقة له البتة بموضوع النقد ولن ينفيه عن الكتاب ، إلا أن باعث ذلك هو ( التعصب ).
أما الدعوة الى التعصب :
فالأمر واضح وظاهر وبين دون الولوج في تقريره ، فقد صرح الأخ د.حمزة الكتاني بالدعوة الى ذلك وقد علقت على كلامه .
وهذه الدعاوى من الطامات الكبرى التي ابتليت بها الأمة ، ولاشك أن هذه دعوة الى الحزبية التي ذمها القرآن والسنة وذمها الائمة .
أما لماذا جاء النقد ، فحتى لا تختلط المراتب .
ومن أراد التسوية بين مرتبة البخاري ومرتبة الشيخ فهذا واحد من اثنين إما أنه جاهل بقواعد الصنعة وطبقات الأئمة فحقه التعلم ، أو أنه يعلم لكن التعصب أوصله الى ماوصل اليه .
وليس من الدين والعلم والانصاف مقارنة الأئمة البخاري وغيره بالشيخ الالباني، بل ولا بالمتأخرين ، وهذا لا يلزم منه بخس حق الشيخ حاشا لله .
لكن الشيخ رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيرًا ، له وعليه في اصل الصنعة وهذا ليس كلامي بل كلام المشتغلين بالصنعة ، فالشيخ لم يبلغ مبلغ الحجة في الحديث وليس هو بحافظ وليست له قواعد حتى يسمى ( صحيح الالباني ) ، ومن يأخذ بتصحيحاته هم أتباعه ومقلدوه .
وفي الأصل :
أن الشيخ رحمه الله هو من سن هذه السنة وهي من الغلط على الائمة لأن سنن أبي داوود والترمذي وغيرهم عندما صنفوها وفق أصول عندهم وهم يعلمون الصحيح من غيره ولو انتقدها في تحقيقه _ الحاشية _ لها لم يُعترض عليه ، وهذا الذي فتح باب ( صحيح الالباني وقبله صحيح الموطأ وضعيف الموطأ وغيرها ممن لم يعرف في أزمنة الائمة الى قبل القرن الرابع عشر .
وكل ما تقدم لا علاقة له ببخس حق الشيخ و رحمه الله له جهده ولا ينكر .
ونصيحة لإخواننا المقلدين للشيخ :
التعصب صفة مذمومة تعود على صاحبها بالذم ، فليكن التعامل بإنصاف وموضوعية .
لكن نكتب لئلا تطمس الحقائق ، وتختلط المراتب ، وتضيع قواعد الصنعة.
فيبقى ( صحيح الالباني ) يدخل تحت مسمى ( تدليس المصنفات )
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
25 / 6 / 1443
28 / 1 / 2022
https://t.me/FarisAlKhazraji
318 viewsedited 15:42