2021-06-24 14:49:16
منتخب فرنسا الكروي والحوزة العلمية.
بالأمس تابعتُ مباراةً بكرة القدم بين بطل العالَم منتخب فرنسا,وبطل أوربا منتخب البرتغال, وفي أثناء المباراة توالت الإصابات في المنتخب الفرنسيّ, وأخيراً أصيب مدافع فرنسا من جهة اليمين, فاضطر المدرّب إلى أن يُدخِل مدافعاً مركزه في الأصل جهة اليسار ليلعب على جهة اليمين مكان اللاعب المُصاب.
وهذا خلاف علم الكرة.
كرر معلق المباراة غير مرة أن هناك مشكلةً في المنتخب الفرنسي, مدافع اليسار يلعب على جهة اليمين.
إنَّها الاختصاصات ياسادة.
اللاعب الذي تعوَّد أن يلعب في مركزٍ ما لا تستطيع تغيير مركزه؛لأنَّ نظرته للملعب ستختلف, ومعرفته بأماكن زملائه في الفريق ستتغير, ولن يحفظ أبعاد المكان الذي فيه جيداً؛ ولذا ترى كثيراً من النُقاد الكرويين حين ينتقدون مدرب الفريق الخاسر يقولون :إنَّ المدرب لم يوظّف اللاعبين في مراكزهم.
مدافع اليمين لو تغيَّر مركزه عدة أمتارٍ لا أكثر ليلعب قلب دفاع سيكلّف فريقه كثيراً؛ لأنَّه لم يتعوَّد على مركزه بسبب أن اختصاصه مدافع يمين.
ولذا ترى الفريق يدخل في حالة قلق لو أصيب أو طُرِد حارس مرماه وقد استنفد تغيراته؛ لأنَّه لا أحد من اللاعبين يستطيع أن يشغل هذا المركز ولو كانوا أمهر لاعبي العالَم ك رونالدو, ومسي , ومارادونا.
إنَّه الاختصاص.
هذا كلامٌ يفهمه كلُّ من يتابع هذه اللعبة, وليس هو من الأسرار.
هذا الشخص نفسه الذي لا يرضى أن يقف أحسن لاعبي العالم في مركز حراسة المرمى بسبب الاختصاص يخالِف هذه القضية حينما يصل الأمر للفتوى.
فتراه يُفتي من كيسه مكان الفقيه الجامع للشرائط.
هو لا يستطيع أن يخالف رأي الطبيب, ولا كلام ميكانيكي السيارات, ولا قول مصلح الحاسوب, ولكنَّه يُخالف بكل وقاحةٍ رأي الفقيه ومرجع التقليد.
يا صاحبي! إنَّ الفقيه حارس شريعة سيد المرسلين - صلى الله عليه وآله - فكما أن حارس فريق كرة القدم لا يستطيع أن يشغلَ مركزه أحسن لاعبٍ في العالَم, ولو كان مدافعاً,أو مهاجماً,أو لاعب وسط,ليصدّوا الضربات ويبنوا الهجمات.
كذلك حارس الشريعة - مرجع التقليد - لا يستطيع أن يشغل مكانه أيُّ شخصٍ في العالم, ولو كان طبيباً, أو مهندساً, أو مخترعاً ليُفتوا مكانه ويردُّوا الشبهات.
إنه الاختصاص ياسادة.
السيد ابو محمدhttps://t.me/hikma313
33 views11:49