2022-06-10 14:33:07
#إضاءة_نبوية
#الشهامة
الشهامة: سُلُوكٌ يَتَبَنَّاهُ بَعْضُ الأَفْرادِ بِإِرادَتِهِم يَتَحَمَّلُونَ بِسَبِبِهِ تَعْرِيضَ مَصالِحهم الشَّخْصِيَّة لِلضَّرَرِ مُقابِلَ حِمايَةِ مَصالِحِ الآخَرِينَ مِن التَّعَرُّضِ لِلْأَذَى.
من صور الشهامة:
النجدة ، إغاثة الملهوف، الحرص على الأمور العظام.
عن أنس رضي الله عنه، قال: ((فزع أهل المدينة ليلة سمعوا صوتا، قال: فتلقاهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس لأبي طلحة عري، وهو متقلد سيفه، فقال: لم تراعوا، لم تراعوا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجدته بحرا. يعني الفرس))
رواه البخاري (3040) واللفظ له ومسلم (2307).
شرح بعض مفردات الحديث:
«لم تراعوا، لم تراعوا»، فلا تخافوا خوفا مستقرا، أو خوفا يضركم،
«وجدته بحرا»، فشبه الفرس بالبحر؛ لسعة جريه مع انسيابه وخفته مثل البحر.
وعن أسلم، مولى عمر قال: (خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقت عمر امرأة شابة،
فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبية صغارا، والله ما ينضجون كراعا، ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم.
فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبا بنسب قريب، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعاما، وحمل بينهما نفقة وثيابا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير،
فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرت لها؟ قال عمر: ثكلتك أمك، والله إني لأرى أبا هذه وأخاها، قد حاصرا حصنا زمانا فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه).رواه البخاري (4160).
شرح الحديث:
ما ينضجون كراعا: أنهم لا يحسنون طهي طعامهم، ولا إصلاح ما يأكلون.
وخشيت أن تأكلهم الضبع: المراد بها السنة الشديدة المجدبة.
فوضع عليه غرارتين أي: وعاءين كبيرين.
بين عمر رضي الله عنه للرجل سبب إكرامه لها وإكثاره؛ وهو أنه رأى أباها خفافا رضي الله عنه، وأخاها قد حاصرا حصنا من حصون المشركين، ففتحاه، قال عمر: «ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه»، أي: نطلب الغنيمة من سهمانهما، ونأخذها لأنفسنا، ونقتسم بها.
موسوعة الأخلاق الإسلامية ص296 - 303
57 views11:33