2022-05-22 21:59:18
[
معنى قول العلماء ( الاجتهاد يتجزأ ) ]
هناك مفهوم مغلوط متداول _ بين طلبة العلم لاسيما طلبة الدراسات العليا_ عن مسألة تجزؤ الاجتهاد :
وهو أن من حق الباحث الاجتهاد في مسألة ويقول ( والراجح عندي ) بناء على ( تجزؤ الاجتهاد ) وهو معنى مغاير لما تقرر عند الأصوليين .
ولبيان هذا الغلط نقول والله الموفق :
هذه المسألة متفرعة عن شروط الاجتهاد حيث يذكر الأصوليون مسألة :
هل من شروط الاجتهاد العلم بالجزئيات ؟.
فتفرع الخلاف على هذه المسألة فذهبت طائفة من أن الاجتهاد لا يتجزأ
وذهب الأكثر إلى جواز تجزؤ الاجتهاد .
ومعنى حقيقة قولهم الاسطلاحية : تجزؤ الاجتهاد : أن العالم بعد امتلاكه لأدوات الاجتهاد يمكن له أن يكون مجتهدًا في باب دون غيره من الأبواب وذكروا أدلة ذلك منها : كقول الصحابة والتابعين ومالك وغيره ( لا أعلم ) وبهذا دليل على أن الاجتهاد المطلق لا يشترط له العلم بالجزئيات .
وقد بين الطوفي _ في شرح مختصره _معنى تجزؤ الاجتهاد ومن المقصود :
« هل يصح أن يتجزأ بمعنى: أن ينال العالِم رتبة الاجتهاد في بعض الأحكام دون بعض » ( 3 / 598).
وتدبر قوله : ( أن ينال العالِم ) فبعد أن يكون عالمًا يجوز له الاجتهاد في مسألة أو مسألتين .
ولهذا قال ابن الزملكاني:
"فما كان من الشروط كليا، كقوة الاستنباط، ومعرفة مجاري الكلام، وما يقبل من الأدلة، وما يرد، ونحوه، فلا بد من استجماعه بالنسبة إلى كل دليل ومدلول، فلا تتجزأ تلك الأهلية " . البحر المحيط 6/ 210.
أي أهلية الاجتهاد اصلًا .
أما ما ينقل هنا وهناك بين طلبة العلم سواء من المبتدئين أو طلاب متوسطين أو دراسات عليا أو باحثين ، من أنهم يجوز لهم الاجتهاد ولم يملكوا آلة الاجتهاد بعد ، فهذا فهم مغالط ولم يقل به أحد من أهل العلم .
أي لا يدخلون في مسألة أنهم مجتهدون في مسألة متجزئة حتى يمتلكوا أدوات الاجتهاد المقيد بمذهب في أقل الأحوال.
والله أعلم
وكتب
فارس بن فالح الخزرجي
16 / 10 / 1441
8 / 6 / 2020
https://t.me/FarisAlKhazraji
250 views18:59