2021-06-27 05:08:16
#في_روضة_القران
ما سبب تكرار آية {فبأيّ آلاءِ ربّكما تكذّبان} وعددُها 31 آية في سورةِ الرحمن ؟
الجواب: لعل الوجهَ في ذلك هوَ كثرة التكذيبِ بربّ النعمة الموجبِ لتكذيب النعم، فكرّر الآيةَ موبّخاً عبادَه المُنكرين فحسُنَ تكرار التوبيخ والعتاب بعد تقريرِ النعم في مُقابل كثرة التكذيب
قال السيد المرتضى (رضوان الله تعالى عليه): فأما التكرار في سورة الرحمن فإنما حسن للتقرير بالنعم المختلفة المعددة فكلما ذكر نعمة أنعم بها قرر عليها ووبخ على التكذيب بها كما يقول الرجل لغيره ألم أحسن إليك بأن خوّلتك الأموال ألم أحسن إليك بأن خلصّتك من المكاره ألم أحسن إليك بأن فعلت بك كذا وكذا فيحسن منه التكرير لاختلاف ما يقرره به وهذا كثير في كلام العرب وأشعارهم.. قال مهلهل بن ربيعة يرثي أخاه كليباً :
وهمام بن مرة قد تركنـــــا
عليه القشعمان من النسورِ
على أن ليس عدلاً من كليب
إذا طرد اليتيم عن الجــزورِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا ما ضيم جيران المجيــــرِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا خرجت مخبأة الخــــدورِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا رجف العضاه من الدبورِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا ما أعلنت نجوى الأمـــورِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا خيف المخوف من الثغورِ
على أن ليس عدلا من كليب
غداة بلابل الأمر الكبيـــــــــرِ
على أن ليس عدلا من كليب
إذا ما خام جار المستجيــــرِ
....
وهذا المعنى أكثر من أن نحصيه وهذا هو الجواب عن التكرار في سورة المرسلات بقوله عزّ وجلّ (ويل يومئذ للمكذبين).. فإن قيل إذا كان الذي حسن التكرار في سورة الرحمن ما عدده من الآيات ومن نعمه فقد عدد في جملة ذلك ما ليس بنعمة وهو قوله (يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران)
وقوله (هذه جهنم التي يكذّب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن).. فكيف يحسن أن يقول بعقب هذا (فبأي آلاء ربكما تكذبان) وليس هذا من الآلاء والنعم ؟
قلنا الوجه في ذلك أن فعل العقاب وإن لم يكن نعمة فذكره ووصفه والانذار به من أكبر النعم لأن في ذلك زجراً عن ما يستحق به العقاب وبعثاً على ما يستحق به الثواب فإنما أشار تعالى بقوله (فبأي آلاء ربكما تكذبان) بعد ذكر جهنم والعذاب فيها إلى نعمة يوصفها والانذار بعقابها وهذا مما لا شبهة في كونه نعمة
أمالي المرتضى ج1 ص86 - 88
https://t.me/hikma313
36 viewsedited 02:08